الامارات اليوم – عمرو بيومي – أبوظبي
كشفت إحصاءات صادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن نسبة الطالبات تمثل 71.6% من إجمالي الدارسين في الجامعات الحكومية، و50.1% من الدارسين في الجامعات والمعاهد الخاصة، و62% من دارسي الماجستير والدكتوراه في الجامعات الحكومية، و43% من دارسي الماجستير والدكتوراه في الجامعات الخاصة، فيما أكدت جهات توظيف حكومية وخاصة، أن الإناث سيستحوذن على سوق العمل قريباً.
وتفصيلاً، أكد مسؤولو توظيف في شركات حكومية وخاصة لـ«الإمارات اليوم» أن استحواذ الإناث على النسبة الأكبر من عدد الدارسين في الجامعات، سيجعلهن مستقبلاً يسيطرن على مهن كان معظمها للذكور، في القريب، مثل التخصصات الطبية والهندسية، وتخصصات العلوم، خصوصاً أن المؤشرات تؤكد أن نسب الإناث كبيرة في التخصصات العلمية، خصوصاً الطبية، ما يغير من شكل خريطة سوق العمل مستقبلاً، ويزيد من توطين المهن العلمية، وبناء كوادر مواطنة مؤهلة بشكل جيد قريباً.
وأفاد مسؤول قسم التوطين في إحدى الجهات الحكومية المحلية، عبدالله حسن، بأن العام الجاري شهد توظيف مواطنات في قطاع الهندسة والإدارة بنسبة 75% من عدد الوظائف التي تم طرحها، لافتاً إلى أنهن أثبتن كفاءة كبيرة في العمل، وأظهرن قدرة على تطوير مهاراتهن بصورة كبيرة، بالإضافة إلى أن اندماجهن في بيئة العمل كان أسرع من الموظفين الجدد الذكور.
وقال حسن إن المرأة أصبحت شريكاً لا غنى عنه في مسيرة التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة، وجميع القطاعات الحكومية تولي أهمية كبيرة لتهيئة بيئة العمل الآمنة التي تساعد على المشاركة الفعالة للمرأة في تنمية بلادها، وتحقيق التوازن بين واجباتها الأسرية ومسؤوليتها الوطنية.
من جانبه، قال مستشار شركة توظيف خاصة، أحمد جاب الله «لاحظنا خلال آخر ثلاث مشاركات للشركة في معارض توظيف داخل الدولة، أن نسبة 90% من الباحثين عن عمل الذين حرصوا على زيارة جناح الشركة خلال المعارض كانت من الإناث»، لافتاً إلى أن الإناث حصلن على أولوية العمل في وظائف عملية وليست إدارية أو مكتبية كما كان في السابق، مشيراً إلى أنهن طلبن فرص عمل تتوافق مع مؤهلاتهن بغض النظر عما كانت في القطاع الحكومي أو الخاص.
فيما أكد مسؤول شركة للتوظيف، بسام الفلوجي، أن الإناث يقبلن بعروض عمل يرفضها الذكور، لضعف رواتبها أو لعدم وجود مميزات مثل السكن أو أيام الراحة الأسبوعية، مشيراً إلى أنهن يحرصن على العمل في القطاع الخاص على الرغم من انخفاض رواتبه وقلة مزاياه الوظيفية، وذلك لحرصهن على اكتساب الخبرات والمهارات المختلفة لحين الحصول على الفرص الوظيفية التي يحلمن بها.
من جانبهن، قالت الطالبات الجامعيات، أمل عادل، ومريم البلوشي، وريم ماجد، وريم الحوسني، إن تفوق البنات على البنين في التعليم ظاهرة إقليمية وعالمية وليست محلية، مشيرات إلى أن الفتاة دائماً متفوقة، وأسباب ذلك مختلفة، منها أن الفتاة تريد تحقيق مكانة اجتماعية مميزة أفضل من تلك التي يعطيها لها المجتمع، أي الوظيفة المنزلية، ولديها دافع التحدي، إضافة إلى أنها تركز أكثر في الدراسة، لأنها تعتبرها أمراً مهماً بالنظر إلى التغيرات الاجتماعية الحاصلة، والمساواة، ودخولها جميع مجالات العمل، وإدراك الفتاة أنها كلما ازدادت علماً نجحت وارتقت اجتماعياً، وهذا يؤثر إيجاباً في حياتها.
وأوضحت الطالبات أن العمل في المجالات الهندسية والفنية والطبية لم يعد مقصوراً على البنين، بل اقتحمته المرأة أيضاً كونها أصبحت عنصراً فاعلاً وأساسياً في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنه في شتى مجالات الحياة، لافتات إلى أن الفتاة الإماراتية تحظى باهتمام القيادة التي وفرت لها فرص التعليم المجاني، العام والجامعي، وفرص العمل في كل المجالات، واستطاعت إثبات ذاتها وقدرتها في الأداء، والتفاني في العمل، والتميز في التعليم، إضافة إلى تحملها أعباء أخرى، مثل إدارة المنزل ورعاية أطفالها والجمع بين أفراد العائلة.
في المقابل، أكدت وزارة التعليم العالي أن الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، دعا إلى توفير فرص ابتعاث تلائم الإناث، والعمل على تشجيعهن من قبل المرشدين الأكاديميين، كما أنه وجه باتخاذ ما يلزم لدفع الطالبات إلى استكمال دراساتهن العليا، والاتجاه إلى طلب الابتعاث، سواء الخارجي أو الداخلي، وتوفير جميع السبل التي يمكن أن تساعد على تهيئة الظروف المحيطة، لتمكنهن من مواصلة المسيرة، وألا يقف في طريق نجاحهن أي عائق.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأكدت الوزارة اهتمام القيادة منذ تأسيس الدولة بتعليم المرأة، وأولت الوزارة عناية خاصة وفائقة لحث المرأة الإماراتية على إكمال دراستها، للإسهام في بناء وطنها، ولتكون شريكة حقيقية في تنمية الدولة بشكل مستدام، مشيرة إلى أن هذا الاهتمام جعلها تطرق المجالات كافة، ليصبح 22.5% من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي من النساء، كما أن المرأة تمثل 17% من حجم التشكيل الوزاري في الحكومة الإماراتية، ويمثل الدولة في السلك الدبلوماسي في منصب سفير وقنصل للدولة أربع نساء، وامرأة بدرجة وزير مفوض من الدرجة الأولى، وثلاث نساء بدرجة سكرتير ثانٍ، و15 بدرجة سكرتير ثالث.
إحصاءات
أفادت إحصاءات وزارة التعليم العالي بأن المرأة تسهم في اقتصاد الدولة بصورة كبيرة، حيث تشكل حالياً 43% من سوق العمل الإماراتي، ويدير سيدات أعمال إماراتيات 11 ألف مشروع بقيمة أربعة مليارات، كما أن المرأة تشكل 66% من القوى العاملة في القطاع الحكومي العام، و30% من المناصب القيادية، و12 امرأة في مجالس إدارة غرف التجارة والصناعة في الدولة.
وأشارت الإحصاءات إلى أن المرأة تشغل 60% من الوظائف الفنية مثل الطب والصيدلة والتمريض، مؤكدة أن الهمة العالية للمواطنة الإماراتية والعناية الفائقة من القيادة انعكستا في وصولها إلى المرتبة الأولى عالمياً لاحترام المرأة في عام 2024.