المنصوري يكشف عن مكتبات تبيع كتباً تحمل مغالطات تاريخية وصفها بـ"الفادحة"
الإمارات اليوم – أشرف جمال – أبوظبي:
كشف عضو المجلس الوطني الاتحادي، أحمد عبيد المنصوري، عن وجود كتب أجنبية، تتم طباعتها داخل الدولة وطرحها في المكتبات والمطارات، تتناول تاريخ الإمارات بطريقة لا تعكس الواقع الحقيقي، وتحمل أربع مغالطات تاريخية وصفها بـ«الفادحة»، مطالباً بتشديد الرقابة الرسمية والمجتمعية على الكتب والمراجع الأجنبية التي تتناول آثار الدولة وتاريخها.
وقال المنصوري لـ«الإمارات اليوم» إن من غير المقبول أن نجد كتباً تصف دخول الإسلام إلى المنطقة بالاحتلال الإسلامي، وتعتبر منطقة آثار جميرا فارسية، وتصف مقاومي الاحتلال البريطاني بالقراصنة، ومطبوعة أخرى تخطئ في اسم الشيخ زايد بن خليفة، مؤكداً أنه بمجرد طرحه هذه القضية على الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للسياحة والآثار، وعد بالتصدي لهذه المغالطات، بالتنسيق مع المجلس الوطني للإعلام، من منطلق غيرته على تاريخ وحضارة الدولة.
وتفصيلاً، أفاد المنصوري بأن هناك كتباً منتشرة بين السياح والمواطنين في مختلف الإمارات، لاسيما في دبي وأبوظبي، تحمل أسماء «أبوظبي إكسبلورر»، و«دبي إكسبلورر»، و«أوف رود إن ذا إماراتس»، صادرة عن إحدى دور النشر في الدولة، جميعها تحمل مغالطات وصفها بالفادحة عن تاريخ الدولة والمنطقة وانتشار الإسلام فيها.
وقال إن «هناك أربع مغالطات تاريخية فادحة تضمنتها هذه الكتب، أولها في (دبي إكسبلورر)، الذي أشار إلى أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، حاصر هذه المنطقة، واحتلها عسكرياً، لنشر الإسلام بحد السيف، وهذا الكلام مخالف تماماً للحقائق، ويحمل تشويهاً للإسلام الذي يحث على التسامح والسلام»، موضحاً أن قصة الرسول عليه الصلاة والسلام في الطائف، حينما رفض إيذاء المشركين، على أمل أن يخرج منهم أناس صالحون، وكذلك انتشار الإسلام في شرق آسيا بأخلاقيات المسلمين وحسن معاملاتهم، جميعها أمور تعكس الصورة الحقيقية للإسلام.
وتابع «أجرينا بحثاً تاريخياً في المجلس الوطني الاتحادي، مع مركز المدينة للدراسات، عن غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام، فوجدنا أن جميع من ماتوا في معارك المسلمين والكفار خلال عهد الرسول الكريم، لم يتجاوز عددهم 364 شخصاً من الجانبين، فكيف مع ضآلة هذا العدد يتم الادعاء بأن الإسلام نُشر بحد السيف».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأشار المنصوري إلى أن المغالطة الثانية موجودة في بعض الكتب الأجنبية التي تمت طباعتها سنة 1993، وتحمل اسم «أوف رود ذي إمارتس»، اعتبرت منطقة الآثار الموجودة في جميرا، منطقة فارسية، على عكس الواقع الذي أكده علماء ومؤرخون عرب وأجانب بأن هذه الآثار ترجع للعصر الأموي، وليست فارسية على الإطلاق، كما أن هناك كتباً أخرى، بعضها في المدارس الأجنبية، تسمي الخليج العربي بـ«الفارسي»، بالمخالفة للحقائق التاريخية والجغرافية.
ولفت إلى أن هناك أماكن في الدولة تم اكتشاف عملات أثرية فيها تعود إلى العصور الرومانية واليونانية، لكن لم يتم العثور إطلاقاً على أي أثر يوضح تأثر المنطقة بالاحتلال الفارسي لها.
وتابع «أما المغالطة الثالثة فتتمثل في وصف كتاب (دبي إكسبلورر)، المعني بالترويج السياحي، أبطال المقاومة الشعبية الذين تصدوا للاحتلال البريطاني بالقراصنة، وهو أمر مرفوض، ويحمل تشويهاً وهدماً لهوية وتاريخ المنطقة».
وعن المغالطة الرابعة، قال المنصوري إنها موجودة في كتاب «أبوظبي إكسبلورر»، حينما تحدث عن تاريخ الدولة، ذكر اسم الشيخ زايد الأول (زايد بن خليفة) بالخطأ، حيث أسماه زايد بن محمد، معتبراً أنها مغالطة يجب تلافيها أيضاً.
وقال: «طرحت هذا الموضوع على الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للسياحة والآثار، لثقتي بغيرته القوية على تاريخ ومصلحة الدولة، كما أنني أدين وأبناء جيلي له كثيراً في تطوير تعليمنا وثقافتنا»، موكداً أنه بمجرد عرض الأمر عليه وعد باتخاذ إجراءات لتصحيح هذه المغالطات، وقال إنه سيتواصل مع المجلس الوطني للإعلام من خلال المجلس الوطني للآثار الذي يراقب بالبحث والتدقيق لتكون المعلومات صحيحة.