البيان
لم تعد مسألة ترك الأطفال في السيارات بمفردهم موضوعاً عابراً يمر مرور الكرام، وإنما امتد لأن يصبح سلوكاً عادياً من آباء وأمهات تناسوا وأهملوا في حق أبنائهم لدرجة أدت في بعض الأحيان الى موت الأبناء، وبات تكرار الأمر في أكثر من مكان يحتاج الى وقفة من الجهات المسؤولة لتجريم مثل هؤلاء.
من المعروف في الدول الأوروبية التي لا نقل عنها حضارة أنه في مثل هذه الحالات قد تقوم السلطات بنزع الطفل من والديه باعتبارهم غير أمناء عليه، وتجريم الأهل الذي يعرضون حياة أطفالهم للخطر، فالأمر أشبه بقتل طفل ولا يقل خطورة عنه، فحياة الأطفال أمانة في أعناق الأمهات والآباء، وأنه كيف نعيب على قيام الخدم بإساءة معاملة أبنائنا في حين يقوم البعض بانتهاك حقوق الطفل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
| سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
من غير المنطقي ان يقوم أولياء أمور من المفترض فيهم أنهم أشخاص بالغون بترك طفل في السيارة بمفرده بحجة أنه نائم أو بحجة تقضية طلب عاجل قد يمتد لساعات، مثل تلك الأسرة الآسيوية التي تركت ابنها في السيارة وذهبت لشراء هاتف من أحد المحال غير آبهين لطفل في سيارة مغلقة وفي ظل طقس حار لثلاث ساعات كاملة، وعندما رجع الاهل الى السيارة اكتشفوا انه مات اختناقا، مثل هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا آباء وأمهات لأنهم غير أمينين على أبنائهم.
حالات عدة شهدها المجتمع تحمل جميعها دلالات الاستهتار بحياة الأبناء، وآخرها ذلك الآسيوي الذي ترك طفله الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات من العمر في السيارة وذهب لقضاء حاجياته، وعندما عاد نسي موقعها ما استدعى تجنيد دوريات شرطة كثيرة للبحث عنها.
اللواء المستشار مهندس محمد سيف الزفين مدير الادارة العامة للمرور في شرطة دبي، يؤكد أنه لا يجب الاكتفاء بتوجيه اللوم لهؤلاء الآباء بل يجب أن يحدد القانون عبر بنود واضحة لتجريم الوالدين الذين يستهينون بحياة أبنائهم، معرضين اياهم للخطر أو للموت، لافتا الى أن تغليظ العقوبات يفلح في الحد من بعض الظواهر التي يعتبرها البعض قضاء وقدراً ويمكن منع وقوعها، مشيراً الى أن الأمر يصنف على أنه اهمال متعمد.
