جولة على الكورنيش 2024.

الذين قضوا جزءاً من حياتهم في مدينة رأس الخيمة القديمة يعرفون الشريط الساحلي الغربي حين كان ينبض بالحياة الرائعة بمشهد الفرجان القديمة ، والأهالي المتقاربين، إنها لحظات لا يمكن نسيانها عندما يبدأ إيقاع الحياة مع أصوات أذان الفجر الصافية تتسارع معها خطوات المصلين ودعوات الأمهات فتحيا النفوس و سرعان ما تشرق الشمس لتنتعش الأجساد فيبدأ النشاط الذي يتناغم مع تغاريد العصافير البرية و ألحان الطيور البحرية حيث أمواج البحر الهادئة تستعرض و تنادي من حولها أنا البحر حضنكم الدافئ ، فيتسارع الأطفال منذ الصباح الباكر يحملون كتبهم و دفاترهم مغلفة بالأمل والطموح يتناثرون ببراءة كحبات اللؤلؤ على أطراف الساحل انتظاراً لحافلة المدرسة أو سيراً على الأقدام حيث المدرسة قريبة لا عذر لمتكاسل و لا مكان لمتأخر يتحركون حركة ذاتية مشحونة بدعوات الأهل ونظرات التشجيع ، وعندما ينتصف النهار حيث العودة من المدرسة واستقبال الوالدين بابتسامة الرضا عندها تبدأ الأفكار و تتمازج الأصوات فالكل في حالة حركة يومية مليئة بالصفاء والتواصل و العطاء ، سنوات تمضي و أعمار تنقضي فأين لغة المكان و جمال الزمان ؟ أين تلك الملامح الاجتماعية المعبرة عن الهوية و موروثات البيئة المحلية ؟ التي كانت رمزاً مشرقاً لأصحابها ، حينها توجهت إلى البحر سائلا متفائلا لعلي أجد عنده الجواب ! فتخيلت همسات أمواجه تقول : لم يبقى البحر كما كان إنه مريض بداء التلوث ، وعندما يتعافى ستظهر ملامح جديدة على ساحله الجذاب و ستشرق الأصالة من بين الفرجان و السكك العتيقة ويأتي المتشوقين لحنين المكان الأصيل و يصبح الكورنيش موقعاً سياحياً ممتعاً.