وجد نوع من النسور المهاجرة ضالته فاستقر في غابات «الشريعة« الواقعة بجبال الأطلس البليدي على نحو 80 كلم جنوب غرب العاصمة الجزائرية. واكتشف علماء البيئة والحياة البرية عشاً للطائر على قمة شجرة الصنوبر الحلبي بطول 12 مترا، حين كانوا في زيارة تفقدية لمراقبة أسراب من الطيور الأخرى أطلقوها هناك في وقت سابق، ولفت انتباههم صوت طائر غير مألوف.
ولما تتبعوا أثره عثروا على المفاجأة، إنه زوج من نسر أصفر ذهبي، بصدر أبيض يسمى علميا «سيركايتيوس «، ويضاف هذا النوع الجديد من الطيور إلى 121 نوعا تعيش في تلك الغابات التي تشكل واحدة من أغنى محميات الجزائر بأنواع الطيور والزواحف والثدييات ومن بينها 13 نوعا من الكواسر.
وقال رمضان دحال مدير المحمية إنها المرة الأولى التي يعثر فيها على هذا النسر في هذه الجهة ويبدو أنه وجد في المكان مستقرا يغنيه عن الترحال الدائم بين أوروبا حيث يتواجد ويتكاثر بين بداية الربيع إلى آخر الصيف، وإفريقيا التي يقضي فيها الخريف والشتاء. وأبدى فريق العلماء اهتماما خاصا لفهم ظاهرة استقرار طائر مهاجر.
وأكد مدير المحمية أن الطيور المهاجرة بين أوروبا وإفريقيا تمر على هذه المنطقة بدليل. وقد التقط عمال الحظيرة أواخر مارس الماضي طائرا آخر من فصيلة الكواسر لا يعيش في الجزائر، ارتطم بعمود كهربائي وسقط متأثرا بالصدمة وتعب السفر، وعولج لمدة شهر وأطلق في 18 أبريل ليلتحق بمحيطه الطبيعي في أوروبا.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وحسب ما تفيد الدراسات الطبيعية فإن النسر الذي استقر بغابات الشريعة يتغذى من الزواحف وخاصة الثعابين والأفاعي. ويطير على علو 30 مترا حين يصطاد وسط الغابات والأحراش، لكنه يمكن أن يرى فريسته من علو 400 متر. و تلد أنثى هذا النسر بيضة واحدة تحضنها مدة 45 يوما قبل أن تفقس ، وخلال هذه المدة يتكفل الذكر بالصيد وتقديم الطعام للأنثى.
ويتربى الفرخ الصغير مدة تتراوح بين 75 و85 يوما قبل أن يقوى عوده ويبدأ بالاعتماد على نفسه. ويبلغ طول جناحيه عند الطيران من170 إلى 190 سم، وهو بالقياس إلى الكواسر الأخرى نادر وقد يدخل قريبا لائحة الطيور المهددة بالانقراض. ويتابع علماء البرية الموضوع بدقة لانجاز دراسة حول تحول الطيور المهاجرة إلى مستقرة وأسباب تصرفها.