الجهات الأمنية تحذر من التسمم بغاز أول أكسيد الكربون خلال النوم بالمركبات
* الاتحاد – حمد مرسي :
«الاحتياط واجب»، شعار أطلقته القيادة العامة لشرطة عجمان، دعوه منها لتوعية أفراد المجتمع في كافة أرجاء الدولة بالمخاطر الناجمة عن انبعاث غاز أول أكسيد الكربون من عوادم المركبات عند تشغيل جهاز التكييف في الأماكن المغلقة والتي لا تتوفر بها فتحات تهوية، والذي يسبب في تسمم واختناق وموت سريع في أقل من ساعة لجميع من هم بالسيارة دون أن يشعر أي منهم بذلك.
غاز أول أكسيد الكربون، أو «القاتل الصامت»، كما يطلق عليه من قبل المتخصصين من الأطباء والمعنيين في المختبرات، يكون بمثابة «خطر موسمي» يتكرر صيفاً وشتاء في العديد من الحوادث حيث تتزايد مع شدة حرارة الأجواء واللجوء بالتالي بمولدات الكهرباء لتشغيل أجهزة التكييف وخاصة مع المركبات المخصصة للرحلات « فان» أو في الأماكن المغلقة في العزب والخيام والمباني الخشبية أثناء الرحلات، وكذلك حذرت من استخدام مواقد الخشب والغاز، في الأماكن المغلقة.
ليتكرر الخطر الموسمي مع مواقد الفحم وصعود الأدخنة السامة والتي تتسبب في الموت أيضاً في الأماكن المغلقوأكد العقيد علي سعيد المطروشي مدير إدارة مراكز الشرطة الشاملة في القيادة العامة لشرطة عجمان أن نوم الشخص داخل المركبة مع إغلاق جميع النوافذ والإبقاء على المكيف بوضع التشغيل في الأماكن المغلقة، يعتبر بمثابة عملية «انتحار بطيئة» تواجه الشخص حيث يتسبب الأمر في وفاته في أقل من ساعة واحدة فقط نتيجة لحالة الاختناق التي يتعرض لها. وأضاف أنه، ولتجنب مخاطر غاز أول أكسيد الكربون المميت، يجب عدم تشغيل المركبة ومكيفها أثناء وقوفها في مكان مغلق مثل الجراش، بل يجب في بادئ الأمر فتح باب الجراش من ثم تشغيل المركبة، كون ذلك يتسبب بسهولة استنشاق المتواجدين في المكان الغاز السام الناتج عن احتراق وقود المركبة وتسربه من خلال فتحات المكيف».
ولفت إلى أنه يمكن علاج التسمم بأول أكسيد الكربون عن طريق التعريض الكافي للأوكسيجين الصافي لفترة طويلة، والأهمّ من ذلك الكفّ من التعرض لمصدر الغاز السامّ co، وبالإمكان التخلص من هذا الغاز عن طريق تهوية أماكن تواجده.وبيّن أن الغاز الذي يستعمل كوقود بالمنزل «الفرن»، يحتوي على نسبة من غاز أول أكسيد الكربون، لذلك يجب اتخاذ كل الاحتياطات نحو عدم تسرب غاز الفرن إلى جو المنزل، كما يجب العمل على تهوية المنزل بشكل دوري، وخاصة إذا كان الهواء ملوثا بدخان السجائر أو الدخان المتصاعد من المواقد الفحمية، وأيضا تهوية الجراش في حالة تشغيل السيارة، حيث تحتوي هذه الأدخنة على نسبة ضارة من غاز أول أكسيد الكربون.
ودعا الأسر إلى التأكد من إغلاق أنابيب الفرن، وبالذات قبل الخروج من المنزل، وعدم إضاءة الأنوار أو إشعال النار في حالة وجود رائحة غاز داخل المطبخ، وحفظ المواد الكيميائية في الأماكن المناسبة لها.وأفادت القيادة العامة لشرطة عجمان أن الحملة التي تنظمها تحت شعار «الاحتياط واجب»، والتي تتعلق بالتوعية من أخطار الانبعاثات الخاصة غاز أول أوكسيد الكربون من عوادم المركبات، ستستمر طوال الفترات المقبلة من خلال توجيهها للمعنيين بالأمر وخاصة من يقومون بتشغيل مكيفات المركبات لفترات طويلة وبالتالي ينامون بداخلها، حيث من الممكن أن يتعرضوا للاختناق جراء استنشاق هذا الغاز.
