سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
زعم علماء بريطانيون أنهم صنعوا حبة غذائية قد تمنع الإصابة بأمراض السرطان والقلب والزهايمر وتبطئ الشيخوخة، متوقعين طرحها في الاسواق خلال خمسة أعوام. وقال هؤلاء ان هذا الحبة المصنوعة من مواد كيميائية تحاكي مركب ريزفيراتول (resveratrol) الموجود في قشور العنب الاحمر، مشيرين إلى أنها قد توقف الإصابة بالسكري وتمد المرضى بالنشاط وتمنحهم القدرة على التحمل. ونقلت صحيفة “الدايلي مايل” عن العلماء قولهم إنه من أجل الحصول على كل هذه المنافع الطبية على المرء شرب ألف زجاجة من عصير العنب الاحمر المخمر، لكن شركة “سايرتريس” الصيدلانية صنعت حبة من مادتين كيميائيتين لها المفعول نفسه.
كانت دراسة نشرت العام الماضي كشفت عن أن هذه الحبة التجريبية التي جربت على فئران تمنع ظهور عوارض الإصابة بمرض السكري وتقضي على الحساسية للانسولين وتساعد على السيطرة على نسبة السكر في الدم.
وقال دافيد سنكلير أحد مؤسسي شركة “سايرتريس” الصيدلانية في حينه إن الحبة تجري تجربتها حالياً على البشر، معرباً عن اعتقاده بأنها قد تمنع الإصابة بأمراض السرطان والقلب.
وأضاف سنكلير أن “المثير في هذا الامر هو أننا لا نتحدث عن عصير العنب الاحمر المخمر، بل عن أدوية من الطبيعة”.
وقال “سوف نصنع دواء لعلاج نوع واحد من المرض، ولكن كميزة مضافة فإن هذه الحبة سوف تقي من معظم الأمراض المنتشرة في عالم الغرب”.
واشار الى احد عوائق الحصول على الريسفيراتول هو ان الحاجة لان تكون الجرعة كبيرة جدا. “والآن، تقول هذه الدراسة ان في الامكان تخفيض ذلك الى حجم حبة دواء تؤخذ مرة واحدة في اليوم، وان فرص نجاح هذه الحبة عند الانسان تتراوح ما بين 80% و90%”.
وقد فحص فريق البحث الذي شارك في الدراسة حوالي نصف مليون جزيء من أجل العثور على الجزيئات التي لها نفس تأثير الريسفيراتول في الجينات المعروف انها تتحكم في عملية الشيخوخة.
وقد لوحظت نفس النتائج المفيدة في دراستين اجريتا على الفئران والجرذان.
وقال سنكلير “عندما ترى هذه النتائج في ثلاث دراسات، فإن ذلك يزيد الثقة بانه سيكون للحبة تأثير عام في الكائنات الحية”
واضاف “ هذه هي المرة الاولى التي يصمم فيها دواء طبيعي لاستهداف مرض تتحكم الجينات من خلاله في السيطرة على الشيخوخة”.
وكانت دراسة نشرت الشهر الماضي ذكرت أن الفئران التي دست في طعامها مادة (resveratrol) تكونت لديها عظام قوية وكانت قلوبها سليمة وتوازنها أفضل وصحة عيونها افضل من غيرها التي لم تعط هذا المركب.
كما ساعدت هذه الحبة الفئران على العيش لفترة أطول اذا اخضعت لحمية عالية السعرات الحرارية.
وكانت “الصحة والطب” قد خصصت موضوعا للغلاف عن سر الريسفيراتول الذي يشبهه بعض العلماء ب “اكسير الحياة”.
وتتوفر هذه المادة حاليا على شكل مكملات غذائية تباع في المراكز الصحية، وهي مشتقة في المقام الاول من اشجار “النوتويد” اليابانية الغنية بهذه المادة. وقد ازداد اهتمام العلماء بهذه المادة بعد ان لاحظوا ان الفرنسيين الذين يشربون “النبيذ الاحمر” بكثرة تقل عندهم أمراض القلب والاوعية الدموية رغم انهم يتناولون الطعام الغربي نفسه.
ومع ذلك يرى بعض العملاء ان الكمية القليلة الموجودة من الريسفيراتول في “النبيذ الاحمر” الذي يتناوله الفرنسيون بصفة منتظمة لا يفسر حقيقة انهم يتمتعون بصحة افضل من نظرائهم البريطانيين على سبيل المثال.
من جهة ثانية قال باحثون بريطانيون إن حبة دواء قد توقف الميل الطبيعي لدى كثيرين لاستعادة الوزن الذي كانوا فقدوه خلال التقيد بحمية غذائية صارمة.
وذكرت صحيفة “الدايلي مايل” البريطانية أن العلماء يعتقدون أن الحبة مصنوعة من أنزيم “alpha-lipoic acid” الذي يحول الغلوكوز إلى طاقة، وهو أيضا مضاد للاكسدة، مشيرة إلى أن الحبة التي تباع في المتاجر المتخصصة في بيع المنتوجات الصحية تبطئ الشيخوخة أيضاً.
وينتج الجسم هذا الانزيم وهو موجود في الاعضاء الداخلية للحيوانات وفي السبانخ والبروكلي والبازلاء وغيرها.
ويحاول الباحثون معرفة ما إذا كانت التجارب التي استخدموا فيها هذا الانزيم وأجروها على الجرذان ستكون لها الفائدة نفسها عند تطبيقها على البشر.
إلى ذلك قال الدكتور مالكولم غوينز الذي قاد فريق البحث إنه مقتنع بفائدة هذه الحبة وسوف يحاول تجربتها بنفسه، مضيفاً “يبدو أن “alpha-lipoic acid” ينجح في خداع الجسم وجعله يتصرف وكأنه لا يزال يتقيد بحمية معينة قبل البدء في تناول هذه الحبة”.
وأضاف “ تبين لنا أيضاً أن لها (للحبة) تأثيرا ضد البدانة”.
وأعدّ الدراسة التي نشرت في مجلة “آليات الشيخوخة والنمو” الدكتور غوينز وزملاؤه في جامعة ليفربول البريطانية.
(الخليج)