سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
تمكّن الشاب يوسف علي النقبي، البالغ من العمر 35 عاماً، ويعاني الصمم، من كسر حاجز الصمت بينه وبين المجتمع المحيط به، خصوصاً أنه عانى عزلة ممن حوله، الذين رفضوا التعامل معه بسبب فقدانه النطق منذ الولادة، إذ عشق هواية التصوير منذ أن كان عمره 10 سنوات، وبدأ اقتناء الكاميرات الجديدة، ومخاطبة الناس والتواصل معهم من خلال التصوير.
وقال النقبي لـ«الإمارات اليوم»: «تركت دراستي في المرحلة الإعدادية، بسبب رفض العديد من أفراد المجتمع التواصل مع شخص لا يتكلم سوى بلغة الإشارة، وبدأت الاهتمام بالتصوير واقتناء الكاميرات الحديثة، وبتصوير المناطق الأثرية والطبيعة الصحراوية في رأس الخيمة والدولة.
وشرح أن «العديد من الأشخاص مازالوا يرفضون التحدث معي بلغة الإشارة، على الرغم من أنني أقرأ كلام الشفاه وأفهم ما يقوله الآخرون، ما خلّف لدي شعوراً بالأسى، وجعلني أتواصل فقط مع أشخاص محددين يقبلون على التعامل مع ذوي الإعاقات».
وأوضح «حاولت الخروج من حالة العزلة، فعملت في منطقة رأس الخيمة التعليمية منذ 15 عاماً، في مجال تصوير الأنشطة الميدانية والفعاليات التعليمية والتربوية».
وأضاف «وجدت أن التصوير أفضل وسيلة للتواصل مع الآخرين، وبدأت أعيش مرحلة جديدة في حياتي، بعدما تزوجت ورزقني الله بستة أبناء».
وأكد أن المنطقة التعليمية وفرت له جميع الإمكانات، وحصل على العديد من الدورات التدريبية في التصوير، كما تعّلم عن طريق الإنترنت أفضل طرق التصوير الحديثة، واستخدام الكاميرات المتطورة.
وتابع «قمت في الفترة الماضية بتدريب موظفي المنطقة التعليمية على التصوير، وكيفية التقاط الصور من زوايا مختلفة»، مضيفاً «أشارك في مختلف الفعاليات والمسابقات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي».
وأوضح أن زوجته وجميع أطفاله يتحدثون معه بلغة الإشارة، ولم يواجه أي مشكلات في التواصل معهم، خصوصاً أن شقيقه الأصغر يعاني الإعاقة نفسها.
وتمنى أن يتم تدريس المبادئ الأساسية للغة الإشارة لطلبة المدارس لتشجيعهم على التواصل مع الصم، وتحاشي إهانتهم برفض التعامل معهم، مؤكداً أن بعض زملائه من فاقدي النطق يعانون رفض البعض لهم.