سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ – وَهُوَ يَسْأَلُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) – فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : الْغِنَاءُ ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، يُرَدِّدُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) فِي الْغِنَاءِ وَالْمَزَامِيرِ .
وَقَالَ الضَّحَّاكُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) يَعْنِي : الشِّرْكُ . وَبِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ; وَاخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّهُ كُلُّ كَلَامٍ يَصُدُّ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ وَاتِّبَاعِ سَبِيلِهِ .
.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ) أَيْ : هَذَا الْمُقْبِلُ عَلَى اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ وَالطَّرَبِ ، إِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ ، وَلَّى عَنْهَا وَأَعْرَضَ وَأَدْبَرَ وَتَصَامَّ وَمَا بِهِ مِنْ صَمَمٍ ، كَأَنَّهُ مَا يَسْمَعُهَا; لِأَنَّهُ يَتَأَذَّى بِسَمَاعِهَا ، إِذْ لَا انْتِفَاعَ لَهُ بِهَا ، وَلَا أَرَبَ لَهُ فِيهَا ، ( فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) أَيْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُؤْلِمُهُ ، كَمَا تَأَلَّمَ بِسَمَاعِ كِتَابِ اللَّهِ وَآيَاتِهِ .
و صلي اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين