عاشت محبة للإسلام ونطقت الشهادتين على فراش الموت
*جريدة الخليج:
بناء على اتصال هاتفي، انتقلت الموظفة المختصة في قسم إشهار الإسلام بدائرة القضاء في أبوظبي إلى أحد مستشفيات المدينة لتوثيق إسلام مريضة هناك، كان المتصل ملحاً بطلبه حضور الموظفة في أسرع وقت ممكن بناء على طلب زوجته المريضة، وهناك في المستشفى فوجئت الموظفة بأن المريضة كانت في آخر مراحل المرض، وكانت لا تقوى حتى على الكلام، فقرأت عليها الشهادة التي لم تتمكن من ترديدها، كل ما استطاعت القيام به هو رفع السبابة اليمنى والإشارة بعينيها بأنها تردد بداخلها ما تقوله الموظفة، وما هي إلا لحظات قليلة لتكمل الشهادة، ويضج المستشفى بلحظات فرح عارم.
وفي اليوم التالي حضر الزوج إلى مقر الدائرة للمطالبة بشهادة إسلام زوجته، كانت عيناه متورمتين وصوته مخنوق، فقد غادرت حبيبته ورفيقة عمره الحياة تاركة طفلين كزغب القطا لا يدركان حتى معنى الموت أو حرقة اليتم، ورغم حزنه كان هناك ابتسامة رضا تشرق بين ملامحه المجهدة وكلمة الحمد لله تكاد لا تفارق شفتيه، قال إنها لطالما أحبت الإسلام، وعاشت معه أكثر من عشر سنوات وهي تحترم دينه وتحرص على تعليم أبنائها دينهما وأن لا تؤثر فيهما بدينها، بل إنها لطالما كانت معجبة بأخلاق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
لمعت في عينيه دمعة فأطرق ثم تابع حديثه، قال إن الكثيرين قد يعتقدون أنها أحبت الإسلام وعرفته حباً بزوجها، ولكن هذا غير صحيح، فيوم تعرف إليها كانت تتحدث بإعجاب شديد عن نبي الإسلام، كان صوتها ممتلئاً بالحماس وهي تعدد ما يعجبها في الإسلام ونبيه، وتناقش ما قرأته عن عظمة الإسلام وإعجاز القرآن الكريم، في ذلك اليوم شعر أنها المرأة التي يريد أن يتزوجها، وحدث نفسه بأنها ستعتنق الإسلام قريباً بعدما سمعه منها وما لمحه في صوتها من صدق، وعندما فاتحها بالزواج وافقت على الفور وقالت إنها أحبته أيضاً لأنها وجدت في أخلاقه ما أعجبها مما قرأت عن الإسلام وأخلاق التعامل التي أوردها القرآن الكريم.
على مدى أكثر من عشر سنوات عاشا فيها كزوجين سعيدين، حاول أن يأخذ بيدها إلى الإسلام ولكنها تمسكت بعقيدتها ولم ترغب في تغيير دينها.
وقبل أشهر اتصلت به زوجته لتستنجد به من آلام مبرحة ألمت بها، وفي المستشفى أخبرهما الطبيب بشكوكه من وجود أورام سرطانية وهو ما أكدته التحاليل الطبية والإشعاعات، لتتغير حياتهما بالكامل اعتباراً من ذلك اليوم، حيث دخلت زوجته في دوامة علاج المرض الخبيث، وتبدأ قواها بالانهيار تدريجياً نتيجة العلاج الكيميائي، وخلال مرحلة العلاج التي لم تدم طويلاً، حاول زوجها معها إقناعها بالإسلام، إلا أنها كانت على موقفها، بل وازدادت تمسكا بعقيدتها. ثم اقتربت النهاية بإعلان الأطباء عجزهم أمام حالتها وأن المرض انتشر في كامل جسدها.
وبعد فترة من وجودها في المستشفى وزوجها شبه مقيم معها يكاد لا يفارقها، فوجئ بطلبها إشهار إسلامها فسارع واتصل بقسم إشهار الإسلام التابع لدائرة القضاء في أبوظبي، من دون أن تبوح له بسبب تغيير موقفها.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
قال الزوج المكلوم إنها إرادة الله الذي بلا شك قد علم بصدق محبتها للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، فرزقها عندما أراد سبحانه وتعالى بالإسلام ليكون آخر أعمالها في الحياة الدنيا، وإن لم يمكنها المرض من أداء أي من واجباتها كمسلمة، ولكن الحمد لله أن روحها انتقلت إلى بارئها وهي مسلمة، أرجو أن يتقبل الله إسلامها.
"ضمن التعاون القائم مع دائرة القضاء في أبوظبي تنشر "الخليج" صباح كل ثلاثاء قصة من واقع ملفات القضاء".