"الوطني للأرصاد" يطور نظماً لرصد التقلبات الجوية
الإمارات اليوم:
أكد المدير التنفيذي لمركز الأرصاد الجوية والزلازل، الدكتور عبدالله المندوس، أن عمليات الاستمطار التي يجريها المركز تقوم بعملية تحفيز السحب ولا تغير من ديناميكيتها، مشيراً إلى أنها ساعدت على زيادة كمية المياه الناتجة عن الأمطار بشكل ملحوظ.
وقال إن "الغرض من عملية الاستمطار هو تحسين مستوى الامطار خاصة وأن الدولة مناخها جافاً ويقل فيه معد الأمطار السنوي عن 100 ملم، مع معدل تبخر عالي للمياه السطحية ومعدلات ضئيلة لتجدد المياه الجوفية، أقل بكثير من معدلات الاستهلاك السنوي، مشيراً إلى أنه في سبيل انجاح هذا البرنامج استثمر المركز في انشاء بنية تحتية للاستمطار تشمل شبكة تضم أكثر من 70 محطة رصد جوي موزعة استراتيجياً على كافة انحاء الإمارات، بالإضافة إلى شبكة رادارات جوية واسعة، و6 طائرات حديثة لعمليات استمطار الغيوم.
وأشار إلى أن المركز ينتقي أفضل الموارد البشرية من العلماء والخبراء المختصين على المستوى الوطني والمحلي والعالمي، كما يقوم بتدريب وتأهيل المواطنين في هذا المجال، ليقدم المعلومات والدراسات العلمية الموثوقة بها؛ ليحمي مقدرات الوطن ويساهم في نموه بما يخدم المجتمع من مواطنين ومقيمين على أرض الوطن.
وأوضح المندوس أن "المركز يضم أحدث التقنيات في بنيته التحتية ووسائل الرصد بمختلف أنواعها السطحي والبحري، وكذلك رصد طبقات الجو العليا ويقوم بإجراء أبحاث متقدمة لدراسة الغلاف الجوي في المنطقة وعلى مستوى العالم وذلك بإجراء العديد من المشاريع الخاصة بتحسين الطقس مثل عمليات الاستمطار ومعالجة الاحتباس الحراري وغيرها، وقد قام المركز برصد الجوائز لأفضل دراسات في هذه المجالات حتى يشجع الباحثين على إعطاء أفضل ما لديهم في هذا المجال".
وأضاف "كما يقوم المركز بمتـابعة وتطبيق التطورات الفنيـة والتنظيمية التي تصدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجويـة والمنظمة الدولية للطيران المدني والمنظمات الدولية ذات الصلة، بالإضافة إلى مشاركة الإدارة في اللجان الفنية المتعلقة بالأرصاد الجوية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتقوم الإدارة بالتخطيط والتنفيذ لعمليات استمطار السحب، وهذه العملية تهدف إلى زيادة الموارد المائيـة بالدولـة التي تـؤدي إلى (زيـادة كميات الأمطـار، زيـادة المخـزون المائي من الميـاه الجوفيـة، زيـادة الرقعة الزراعية، والحفـاظ على المحاصيـل من التعـرض للجفـاف".
وأكد الدكتور عبد الله المندوس، أن المركز لا يتوانى عن استخدام أية وسيلة تربطه بالجمهور، ولذلك تم انشاء حساب للمركز على شبكات التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتويتر، وانستجرام، للوصول لعدد أكبر من متلقي معلومات الأرصاد وكذلك تم نشر ما يزيد الالف الاخبار الخاصة بتوقعات وتحذيرات المركز في الجرائد والمواقع الإلكترونية، إضافة إلى النشرات اليومية على الهواء من خلال ست شبكات إذاعية وتلفزيونية محلية أو عن طريق الموقع الإلكتروني الذي يتم تحديثه كل نصف ساعة على مدار اليوم.
من جانبه أوضح رئيس قسم الهندسة الزلزالية في المركز، المهندس خميس الشامسي، أن عدد محطات زلازل الشبكة العاملة في المركز 46 محطة زلزالية تعمل بهدف بناء القاعدة المعلوماتية للزلازل "الكاتالوج الزلزالي الإماراتي" لغايات تقييم المخاطر الزلزالية في الدولة، مشيراً إلى أن إدارة الزلازل بالمركز تختص بعمل كتالوج الزلازل الإماراتي ورسم خرائط المخاطر الزلزالية المبنية على الكتالوج الزلزالي وخرائط النشاط الزلزالي، وتقديم الاستشارات الفنية للشركات التي تطلب المعلومات الخاصة بالخطر الزلزالي وتقديم الدراسات الزلزالية التفصيلية لبعض مواقع المنشآت بناء على الطلب وإبلاغ الجهات الرسمية المعنية بتفاصيل الأحداث الزلزالية فور وقوعها ومتابعة تزويدهم بكل المستجدات بالسرعة الممكنة، بالإضافة إلى عمل الزيارات الميدانية لمواقع الأحداث الزلزالية في أعقاب وقوعها لطمأنة السكان وإرشادهم إلى كيفية التعامل الآمن مع الزلازل في حال تكرار حدوثها وإخطار الجهات المعنية في حال وجود مخاطر.
