اهتم بالعلماء وافسح لهم المجال وزاد لهم العطاء فكان في عهده الورق العربي وكانت الساعة الرملية والساعة الشمعية وزادت في عهده كتب التراجم وكان من الكتب التي ترجمت في عهده كليلة ودمنة والف خرافة وخرافة فاسماه الرشيد الف ليلة وليلة
ومما يؤخذ على الرشيد انه وثق بالبرامكة اكثر من اللازم لدرجة انهم حكموا باسمه واصدروا القرارات وعينوا اهلهم في اماكن ومناصب عظيمة وقد نادى الفضل بن يحيي بن برمك بنفسه اميرا على المشرق كله فاستدرك ذلك الرشيد بعد عدة سنين فقتلهم شر قتله وسجن والدهم يحيي وابنه الفضل حتى مات في سجنه
والرشيد رجل دولة وحرب فهو قائد جيوش اخيه ومن قبله ابيه ولما امتنع نقفور عن الجزية خرج اليه الرشيد بجيش ليؤدبه ويمحق دولته فكان له ذلك
ومما يؤخذ على الرشيد انه اخذ البيعة لابنيه الامين والمامون في ان واحد وكانت ام المأمون فارسية مما اثار عليه النقمة والحقد
وفي عهد الرشيد قُضي على الفتنة في الشام واليمن
والرشيد من الخلفاء المحبين للعاماء والشعراء وكانوا من جلسائه وللرشيد حلم كبير على العامة كريما معهم فكان يتصدق في اليوم الواحد بالف دينار وكان يحج عاما ويحج معه في هذا العام مئة من العلماء ويغزو عام جاهدا في سبيل الله ولا ينام ليلة الا وقد صلى لله فيها مئة ركعة
وكان مما شوه سيرته انه عندما امر المؤرخين ان يكتبوا التاريخ تارخ الاسلام كان في دولته اناس ضعيفة نفوسهم حاقدين على الخلافة كتبوا من عندهم كلاما لحساب الروم وكانوا يبعثون بكتبهم الى هناك حيث تحفظ ولما كان غزو التتار فيما بعد لبغداد اتلفوا الكتب الاصلية كلها فانتهز الروم واعداء الامة الفرصة ونشروا كتبهم ومعلوماتهم المزيفة عن الامة الاسلامية وخلفائها
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وللرشيد ابن زهد في الخلافة والملك وقيل استشهد في احد الغزوات
وقد توفي الرشيد اثر عودته من ارض الروم بمنطقة اسمها طوس رملها احمر وقد راى الرشيد في منامه انه يموت بارض رملها احمر فكان
وكانت مدة خلافته ثلاث وعشرون سنة وعمره سبع واربعون وقيل ثمان واربعون والله اعلم