حريق كبير وسيارة إطفاء "يبرود" القديمة تهرع للنجدة
وأوضح خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم في تصريح لـ عكس السير أن الحريق نشب بسبب مصدر حراري لم يعرف مصدره في الطابق الثاني بمصنع شركة (كراكر) ومساحته تتجاوز (1000) م2 والذي يقع على طريق (يبرود رأس المعرة) حيث تم إرسال نداء الاستغاثة لوحدة إطفاء "يبرود" التي تملك سيارة إطفاء قديمة واحدة غير مجهزة بالرغوة والبودرة وتخلوا من معدات الحماية والوقاية لرجلي الإطفاء فيها , ولكبر حجم الحريق وامتداده لكامل الطابق الثاني تم طلب النجدات من زمر: (النبك – دوما – القطيفة – الدفاع المدني – دمشق مركز القابون – صهاريج وحدة مياه يبرود والنبك) حيث استخدمت مادتا رغوة الإطفاء والماء لإخماد عشرات الأطنان من المواد البلاستيكية المصنعة وكراتين التغليف , وذلك بمساعدة عدد كبير من صهاريج المياه الخاصة التي (تبرع بها أهالي المنطقة) لدعم جهود الإطفاء.
منشأة صناعية تفتقد بديهيات السلامة
من جهته قال مسؤول بفوج إطفاء ريف دمشق لـ عكس السير "أن الحريق شمل مواد منزلية مثل ليف التنظيف وقشاطات المياه والمكانس وسواها وجميعها مصنعة من مواد بلاستيكية بترولية المنشأ شديدة وسريعة الاشتعال في ظل غياب متطلبات الوقاية ومكافحة الحرائق بالمصنع باستثناء وجود عدة مطافئ حريق , ولوحظ التخزين المكثف للمواد دون مداخل ومخارج واسعة للطابق الثاني".
الجهات المعنية نائمة إلى حين .. والكوارث مستمرة
يذكر أن وزارتي (الصناعة والإدارة المحلية) ترخص للمنشآت والمصانع والمتاجر والمساكن دون أن تكون هناك (مواصفة وطنية حديثة) تفرض وتحدد شروطاً دقيقة وعالمية (لمتطلبات الوقاية ومكافحة الحرائق) , بل تفرض وجود بضعة طفايات ومعدات بسيطة وبدائية أخرى , ما يؤدي لخسائر بشرية كبيرة وخسارة مليارات الليرات بالحرائق سنوياً.
هذا وتمكنت جهود رجال الإطفاء من إخماد النيران خلال ساعتين وحالت دون توسعها وامتدادها للطابق الأول حيث آلات وخط الإنتاج , في حين انهيار السقف وتلفت البضائع بالطابق المحترق , وقدرت الخسائر مبدئياً بأكثر من (10) ملايين ليرة سورية ويرجح بأنها ستصل لضعف هذا المبلغ.
إطفاء ريف دمشق .. جسد بلا روح ..!!
| سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
يذكر بأن محافظة ريف دمشق تعد (30) مدينة وعشرات البلدات , ويقطنها (3) ملايين مواطن وتحوي الآلاف من أهم الفعاليات الصناعية والتجارية في سورية , وتعمل هذه المحافظة بفوج إطفاء (هزيل وضعيف ومترهل) رغم نشاط وجهود كثير من الضباط والعناصر , حيث يفتقد فوج إطفاء الريف الدعم المادي والمعنوي والاهتمام الحقيقي منذ عشرات السنين , ويزود بآليات قديمة ومتخلفة تعمر بعضها (20 – 40) عاماً فقط لا غير , حيث يملكون (20) آلية قديمة معظمها بمواصفات متخلفة , و(3) آليات حديثة "إفيكو مختلطة" , ويفتقد الفوج (العناصر المدربة والمجهزة والمدربة) , حيث لا توجد أية زمرة (متخصصة للإنقاذ) بفوج إطفاء الريف ما يؤدي لعجزهم وطلب المساعدة التي يطول وصولها من دمشق وبقية المحافظات , كما حصل بكارثة غرق (10) مواطنين وموتهم في بحيرة "زرزر" دون وجود زمرة إنقاذ واحدة بمكان الكارثة وبالمحافظة كلها.
جهود "مجهولين" تنجح بعرقلة إعلان مناقصة لشراء (14) آلية حديثة بمواصفات عالمية
وفي هذا السياق نجحت جهود "مجهولين" بعرقلة إعلان مناقصة شراء (14) آلية إطفاء وإنقاذ مختلطة ثقيلة لريف دمشق , والسبب حسب مصادر مطلعة بالمحافظة لأن شروط المناقصة أعدت لأول مرة (وفق المواصفات العالمية الحديثة الصارمة والدقيقة) ما أثار استياء المنتفعين الذين عرقلوا إعلان المناقصة للحصول على مواصفات متدنية تناسب تقديم آليات إطفاء "تركية ومحلية الصنع" بمواصفات رديئة ومتدنية , كالتي عمت وملئت أفواج الإطفاء بالقطر خلال السنوات الخمسة الماضية , في حين تستمر الحوادث والحرائق بحصد المزيد من القتلى والخسائر المادية الباهظة بمحافظة ريف دمشق وسواها يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر.
عكس السير
