ظهر في كثير من المجتمعات الإسلامية الاستهزاء بشعائر الدين الظاهرة: كإعفاء اللحى، وتقصير الثياب، ونحوهما، فهل مثل هذا الاستهزاء بالدين الذي يُخرج من الملة؟ وبماذا تنصحون من وقع في مثل هذا الأمر؟ وفقكم الله.الجواب: لا ريب أن الاستهزاء بالله ورسوله وبآياته وبشرعه وأحكامه من جملة أنواع الكفر لقول الله – عز وجل – : " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " (سورة التوبة: 65 ، 66).
ويدخل في ذلك الاستهزاء بالتوحيد، أو بالصلاة، أو بالزكاة، أو الصيام، أو الحج، أو غير ذلك من أحكام الدين المتفق عليها.
أما الاستهزاء بمن يعفي لحيته أو يقصّر ثوبه ويحذر الإسبال أو نحو ذلك من الأمور التي قد تخفى أحكامها، فهذا فيه تفصيل، والواجب الحذر من ذلك، ونصيحة من يُعرف منه شيء من ذلك حتى يتوب إلى الله – سبحانه – ويلتزم بشرعه، ويحذر الاستهزاء بمن تمسك بالشرع في ذلك، طاعة لله – عز وجل – ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحذراً من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر، نسأل الله لنا وللمسلمين جميعاً العافية من كل سوء إنه خير مسئول. والله وليّ التوفيق.
الإمام العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله –
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر المرجع: كتاب تحفة الأخوان بأجوبة أركان الإسلام، الإمام ابن باز – رحمه الله -، دار ابن الأثير، 1421 هـ، ص (35 ، 36).