الطفلة هدير قالت للمراكبي: «ياعمو ارجع بينا أنا خايفة» فسَّبها 2024.

كانت قرية زيدان مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية قد شهدت يوما حزينا علي أهالي القرية بعد غرق مركب كان يقل علي متنه 17 طفلا راح ضحيته 4 منهم.

وفي مشهد مهيب شيع الاهالي جثمان الاطفال الاربعة ضحايا الاهمال.

انتقلت «روزاليوسف» وتحاورنا مع اسر الضحايا وكانت الاولي هدير السيد عبدالفتاح 12 سنة الابنة الوحيدة لامها سما نبيه عبدالغفار 37 سنة عاملة باليومية ومطلقة حيث اكدت أنها رفضت الزواج من أي رجل آخر لكي تتفرغ لتربيتها رغم عدم وجود أي مصدر رزق لها سوي العمل باليومية في الاراضي الزراعية وكانت تتمني أن تصبح هدير طبيبة.

وتضيف الأم.. أنهما كانتا جسداً واحدا يقيمان في غرفة صغيرة قام أهل الخير بتحمل تكاليف بناء الغرفة وفي يوم الحادث خرجت هدير بعد أخذ العدية 3 جنيهات وبعد نصف ساعة سمعت بغرق المركب فهرولت كالمجنونة لأبحث عنها فعرفت أنها غرقت.

تصادف أن يكون اسم الضحية الثانية ايضا «هدير» أسامة في الصف الاول الاعدادي والدتها ربة منزل قالت إن والد هدير يعمل بالسعودية ولم يعلم بالحادث حتي الآن فعندي أختها نادية متزوجة ووائل 11 سنة والعناية الالهية أنقذتهما فكانا علي الشاطئ ولم يتمكناً من الصعود إلي المركب مع شقيقتهما هدير.

أما الضحية الثالثة آية عليوة فؤاد وشهرتها هايدي 10 سنوات أصيبت والدتها عزيزة معوض عطا بغيبوبة عقب سماعها الخبر، والدها مزارع ولها ثلاثة أشقاء نسمة متزوجة ووردة مخطوبة وداليا بالصف الاول الاعدادي ومع أسرة الضحية الرابعة هبة أحمد رأفت بالصف السادس الابتدائي تقول أمها فاتن الدسوقي ربة منزل أن لديها ابنا واحدا عوض 13 سنة زوجها مسافر إلي لبنان في محاولة لتحسين المعيشة وتحدثت مع والدها في التليفون قبل خروجها للفسحة مع الجيران مباشرة وطلبت القصاص من الجناة.

والتقت «روزاليوسف» مع بعض الناجين منهم أسماء السعيد محمد صالح طالبة بالصف السادس الابتدائي وشقيقتها إسراء تقول أسماء إنها صعدت إلي المركب مع شقيقتها إسراء ودفعت كل واحدة جنيها وكان في المركب ما يقرب من 17 إلي 20 طفلا وكان معي هايدي صديقتي إحدي الضحايا ولم يكن معها سوي 75 قرشا ورغم أن الأجرة جنيه قال لها اركبي زي بعضه وبعد انطلاق المركب كانت خائفة جدا وقالت لسائق المركب ياعمو عاوزين نرجع أنا خايفة فسب هدير وهدأ السرعة لكي يشاهد حادث سيارة صدمت طفلة كانت تمر علي الطريق السريع، وكان كل الأطفال علي جانب واحد وفوجئنا أنه يسرع مرة واحدة وانقلب المركب وغرقنا جميعا في المياه.

تحدثت الطفلة إسراء أحد الناجين قائلة أنها أول طفلة تصعد علي ظهر المركب وأنها أنقذت شيماء عادل وأمسكت بيدها وأنها شربت مياه كثيرة.

ويضيف والدها السعيد محمد ـ نجار مسلح ـ أن العام الماضي شهد انقلاب المركب 3 مرات ولم يكن هناك ضحايا والحمد لله لكونهم شبابا.

وتقول الناجية شيماء عادل عبدالله كمال أولي إعدادي أن سائق المركب كان يسير بسرعة كبيرة وكان يشرب سجائر وصاحب المركب حاول الهرب.

من جانب آخر لقي محمد أحمد محمد 17 سنة وحسن جمعة 23 سنة مصرعهما غرقا أثناء الاستحمام في نهر النيل بنجع حمادي وأبوتشت بقنا.