عديم الرائحة
ونفذت القيادة العامة لشرطة الشارقة خلال الفترة الحالية حملة توعوية موسعة في هذا السياق عن طريق مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتحذير أفراد المجتمع من المخاطر المترتبة على مواقد الفحم والتي تسبب اختناقات لغاز أول أكسيد الكربون الصادر عن احتراق الفحم وخاصة في الأماكن المغلقة.
وأكد العقيد الدكتور عبدالقادر العامري رئيس قسم المختبر الجنائي بشرطة الشارقة أن خطورة غاز أول أكسيد الكربون تكمن في أنه ليست له رائحة ولا لون ولا طعم تنبه الضحايا لدى استنشاقه ولذا سمي مجازا بالقاتل الصامت، وتركيزه المنخفضة تؤدي للوهن والنعاس مما يؤدي لاستنشاق كميات أكبر منه.
مشيراً إلى أن غاز أول أكسيد الكربون له قدرة عالية للاقتران بالهيموجلوبين بالدم تفوق بمقدار 250 – 300 مرة على الأوكسجين مكوناً مركب الكاربوكسي هيموجلوبين مما يؤدي لنقص الأوكسجين المنتقل للأعضاء الحيوية للضحايا مثل الجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي المركزي.ونوه إلى أن الأبحاث العلمية المعتمدة عالميا والفحوصات المعملية والخاصة بعينات دم الضحايا تدل بأن تركيز الكاربوكسي هيموجلوبين والتي تتراوح ما بين 40 – 70% تؤدي إلى صدام شديد والإرهاق والدوار وتشوش الرؤية وصعوبة التنفس وعمل القلب بصورة غير منتظمة والتشنجات والإغماء فيما تكون التركيز المتراوحة ما بين 70 – 80% مؤدية وبصورة حتمية إلى الوفاة.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
خصائص كيميائية
أول أكسيد الكربون هو غاز عديم اللون، وعديم النكهة «الطعم»، وعديم الرائحة، ينتج من عمليّة الأكسدة الجزئيّة «الاحتراق غير التام للكربون»، والمركبات العضوية مثل الفحم، وهذا يحدث عند ندرة الأكسجين، أو عند احتراق ذي حرارة مرتفعة جداً، كما يعتبر من الغازات شديدة السمية.
تشير الدراسات إلى أن غاز أول أكسيد الكربون يزداد تركيزه داخل المركبات، مما يؤدي إلى تسمم الدم بسرعة فائقة، وبأضعاف التسمم الناتج من غاز ثاني أكسيد الكربون، ومرد خطورة هذا الغاز أنه يسبب النعاس الشديد، الذي يؤدي إلى النوم العميق، ثم يتبع ذلك غيبوبة، ثم الموت المفاجئ، في حال لم يتم إنقاذ المصاب.
وأكدت الدراسات أن خطورة الغاز تكمن في أن الشخص المصاب لا تظهر عليه علامات الإعياء، بل نشعر عند وجوده في المركبة أنه نائم، دونما إدراك أن الشخص يمر في مرحلة الغيبوبة الكاملة التي تفضي إلى الموت.
وفيات بسبب أول أكسيد الكربون
شهدت الدولة عدداً من حوادث حالات وفاة ناجمة عن اختناقات بغاز أول أكسيد الكربون، من بينها حالة على شاطئ الفقيت بدبا الفجيرة، كما توفى مواطنان في المنطقة الشرقية اختناقاً داخل مركبة بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون، أثناء وجودهما بمركبة كانت موجودة في الجراج الخاص بمنزل أحد المتوفين، ووفاة ثلاثة أشخاص، اثنان من الجنسية البنجالية، والثالث من الجنسية المصرية، اختناقاً بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون عندما كانوا في محل لتلميع المركبات بمنطقة أبو شغارة في الشارقة، ثبت أنه نجم عن تشغيل مركبة لفترات كبيرة داخل المحل.كما شهدت الشارقة وفاة امرأة وأصيبت أخرى، من الجنسية الإندونيسية، باختناقات جراء استنشاق غاز أول أكسيد الكربون نتيجة استخدامهما موقد فحم استخدماه في غرف مغلقة.