عبدالله السبب
* دار الخليـج
الحديث عن الشوارع ذو شجون، يأخذك إلى شوارع أخرى لم ترها عين ولم تسمع بها أذن . . هي شوارع مرتقبة، مأمولة، وباتت ضرورية كنتيجة حتمية للزيادة السكانية التي يشهدها العالم ككل، وللكثرة المطردة في تعداد السيارات التي تشكل في مجملها سحباً على أرض الواقع .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
هنا، ينسحب القول تحديداً على إمارة رأس الخيمة التي باتت وكأنها خلية نحل لا تهدأ فيها الحركة ولا تخلو من ازدحام في أي وقت جراء التدفق المتزايد وغير المتوقع بسبب حركة السيارات التي أضحت كقطيع من النمل .
رأس الخيمة اليوم، ليست كما هي في الأمس، وليست كما في الغد . . فالتنمية الاقتصادية التي تشهدها الإمارة، جعل منها مقصد أصحاب الاقتصاد والمشروعات . . من داخلها ومن خارجها، الكبيرة منها والصغيرة، الوطنية منها والأجنبية، وفي كافة القطاعات التجارية والإنشائية والعمرانية . . هذا الأمر الذي يتطلب انسيابية في الحركة، من أجل تسريع وتيرة حياة الأعمال، دون أن يكون لذلك أثر في عرقلة حياة العامة من الناس مستخدمي الطرق كافة، الداخلية منها والخارجية، الفرعية منها والرئيسة . . فكيف يكون الحل الأمثل لهذه المعادلة التي باتت محور حديث الشارع في الإمارة، والتي باتت تؤرق جميع الأطراف في جميع الأوقات؟
الأمر الذي يتطلب حلاً جذرياً، ولو أدى ذلك إلى إخضاعه إلى خطة خمسية أو عشرية أو ما إلى ذلك من خطط واستراتيجيات رامية إلى تعزيز البنية التحية للخدمات العامة في الإمارة .
لذلك . . لابد من إنشاء جسور جديدة وعديدة في أنحاء الشوارع الرئيسة في الإمارة كافة . . سواء في مدينتي (رأس الخيمة) القديمة منها والجديدة (النخيل)، أو في أي من المناطق الأخرى الحيوية التي تتطلب وجود شوارع جديدة ذات المسارات المتعددة، إضافة إلى الجسور التي تخدم حركة السير والمرور . . بما يخفف ذلك من الازدحام الذي لم تكن لتراه في إمارة رأس الخيمة كافة منذ أكثر من خمس سنوات مضت، وبما يؤدي بالضرورة إلى تقليل حوادث السير التي باتت تحصد الأرواح في جميع أنحاء الدولة وليست رأس الخيمة وحدها .
إضافة إلى ذلك، فإن الأمر لا يتوقف على إنشاء جسور للسيارات فقط، بل يتطلب إنشاء جسور لعبور المشاة، وخاصة في تلك الشوارع التي تقل على جانبيها المدارس والمحال التجارية الممتدة طوال الطريق . . لما لذلك الأمر من ضرورة لأمن وسلامة المشاة وقائدي السيارات، وكذلك هو مظهر من مظاهر الحياة الحضارية والإنسانية على حد سواء .