سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
فسرعان ما لمع نجمها في عالم الفشة والكرشة والكوارع الذين تعتبرهم "حتة من كبدتها" فهي تقضي معهم أطراف النهار، أما آناء الليل فهي أنثى بمعنى الكلمة، تعطي سي السيد "برستيجه" كما تمنح أبنائها المحبة التي يستحقونها فهي عاشقة للذبح والدم نهارا أما ليلا فهي صدر حنون.
التقيناها وأعربنا لها "غصبا عننا" عن تقديرنا لها كسيدة منتجة تشارك زوجها في توفير متطلبات الحياة التي لم تعد سهلة فقالت بأريحية، انت مندهش ليه يا "باشا" أنا عيلتي كلها جزارين وكان لينا محلات كتير في المدبح لكن الله يسامح الزمان اللي جار علينا كدة.
وسألناها عن مدى تعارض هذا النشاط معها كامرأة فقالت أن هذه النظرة للستات اتغيرت خالص فالجري وراء لقمة العيش حرم النساء الراحة وأجبرهن على مساعدة الرجال بل مزاحمتهم في سوق أكل العيش.
وحين استفسرنا عن ملاحظة أن جميع زبائنها من النساء صححت لنا المعلومة وقالت معظمهم لكن هذا لايمنع شراء الرجالة منها، وقبل أن نسألها عن أي الجنسين تفضل البيع ردت بأن الرجالة أسهل بكتير في البيع والشراء لأن أبناء جلدتها اعتادوا على الفصال معها في السعر كما أن لهم دائما طلبات إضافية مثل العظم والدهن والمواسير لكن الرجالة "بيتكسفوا".
أما عن تعرضها لمضايقات بسبب عملها هذا فكان ردها سريعا: "مين ده اللي يتجرأ يرفع عينه في أم عربي أمال الساطور ده لازمته إيه يابيه" وأكملت: "بصراحة أنا باشوف الرجالة وهم بيتعاملوا معايا بيترعشوا".. طبعا أنا أول ما سمعت هذا وجهت نظري للأرض بدلا من أن أدفع ثمن "البحلقة" غاليا.
وبالنسبة لبيتها ولأسرتها فقد طمأنتنا المعلمة أم عربي أنها "ميت فل و17" فزوجها أيضا جزار ويعلم مدى معاناتها ويقدر ذلك جيدا أما أبنائها فلا تقصر في حقهم أبدا حيث تتحول إلى "دادة دودي" لتلبي كل طلباتهم فهي خادمة لهم و"لأبيهم" علشان ما تبقاش مقصرة في حقهم ولا حد يسألها "تلت التلاتة كام يا أم عربي".
سؤال أخير وجهناه لست الجزارة: لو ماكنتيش طلعتي جزارة كنت تتمني تبقي إيه، فجاءت الإجابة صاروخية "دكتورة" وعموما المسألة لم تبتعد كثيرا فالدكتورة والجزارة مهنتان تجمعهما عناصر كثيرة لعل أبرزها ارتفاع السعر وحب الدم والتقطيع، ويمكن الجزارين قلوبهم أحن، على الأقل مش بيصوروا حد وهو عريان إلا طبعا الخرفان والجاموس.
أما عن أمنياتها لأولادها فقالت: "أنا مش هاضحك على نفسي وأقول يطلعوا بهوات، معروف يا باشا ابن الدكتور لازم يطلع دكتور وبرضه إبن القاضي لازم يبقى قاضي وأكيد ابن الضابط لازم يبقى ضابط وعلشان كدة أنا نفسي أشوفهم جزارين "قد الدنيا".. طبعا الكلام ده يا أخواننا بيحصل في مصر بس.. فبكلماتها البسيطة المعبرة هذه فلسفت أم عربي وشخصت داء المصريين.. والسلامو عليكو.