"أقبل طلابا جددا.. أستطيع اختراق كلمات المرور السرية إذا دعت الحاجة"، مثل هذه الرسائل الإعلانية الإلكترونية لطالب من بكين تثير مخاوف الشركات في الصين.
هذه الرسائل التي عرض بعضا منها منتدى اختراق الحواسيب الصينية ترد مثلها طلبات بالآلاف على الإنترنت في الصين. والمشكلة، التي ذكّرت بها غوغل مؤخرا، هي أن الناس يتقبلون هذه العروض بتزايد.
ويقول متخصصون في أمن الإنترنت إن الصين، التي بها أكبر عدد من مستخدمي الشبكة العنكبوتية يقدر بنحو 400 مليون مستخدم، تضم أيضا أكبر مجموعة من قراصنة الإنترنت.
وبحسب تقرير ميسيدغلابس، فرع الأبحاث بشركة سيمانتك لأمن الإنترنت، صارت الصين الشهر الماضي أكبر مصدر لهجمات القرصنة المستهدفة. وتقول شركة الأمن إن ما يزيد على ربع الرسائل الإلكترونية الخبيثة المرسلة للولوج إلى البيانات الحساسة يأتي من الصين.
وقال قرصان صيني سابق يعمل حاليا لدى شركة آي بي أم للحواسيب، إن هناك نحو ألف شخص في الصين قادرين على إنتاج أدوات جديدة حقيقية. لكن أولئك الذين لديهم تدريب أساسي ويستطيعون اختراق واستخدام الأدوات يقدرون بمئات الآلاف.
القرصنة من أجل المال أصبحت تجارة (الفرنسية)
ويذكر أن غوغل شهدت قرصنة من الصين كانت أحد الأسباب التي جعلت الشركة تنقل محرك بحثها الصيني من بكين إلى هونغ كونغ. وكذلك اخترق قراصنة حسابات رسائل ياهو الإلكترونية لعشرات الخبراء الصينيين. كما أجبر نادي الصين للمراسلين الأجانب على إغلاق موقعه بعد سلسلة من الهجمات التي عطلت الموقع.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وفي حين ركزت أميركا وأوروبا على الشق المتعلق بجمع المعلومات الاستخبارية للاختراق الصيني، لقيت المشكلة رواجا أكثر داخل الصين، حيث تعتبر الهجمات على الرعايا الأجانب مجرد جزء من الاختراقات الإلكترونية الشاملة. ويصر المسؤولون وخبراء الإنترنت الصينيون على أن حجم هذه الهجمات يمثل نشاطات إجرامية وليست سياسية.
ويقول أحد القراصنة المخضرمين إن القراصنة الأوائل كانوا وطنيين في التسعينيات عندما كانت الإنترنت في بدايتها في الصين، لكن معظم الناس الآن يعملون من أجل المال. فالبعض يقوم بتصميم وتعديل وبيع الفيروسات لأن هذا هو كل ما يعرفه. وهناك أعداد غفيرة من الناس كدسوا سلعا افتراضية. وحيثما كانت هناك ثروة مكدسة فسيكون هناك أناس يحاولون سرقتها.
وأضاف أن المشكلة التي تواجه الصين هي أن النظام القانوني غير مهيأ لمواجهة جرائم الإنترنت. وإضافة إلى حقيقة أن الشرطة الصينية منتشرة على طول الحدود الإقليمية فإن الصين ليس لديها ما يكفي من رجال الشرطة المثقفين إلكترونيا كي يطاردوا هذا العدد المتزايد من لصوص وقراصنة الإنترنت.
وحذر أيضا من أن جريمة الإنترنت لم تصل بعد إلى قدرتها كنشاط رائج لأن القراصنة ما زالوا يركزون على سرقة السلع الافتراضية والعملة.