روى مواطنون عائدون من سلطنة عمان خلال تعرضها لإعصار فيت، ممن شكلوا فريقاً مغامراً من عشاق الطبيعة وهواة مطاردة أحوال الطقس وتقلبات المناخ ل”الخليج” تفاصيل مغامرتهم في السلطنة، التي توجهوا إليها خصيصاً لهذا الغرض، وقضوا هناك 3 أيام تقريباً، واجهوا خلالها الخطر وجهاً لوجه، بدافع رصد وتوثيق الحدث الطبيعي النادر والكارثة بالصور والكلمات إلى جانب معايشة الواقع.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
تكوّن الفريق المغامر من 15 شاباً من إمارات مختلفة، ينتمون جميعاً لموقعي “العاصفة” و”أجواء” المحليين على الشبكة العنكبوتية، وهم متخصصون في أحوال الطقس والمناخ، وقد توزعوا على 5 مركبات مختلفة بواقع 3 مغامرين ومطاردين لأحوال المناخ في السيارة الواحدة. وبدأت الرحلة انطلاقاً من الإمارات باتجاه السلطنة في الرابع من الشهر الحالي، وانتهت بعودتهم إلى أرض الدولة مساء السادس من الشهر ذاته.
علي سلطان المرزوقي 36 عاماً من عجمان أشار إلى أن الرحلة المحفوفة بمخاطر جمة والمملوءة بالإثارة شكلت فرصة نادرة لنا لمعايشة حدث طبيعي نادر الوقوع في المنطقة عن كثب والعودة بكم كبير من الصور النادرة والتسجيلات الخاصة لوقائع الإعصار العنيف الذي ضرب مناطق السلطنة فيما شارك في الرحلة شباب من كل من أبوظبي والعين والشارقة ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة.
وقال “إن أبرز المخاطر والمواقف الحرجة التي تعرضنا لها خلال الإعصار تمثلت في محاصرتنا ضمن أحد المواقع من قبل واد كثيف لمدة لا تقل عن 7 ساعات متواصلة، ولم نخرج سالمين إلا بعد أن خف تدفق الوادي وتراجع منسوب مياه الأمطار الغزيرة، وما فاقم حجم الخطر في مواجهة هذا الموقف هو انقطاع خطوط الهاتف والاتصالات والكهرباء عن المنطقة بسبب الإعصار، لتتقطع بنا السبل تلك الفترة الطويلة، قبل أن نتحرر من قبضة الوادي ونخرج من دون أذى”.
وأشار عيسى عبيد السويدي (51 عاماً) من الشارقة إلى موقف آخر لم يخل من الخطورة المحدقة بالفريق الشبابي العاشق للطبيعة والمناخ، حيث قال: حاصرنا واد آخر نجم عن تساقط مياه الأمطار بغزارة في منطقة قريبة من ساحل البحر في صور، حيث داهمتنا مياه الوادي المتدفقة بكثافة، وفوجئنا بالمنطقة بأكملها غارقة بمياه الأمطار بما فيها المساكن والأشجار والمزارع، مؤكداً رغم ما واجهنا من مخاطر إلا أننا سعيدين ونعتز بالتجربة، وخرجنا بجملة من المشاهدات ورصيد من الخبرة، فضلاً عن كسر حاجز الخوف داخلنا، والقدرة مستقبلاً على التعامل مع الكوارث الطبيعية، وارضاء لشغف مطاردة أحوال الطقس لدينا، وتزويد موقعي أجواء والعاصفة بالصور والمشاهدات التي عايشناها.
وأوضح حمد علي 24 عاماً متقاعداً أن الرحلة بدأت منذ مغادرة الدولة عبر منفذ حتا الحدودي باتجاه سلطنة عمان وكان حافزنا الأول عشق الطبيعة واغتنام فرصة وقوع الإعصار لتوثيقه وتسجيل أبرز مشاهده في ظل ندرة وقوعه في المنطقة رغم ادراكنا للمخاطر التي قد تواجهنا ولفت إلى أن الهواية والشغف بأحوال الطقس وتقلبات المناخ هي التي دفعت أعضاء كل من موقعي العاصفة وأجواء لخوض غمار تجربة تحدي إعصار فيت في سلطنة عمان وهي الهواية التي بدأت معه شخصياً قبل عامين.
وبين أن الفريق قضى الأيام الثلاثة في فندق يحتل موقعاً مرتفعاً عن المناطق المحيطة به في منطقة الكامل والوافي، على بعد 50 كيلومتراً من صور، ما جعلنا نعاين مشاهداً مروعة لغرق القرى القريبة بالكامل، بعد أن غمرتها مياه الوديان والأمطار بسبب وقوعها في مجاري الوديان، مشيراً إلى أن الإعصار اشتد بعد وصولنا أراضي السلطنة ما جعلنا نعيش خطراً حقيقياً رغم توقعنا لذلك في ظل تنقلنا في المناطق التي ضربها الإعصار بواسطة مركباتنا الخاصة واقتصرت تجهيزاتنا لخوض المغامرة على حقيبة اسعافات أولية وخيمة لحالات الطوارئ وكمية إضافية من الملابس.
ويقدر عدد أعضاء موقع “العاصفة” الإلكتروني ب 15 ألف عضو مسجل معظمهم من مواطني الدولة، ومن هواة الطقس والمناخ، إلى جانب أعداد من أبناء الجنسيات الخليجية الأخرى والعرب.