كتب إبراهيم بهبهاني : جريدة القبس الكويتية
بعد اللقاء الذي جرى مع وزيرة التربية والتعليم العالي حول وضعي في كلية طب الأسنان وطلب «أم أحمد» بضرورة الذهاب الى عيادة الحوادث في مركز طب الاسنان – جامعة الكويت، ذهبت الى العيادة يوم الاحد 8/11/2009 التزاما مني وبرا بوعدي للسيدة «ام احمد»، وبعدها بيومين اي مساء الثلاثاء بدأت أشعر بخروج سائل من الانف لم يكن يحصل معي عند حدوث الاصابة بالانفلونزا العادية في السابق، فاعتذرت عن الحضور إلى العيادة وكنت اعتقد انها الحساسية الموسمية، واستمر الى صباح اليوم التالي وزاد، عندها قررت الذهاب الى مستشفى مبارك لعمل فحوصات درءا لاي مضاعفات وتجنبا لأي اعراض قد تقع. مع ملاحظتي لانتفاخ في جفن العين السفلى وتجمع الدموع، وقررت في حينه وضع «الماسك» حتى لا اكون سببا بنقل العدوى الى الآخرين. ومما زادني طمأنينة ان الاخوة الزملاء في عيادة حوادث مستشفى مبارك قرروا ان الموضوع عادي، وليس هناك ما يستدعي اي اجراء، لكن وبحكم المهنة وكاجراء احتياطي اخذوا عينة من الانف وعينة فمية للبلعوم، واخذت العينة بدوري الى مختبر الفيروسات بكلية الطب في الدور الخامس، وجلست وتناقشت مع زملاء افاضل وابلغوني في حينه ان الاعراض التي شرحتها لا علاقة لها بـ H1N1 وفي مساء الاربعاء 11/11/2009 وفي الساعة التاسعة والنصف جاءني اتصال هاتفي ليلا، وفي وقت لم اكن اتوقع فيه ان يكون من الجامعة، فاذا بمختبر فيروسات كلية الطب يخبرونني بان العينة التي اخذوها مني ايجابية، اي انني مصاب بفيروس H1N1 وبالتالي يجب علي ان اراجع الممرضة المسؤولة بمستشفى مبارك لأبدأ بأخذ العلاج، وابتعد عن الاختلاط بالناس وارتاح في البيت، علما بان هناك اصابتين لزميلتين فاضلتين وقعتا في المركز نفسه والعيادات قبل ان يصل إلي الدور.
ما شاهدته من صور الازدحام والضغط والارهاق الذي يقع على الاطباء في عيادة الحوادث بمستشفى مبارك يحتاج الى وقفة واعادة تنظيم ورقابة محكمة، خاصة الرقابة على الزوار الذين يقتحمون العيادات بشكل عشوائي، فمع كل مريض هناك مجموعة من الاقرباء والاهل يشكلون حالة ارباك وازعاج غير حضارية بالمرة، وهذا الموضوع مستحيل ان يحصل في الدول الاجنبية، فالكل ملتزم والطبيب له كلمة لا ترد بالاضافة الى رقابة صارمة عليه.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
حقيقة، بات الطبيب عندنا في حالة لا يحسد عليها فلا أحد يحميه، وشعوره انه معرض في أي لحظة للاعتداء أو الضرب أو الاهانة، فالجمهور بالغالب لا يهتم بالنظام ولا باحترام القانون وكأن الداخل الى العيادات والحوادث موجود في سوق الحراج… فلنعمل على احترام الدور والطبيب والاسرة الطبية كاملة، فهؤلاء يعملون لخدمة المرضى ومساعدتهم، فلنكن جديرين باحترامهم وتقديرهم ومساعدتهم كي يكونوا عونا لنا. وتحية للعاملين في مختبر فيروسات كلية الطب ولجنة H1N1 بالجامعة مع ضرورة الحرص على مراقبة الوقاية في مركز طب الاسنان جامعة الكويت. وتحية للجنة الوقاية بوزارة الصحة وعلى رأسهم معالي وزير الصحة د. هلال الساير والوكيل د. ابراهيم العبدالهادي ورئيس اللجنة الوكيل المساعد د. يوسف النصف.
د. إبراهيم بهبهاني