صياد خورفكان بعد عودته سالماً: إلغاء الرحلة أفضل من المغامرة 2024.

*جريدة البيان

عبدالله عبدالرحمن البلوشي

خورفكان – ناهد مبارك:

انتهت محنة الصياد المواطن من خورفكان، الذي فقد في عرض البحر يوم الخميس الماضي، بالعثور عليه وبحارته مساء السبت من قبل بارجة أميركية على المياه الإقليمية العمانية بمسافة 12 ميلاً قبالة ولاية خصب. وتوج ذلك الجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات الأمنية الإماراتية والبحرية السلطانية العمانية وابنه المستشار أحمد مراد رئيس نيابة دبي الكلية وجمعية صيادي خورفكان والأهالي في البحث عنه وعودته إلى ذويه سالماً، حيث أكد أن إلغاء الرحلة أفضل من المغامرة.

«البيان» زارت الوالد عبدالله عبدالرحمن البلوشي واستمعت لتفاصيل الساعات العصيبة التي توزعت على مدار ثلاثة أيام عاشوها برجاء وأمل ودعاء لا ينقطع.

وقال النوخذة عبدالله عبدالرحمن: «بدأنا رحلتنا يوم الخميس الفائت فجراً في حوالي الساعة الثانية، وكان معي 3 من البحارة الآسيويين. وأبحرنا باتجاه موقعنا المعتاد للصيد على بعد 25 – 30 ميلاً بحرياً من شاطئ خورفكان، وبدأنا نمارس عملية الصيد.

إلا أنه في حدود الساعة التاسعة صباحاً من نفس اليوم بدأ الجو فجأة يتغير وتهب الرياح، والأمواج ترتفع بصورة لم أر مثلها من قبل على الرغم من خبرتي البحرية التي تجاوزت الـ25 عاماً».

وأضاف: «في هذا الوقت تحديداً توقف محرك القارب فجأة، وحاولنا مراراً وتكراراً إصلاح العطل إلا أننا لم نستطع، فقمت على الفور بالاتصال بأحد الصيادين الذين يعملون لدي والذي كان في حينها بالشارقة وأطلعته بالأمر إلا أن الرصيد نفد من هاتف الثريا، وقضينا ليلتنا في عرض البحر، دون أن يغفو لنا جفن، وكان التيار ضدنا أيضاً الذي كان على شكل دوامة حيث وصل ارتفاعه إلى 9 – 10 أمتار، وكان يكسر موجه أركان اللنش ويسحبنا دون إرادة منا إلى طريق لا نعلم قد يصل بنا إلى أين، ولم نستطع التجديف. لحظتها شعرت بخطورة ما يمكن أن يحدث إذا ما جرفنا التيار إلى خارج المياه الإقليمية».

وقال البلوشي: كنا نسمع أصوات زوارق وسفن، لكن نراها، وكنا لا نعلم بمكاننا ولا نرى الجبال أو أي شيء يبين لنا. هنا ضعفت وشعرت لأول مرة برعشة الموت، وظننت أن امل غاب وخصوصا وأن البحارة الذين برفقتي بدأ اليأس يدب بهم.

وفي الساعة الثانية ظهراً من يوم السبت هدأت العاصفة وموج البحر وبدأنا نشاهد البحر والجبال نراها بوضوح، ومرت عدة سفن بنا، ولكن حياة لمن تنادي، وتقريباً في حدود الساعة السادسة مساء رأينا بارجة أميركية متجهة صوبنا، وقامت بإنقاذنا.

وقال عن شعوره خلال الثلاثة أيام الفائتة التي قضاها في البحر: «شعوري لا يوصف ولأول مرة أشعر به رغم خبرتي الطويلة في البحر، فهذا اختبار كبير كتب الله لي في مواجهته عمراً جديداً، وكنت قلقاً على أهلي في بحثهم عني، وكنت أدعو ليلاً ونهاراً بأن يستجيب الله لدعائنا في الرجوع سالمين، ولكن رغم ذلك مازلت أعشق البحر وسأعود لممارسة حبي الأول، الصيد».

* * *

لحظات صعبة

قال المستشار أحمد مراد: «الكل عاش لحظات من أصعب لحظات حياتنا، حيث قمت بالاتصال فوراً، بمجرد إعلامي بفقدان والدي ظهر الجمعة، بعدة جهات وأشخاص. وكنت أتابع سير البحث عنهم عن كثب، فقد مرت علي لحظات من الحزن الشديد والضيق للأخبار والأحاديث بعدم العثور عليهم، لكنني لم أفقد الامل بالله. وكنت متأكداً من عودته سالماً، والحمد لله على هذه النعمة».