- علا الشيخ – دبي
التاريخ: 06 يوليو 2024
سوسن آل رحمة: الإعلام يقربنا من تفاصيل الوطن. تصوير: لؤي أبوهيكل
بعدما تخرجت الإماراتية سوسن آل رحمة في كلية الطيران، تدربت على الغوص وباتت أول امرأة في مجال الغوص في الدولة، لكنها لم تجد نفسها إلا في المجال الإعلامي مصورة تلفزيونية، مخترقة مجالاً كان حكراً على الرجال. وتقول سوسن عن علاقتها بالكاميرا التلفزيونية، «جعلتني أرى الوجوه بشكل دقيق، وردود الفعل الحقيقية والزائفة أيضاً»، مضيفة «أنا والكاميرا أصبحنا جسداً واحداً، وبما أنني امرأة، فلدي دائماً ما أضعه من لمسات خصوصاً التي من الممكن أن تميز عملي عن الآخرين من زملائي الذكور».
وترى سوسن التي تعمل في شركة أبوظبي للاعلام أن «التصوير التلفزيوني مجال مفتوح امام النساء ليثبتن قدرتهن على التميز في كل الحقول»، مضيفة ان «مجال الاعلام، خصوصا للمواطنات يجعلهن أكثر قرباً من تفاصيل الوطن من خلال العمل الميداني».
وتضيف أن حفاظها على زيها الوطني أثناء عملها الميداني يعبر عن التمسك بالهوية، ويلفت النظر إلى أن الزي الوطني لا يعرقل العمل والتقدم، بل يزيد الانسان ثقة ونجاحا، «أشعر بالفخر كثيراً وأنا أرتدي العباءة والشيلة، وألاحظ نظرات الأجانب المملوءة بالإعجاب والاستهجان في آن واحد»، مشيرة إلى أن أشخاصاً من جنسيات عدة يبدون إعجابهم بما تقوم به ويشجعونها، مؤكدة تغير النظرة إلى العمل في المجتمع، إذ إن «الفتاة الإماراتية لم تعد تلك الفتاة التي لا تقبل إلا بدوام محدد الساعات، بل أصبحت تنشد أن تكون موجودة في أي مجال مهما كانت التحديات، خدمة للوطن وازدهاره».
تشجيع عائلي
المصورة التلفزيونية الإماراتية سوسن آل رحمة ترى أن المحيط العائلي كان مشجعاً لها لتخوض في حقل الإعلام، موضحة أنها تربت في عائلة من الإعلاميين والمخرجين والفنانين، أمثال المخرج ناصر آل رحمة والفنانة التشكيلية نجاة مكي وغيرهما، «العائلة شجعتني على العمل والتقدم والاستمرار فيه، ووالدي كان مسانداً لي، وكان يدرس في بريطانيا ويقصد دولاً كثيرة، فكنا دائمي التنقل، ما جعلني أعايش تفاصيل متنوعة في الحياة وفي مختلف البيئات والثقافات، ما عزز في داخلي الإحساس تجاه الإنسان والطبيعة».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وعن قلة عدد الفتيات في مجال التصوير التلفزيوني، تقول سوسن «نحن قادرات على كسر الحواجز، مع المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، فالمهم هو أن نواكب عجلة التطور في وطننا».
وعن محطات في مسيرتها الحياتية، تقول سوسن «درست الطيران، وكنت مستعدة لأن أطير وألفّ العالم، إلا أنني لم استمر في ذلك الحلم»، إذ جذبها البحر وعوالمه، «تعلمت الغوص وكنت أول فتاة إماراتية تمارس هذه الرياضة، إلا أنني وجدت نفسي محلقة وغائصة في الاعلام الذي يحتمل كل شيء من جماليات وصور وكلام وكثير من التفاصيل»، مبينة أنها لا تعتبر نفسها مصورة تلفزيونية محترفة، إلا أنها تريد أن تعي اللحظة التي لا يعرف عنها كثيرون ممن يكونون أمام الكاميرا.
وتضيف «أميل بإحساسي الأنثوي إلى تصوير كل ما هو جميل، وأحاول أن تكون مهامي في أماكن لها علاقة بالفن والجمال»، مشيرة إلى أن الباب مفتوح أمام الفتاة الإماراتية في حقل الإعلام، خصوصاً بعد الأعداد الكبيرة من الخريجات التي تنبئ بولادة جيل جديد من الإعلاميات.