سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
الماضي يتنفس بين أعالي جبال شعم
( الإمارات اليوم )
في أحضان جبال وادي شعم في رأس الخيمة، يسكن المواطن الشاب سعيد الظهوري، الذي الى جانب عمله في شرطة مرور رأس الخيمة، يمارس هواية جمع التراث التي خبرها جيدا منذ ان كان صبيا. ومن أجل ذلك أنشأ قرية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتراث، التي باتت معلماً مهماً يأتيها المهتمون وعشاق التراث جماعات وافراداً.
يقول الظهوري إن «هذه المنطقة الجبلية التي عاش فيها أجدادنا منذ القدم تمثل كنزا من التاريخ والتراث، لذلك رأيت ان من واجبي القيام بدور يسهم في الحفاظ على هذا الكنز التراثي القيم، وبالنحو الذي يجعله متوارثاً بصورة دائمة بين الأجيال»، لذلك جند نفسه باحثاً عن التراث في كل مكان، اذ مشى بين الوديان، وصعد الجبال الشاهقة. ويقول في هذا الصدد: «من حسن الحظ كان أهل الديرة متعاونين مع مهمتي الى أبعد ما يكون، حيث كانوا يضعون أمامي كل ما بحوزتهم من المقتنيات التراثية القديمة، من دون مقابل، بل ان الكبار والشباب المهتمين بالتراث على اتصال دائم معي، والبعض منهم يأتيني متأبطا كل ما يعتقد بأنه من صميم تراث ديرتنا».
عندما نجح الظهوري في اقتناء عدد كبير من الأدوات التراثية التي زاد عددها على أكثر من 200 قطعة، وتشمل مجموعة من الحلي التي حصل عليها هدية من أمه، والأواني الفخارية والبنادق ودلال القهوة وبعض العملات التي تسمى «رغش»، تبين له ان تلك المهمة لن تجدي كثيرا، الا حينما يطلع الجمهور عليها، لذلك فكر في اقامة قرية بجهوده الذاتية، واختار لها اسم «قرية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتراث».
ويضيف عاشق التراث الذي يفتخر بان أسرته تشاركه حب التراث «اجتهدت لان تكون القرية وجهة تعبر بصدق عن تراثنا وحياتنا الاجتماعية التي كانت سائدة قبل الطفرة الاقتصادية التي غيرت مجرى حياة المواطن الاماراتي، بعيداً عن حياة البداوة. ومن أجل ذلك عملت على تطوير القرية، بحيث تضم المقتنيات التراثية»، موضحا ان أحد أقسام القرية يضم مجموعة من الأدوات التي استخدمت في الحقول الزراعية، بينما يضم قسم اخر الأدوات التي استخدمت في الحياة البرية بما في ذلك الحياة المنزلية، وهي تشمل الأواني الفخارية وأدوات الطبخ والشراب، وغير ذلك. كما يوجد قسم للملابس، ومن بينها حذاء صنع قبل مئات السنين من جلد الحوت والماعز، وكان يطلق عليه يومذاك اسم «دخس».
سعيد الظهوري خصص جانبا من قريته التراثية لاقامة نماذج من البيوت القديمة التي عاش فيها الأهالي قبل انتقالهم الى البيوت العصرية، مشيرا الى ان الحياة وقتذاك كانت تتسم بالبساطة، فالبيوت القديمة تتألف من «الدهريز» المخصص لاستقبال الضيوف و«الجفل» الذي تقيم فيه الأسرة في موسم الصيف، لأنه مصمم بطريقة تجعله باردا صيفا، ودافئا شتاء. كما ان هناك مبنى اخر اسمه «الصفة»، ولأنه يضم منافذ عدة، فهو لاستقبال الضيوف وقت «القيظ». أما افراد الأسرة، فيستخدمون استراحة تعرف باسم «السبلة»، والى جانبها «الدكة» التي يجلسون عليها لشرب القهوة والشاي وتجاذب الاحاديث. وفي جانب اخر من البيت يوجد المطبخ الذي يطلق عليه اسم «الردة»، والى جانبه المخزن الذي يحفظ فيه الحصاد، ويعرف باسم «الينز». كما تمتلك الأسرة «التنور»، وهو فرن أهل الجبال، أما «الينور» فيستخدم لطحن الحب، بينما «بيت الرحى» للطحين.
ومع ان سعيد الظهوري أعد ضمن مساعيه التراثية قطعة أرض داخل القرية التراثية لتوضيح طرق الزراعة التي كانت سائدة في الماضي، وبخاصة زراعة القمح التي كانت سائدة وتتم في موسم الشتاء، غير ان التجربة توقفت بسبب شح الأمطار في السنوات الأخيرة.
ولأن قرية محمد بن راشد للتراث الجبلية باتت معلماً مهماً، فقد بات الناس يقصدونها من داخل الدولة وخارجها، بل ان السياح وطلاب الجامعات والمدارس والمعاهد هم الأكثر حرصا على زيارتها، لأنهم يجدون فيها شيئاً من الماضي.
شكرا سفير جلفار ع الموضوع
الله يعطيكم الصحة والعافيه
اخبار وعلوم واقسام اتكفي
تجارب ومشاركات وابداء رأيي
للإدارة ولاأعضاء والمشرفين ختامي
والله يعطــــي سعـــيد الصــحه والع ــآآآفيه ويطــول بعمـــــره
جهود مميزة من السيد سعيد الظهوري،،
دمت بسعادة،
التعديل الأخير تم بواسطة رذاذ عبدالله ; 21 – 4 – 2024 الساعة 10:12 PM