وقال إن "المركز يقوم أيضاً بتزويد وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة بالنشرات المتضمنة لتفاصيل الأحداث الزلزالية فور وقوعها وإصدار التقارير الدورية الشهرية والسنوية عن النشاط الزلزالي في الدولة والمناطق المجاورة، وتبادل النشرات الدورية الخاصة بالنشاط الزلزالي مع بعض المراصد المحلية والإقليمية، الاشتراك في تنفيذ العديد من المشاريع الوطنية مع جهات محلية مثل مشروع تقييم المخاطر الزلزالية لبلدية أبوظبي".
وحول الإجراءات الوقائية التي تقوم بها الحكومة عند حدوث الزلازل في دولة مجاورة، أشار إلى أن الإجراءات تتلخص بمتابعة النشاط الزلزالي مع المركز الوطني للأرصاد الجوية وتحديد الخطر المتوقع من هذه الزلازل والإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهتها اضافة إلى ان الإجراءات الوقائية التي يتم اتخاذها تمكن الجهات المهنية من الاستعداد اللازم والصحيح والذي يتناسب وحجم الحالة الطارئة، فكثير من الأحداث الزلزالية التي مصدرها خارج الدولة أثرها سوف يكون محدوداً ويتناسب مع شدة الزلازل في الدولة وفي هذه الحالة يقتصر الاستعداد على متابعة الزلازل التابعة لهذا الزلزال واتجاه انتشاره في المنطقة.
وأضاف "أن الإجراءات الوقائية تعمل على تخفيف الآثار السلبية الناتجة من الزلازل والتي تكون من خلال تحديد أماكن النشاط الزلزالي وتحديد الشدة المتوقعة من هذه الزلازل والتي تعمل على إعطاء التصور الحقيقي والصحيح للجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ووضع خطط للحالات الطارئة اضافة الى نشر التوعية لدى مجتمع دولة الإمارات بالتصرفات السليمة الواجب اتخاذها قبل وأثناء وبعد حدوث الزلزال".
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأوضح أن المصادر الزلزالية الرئيسية في المنطقة هي (صدع مكران) في (بحر العرب) و"بحر عمان" و"صدع اوينز" في بحر العرب و"مضيق هرمز" و"جزيرة قشم" وسلسلة جبال "زاغروس" بالإضافة الى سلسة الجبال العمانية والمناطق الشمالية من الدولة التي قد تكون مصدرا للزلازل القوية مستقبلا.
وفيما يتعلق بفائدة الشبكة الوطنية الزلزالية في الدولة أوضح الشامسي أن الهدف الرئيسي للشبكات الزلزالية في الوقت الحالي هو تحديد مناطق النشاط الزلزالي في منطقة الشبكة والمناطق المجاورة والتي تساهم في تقييم المخاطر الزلزالية في المنطقة والهدف الذي يجب أن ننظر إليه هو أن نتمكن من إيجاد الطرق والوسائل التي تمكننا من التعايش مع الخطر الزلزالي من خلال الاستعداد الصحيح كما نرى في الدول المتقدمة مثل اليابان وأمريكا التي تكيفت وتعايشت مع الزلازل المدمرة مقارنة بالدول النامية التي ما زالت تعاني من آثار الزلازل المتوسطة القوة.
يشار إلى أن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل يعد صرحاً علمياً حضارياً يضع دولة الامارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، من خلال التركيز على مجالات الأرصاد الجوية، والزلازل، والاستمطار، والأبحاث والتطوير والتدريب، والخدمات الفنية، والأجهزة والمعدات، والعلاقات الدولية والإقليمية.
ويقوم المركز منذ انشائه بتقديم خدمات الأرصاد الجوية والتي تشمل تقديم معلومات الأرصاد الجوية للمعاونة في تأمين سلامة واقتصاديات وكفاءة النقل بالطرق البرية والبحرية والجوية، وكذلك بالنسبة للأشغال العامة والزراعة وغيرها، ولا يتوقف عمل المركز عند حدود تقديم خدمات الأرصاد الجوية ولكن يختص أيضا بتقديم خدمات الهندسة الزلزالية وتشمل دراسات التسارع الأرضي والشدة الزلزالية المتوقعة وتفاعل الموقع مع الأمواج الزلزالية وتحويل هذه الدوال إلى أحمال زلزالية لتستخدم في اكواد تصميم المنشآت.
ويهدف المركز إلى توحيد مصدر معلومات الأرصاد الجوية والزلزالية ومراقبة التغيرات التي تحدث في الغلاف الجوي وتقديم خدمات الأرصاد الجوية والهندسة الزلزالية إلى كافة القطاعات بما يتفق مع القوانين والنظم المطبقة في الدولة بالإضافة إلى تبادل البيانات والمعلومات المتعلقة بهذا الهدف على المستوى الاقليمي والدولي ومواكبة التطور العلمي وتنفيذ الدراسات والبحوث المتعلقة بمجال اختصاص المركز.