ان المؤمن تنزل به النازلة فيدعو ويبالغ فلا يرى آثراً للأجابة فأذا قارب اليأس نُظر حينئذ الى قلبه فأن كان راضياً بالأقدار غير قنوط من فضل الله عز وجل فالغالب تعجيل الأجابة حينئذ لأن هناك يصلح الايمان ويهزم الشيطان وهناك تبين مقادير الرجال
وقد أًشير الى هذا فى قوله تعالى(حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) البقرة(214)
وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام فأنه لما فقد ولداً وطال الأمر عليه لم ييأس من الفرج فأخذ ولده الأخر ولم ينقطع امله من فضل ربه (أن يأتينى بهم جميعاً) يوسف (83)
وكذلك قال زكريا عليه السلام ( ولم أكن بدعائك ربي شقيا ) مريم (4)فأياك ان تستطيل مدة الأجابة وكن ناظراً الى انه المالك والى انه الحكيم فى التدبير والعالم بالمصالح والى انه يريد اختبارك ليبلو اسرارك والى انه يريد ان يرى تضرعك والى انه يريد ان يأجرك بصبرك والى انه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة ابليس ..
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وكل واحدة من هذه الاشياء تقوى الظن فى فضله وتوجب الشكر له أذا اهلك بالبلاء للالتفاف الى سؤاله…
الشيخ: ابن الجوزى البغدادى