لم يكن قرار الزوجة اعتزال والدتها وعدم التحدث معها صادراً من عقوق أو نكران الجميل، إنما شر يراد به حق متمثل في الحفاظ على كيان أسرة مكونة من زوجها وأبنائها، بعد أن سبب تواصل الزوجة مع والدتها الكثير من الخلافات الأسرية أوصلتها لقسم الإصلاح والتوجيه الأسري في محاكم رأس الخيمة، التي استدركت الخلاف في لحظاته الأخيرة وقامت بالإصلاح بين الزوجين.
يقول جاسم مكي رئيس قسم الإصلاح والتوجيه الأسري في محاكم رأس الخيمة: إن حالة الخلاف الأسري هذه وصلت للمحكمة وهي مشتعلة جراء الخلافات الأسرية ما بين الزوج والزوجة لدرجة إصرار كل منهما على الطلاق، وبعد فترة من البحث والتحري في حديث الطرفين، اكتشف الباحثون في القسم أن كل الخلافات الزوجية ما بين الزوجين كان مصدرها ومؤججها الرئيسي الزوجة رغم هدوئها وأخلاقها العالية وحبها الشديد لزوجها.
يكمل مكي مبيناً أنه بعد الحديث المستفيض مع الزوجة اكتشف أن العنصر المغذي للشر والغضب في نفس الزوجة هو والدتها، التي يمكن وصفها بـ"المتسلطة" والتي تتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياة وأسرة ابنتها وتقوم بتوجيهها بطلب متطلبات تعجيزية من الزوج، وملاحقته دون مبرر بالأسئلة والشكوك الأمر الذي أشعل نيران الغضب والخلافات طوال السنوات الماضية، في ظل بساطة تفكير الابنة وقوة شخصية الأم التي لم يستطع أحد أن يوقفها عند حدها بالنصيحة أو بالأمر وخاصة مع ضعف شخصية والد الزوجة.
| سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ويضيف جاسم مكي إن الأم تواصلت معه تشكوه عقوق ابنتها ورفضها زيارتها أو التواصل معها بأي طريقة من الطرق بعد أن تصالحت مع زوجها، متهمةً زوج ابنتها بمنعها من الاتصال أو زيارة والدتها، وبالاتصال بالابنة بينت أنها قد قررت أن تحاول تجنب الخلافات مع زوجها بعد أن أدركت خطر والدتها على حياتها وخاصة بعد أن استقرت أحوالها، مؤكدةً أن طبع والدتها لم يتغير ورغم معرفتها بخطيئة عقوق الوالدين وأهمية التواصل معهما إلا أن خوفها وحرصها على استقرار عائلتها وحاجة أبنائها وزوجها لها قد برر هذا الأمر لها.
ويؤكد رئيس قسم الإصلاح والتوجيه الأسري في محاكم رأس الخيمة، أن الزوجة الذكية تستطيع أن تضع ضوابط للتدخل دون أن تفقد علاقتها مع أحد عن طريق الحد من التحكّم في طبيعة هذه العلاقة ووضع معايير لها أو حدود، من دون أن تفقد للودّ قضية وخاصة مع الوالدين سواء والديها أو والدي زوجها، كما أن أهل الزوجين لا بد من أن يعرفوا حدودهم ويكونوا حمامة سلام عبر مجموعة من الاعتبارات التي إن وضعها أهل الزوجين في حسبانهم لن يتسببوا أبداً في إفشال زواج أي فرد من العائلة؛ كعدم التدخل في مشكلات الزوجين، والتطفل على حياتهما إلا في الأمور الضرورية الملحة.
