سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
من المعلوم أن بعض الكواكب ليس له قمركعطارد والزهرة ، وأن قسما آخر له قمران أو أكثر كالمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونيبتون وبلوتو .
ومنها له قمر واحد .
" إن ّفي خلق السموات والأرض لآياتٍ للمؤمنين" الجاثية : 3
والسؤال هو كم قمر للأرض ؟
هناك أكثر من إجابة
1- من الناحية الفلكية قمر واحد .
2- من الناحية الشرعية قمر واحد وأننا نصوم (لرؤيته) ونفطر (لرؤيته) والضمير يعود على هلال رمضان أو هلال شوال ، فهو قمر واحد لا اثنان ولا ثلاثة ، وبالتالي فإن توحيد بدء الصوم ونهايته فرض ومظهر من مظاهر وحدة المسلمين الكرام؛فنحن أمة واحدة، ديننا واحد، ملتنا واحدة ،خليفتنا واحد،قبلتنا واحدة ،إلى غير ذلك من مظاهر وحدة الأمة الإسلامية .
وقد جعل الله الأهلة مواقيت للناس والحج : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189 .
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال { جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبصرتُ الليلةَ الهلالَ فقال : أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ؟ قال : نعم قال : قم يا فلان فأذِّن بالناس فلْيصوموا غداً } رواه ابن خُزيمة ( 1923 ) وابن حِبَّان . ورواه أبو داود ( 2340 ) بلفظ { … إني رأيت الهلال – قال الحسن في حديثه : يعني رمضان … } وروى الحديثَ أيضاً النَّسائي والترمذي وابن أبي شيبة ، وصححه الحاكم والذهبي .
عن حسين بن الحارث الجدلي ، من جديلةِ قيس ، أن أمير مكة خطب ، ثم قال { عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نَنْسُك للرؤية فإن لم نره وشهد شاهدا عدلٍ نسكنا بشهادتهما … ثم قال الأمير : إنَّ فيكم من هو أعلم بالله ورسوله مني ، وشهد هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأومأ بيده إلى رجل ، قال الحسين : فقلت لشيخ إلى جنبي : من هذا الذي أومأ إليه الأمير ؟ قال : هذا عبد الله بن عمر ، وصدق ، كان أعلم بالله منه ، فقال : بذلك أمَرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم } رواه أبو داود ( 2338 ) والدارَقُطني وصححه . ورواه البيهقي . قوله ننْسُك : أي نعبد ، وهنا معناه نحجُّ . وقوله ننْسُك للرؤية : الرؤية هنا رؤية هلال ذي الحجة . والأدلة التي توجب بدء الصيام في يوم واحد،وتوجب الفطر في يوم واحد متضافرة وإمكانات الرؤية والاتصال بين المسلمين لإيصال خبر ثبوت هلال رمضان أو هلال شوال متوفرة.
3- من الناحية السياسية أي حسب الخريطة السياسية للعالم الإسلامي وتبعية حكام بلدان العالم الإسلامي للشرق أو للغرب أكثر من قمر ؛ فقد تم الإعلان لهذا العام عن ثلاثة أيام لبدء الصوم كما حدث في العام الماضي اختلاف عظيم حيث صام المسلمون في ثلاثة أيام مختلفة (السبت والأحد والاثنين) وذلك أمام مرأى ومسمع العالم عامة والمسلمين بخاصة .
والواضح لذي كل عينين وبصيرة أنه يستحيل أن يبدأ الشهر بثلاثة أيام مختلفة، فالشهر القمري هو تسعة وعشرون يوماً، وإذا لم ير الهلال تكمل العدة ثلاثين يوماً.
والمعلوم أنه إذا علم المسلمون أن هذا اليوم هو اليوم الأول من رمضان وأفطروا ذلك اليوم، أي في نهار رمضان فهذا كبيرة من الكبائر، وكذلك إذا ثبت هلال شوال ولم يفطر المسلمون، فإنه أيضاً كبيرة من الكبائر.
والمشكلة ليست فقهية ؛بل سياسية وهي أن كل دولة في بلاد المسلمين تعتبر نفسها كلاً وليس جزءً من الأمة الإسلامية، وإن نصّت بعض الدساتير فيها على غير ذلك، فصارت كل دولة تتخذ قراراتها دون مراعاة لسائر المسلمين، لأنها تعتبر نفسها كياناً مستقلاً عن سائر المسلمين ولا حق للمسلمين خارج كيانها للتدخل فيه، ومن ذلك إعلان الصيام وإعلان الإفطار، فترى كل دولة تعلن وكأنه لا يوجد مسلمون في غيرها، وهذا هو السبب في بقاء الاختلاف بين الدول في العالم الإسلامي، ولو أن هذه الدول تعتبر نفسها أجزاء من كلٍ لربما توحدت المواقف في كثير من المسائل والقضايا كنصرة المستضعفين من المسلمين الذين قد ضاعوا بسبب هذه الدويلات. ونحن لو فكرنا قليلاً نجد انه مثلاً لو ثبت هلال رمضان في منطقة وادي حلفا في أقصى شمال السودان ولم يثبت في أسوان بأقصى جنوب مصر، فإن أهل الخرطوم سيصومون، ولكن لماذا لا يصوم أهل أسوان وهم أقرب لوادي حلفا، فنحن اخوة ولا عبرة باختلاف المطالع، والاختلاف في بدء الصوم ليس كالاختلاف في مواقيت الصلاة من بلد لآخر، فأبعد نقطتين في الأرض الفارق في التوقيت الزمني بينهما تسعة ساعات وهو جزء من اليوم وبالتالي فإن اليوم في العالم كله هو يوم الجمعة وليس هناك بلد اليوم فيها يوم السبت أو الخميس. أما هذه الحدود الوهمية فهي صناعة الكافر المستعمر ولا ينبني عليها شرع، فلا فرق بين المسلمين أينما سكنوا فكلنا أمة واحدة. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: أبصرت الهلال الليلة، فقال : »أتشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله ؟ قال: نعم، قال: قم يا فلان فأذن بالناس فليصوموا غدا» رواه ابن خزيمة.
في الحقيقة : أنه يوجد في العالم الإسلامي أكثر من قمر سياسي يقوم بالإطلاع على المعاهدات الدولية ، والحدود الجغرافية فيرى هل من متغيرات في الحدود حتى يلتزم بها ؟
فقد كان القمر من قبل يطلع على بلاد الشام طلعة واحدة عندما كانت أمة الإسلام أمة واحدة ، لها خليفة واحد ، ولكن عندما تم هدم دولة الخلافة ، وعقدت معاهدة سايكس بيكو التي رسمت الحدود الجغرافية ، وفرقت بلاد المسلمين ، بعد ذلك سارع القمر السياسي للإلتزام بها ذراعاً بذراع ، شبراً بشبر !!! تماماً كما التزم بذلك حكامها ، وصار يُهل على بلاد الشام – بعد المعاهدة – بأكثر من مطلع ، تماما كما قسمها الكافر المستعمر ، فصار يطلع على (سورية) مطلعاً مغايراً لمطلع لبنان ، وفي الوقت الذي ترى فيه حرس الحدود في بلد (شرقستان) في أول يوم من رمضان يدخنون .. ذلك لأن القمر لم يطلع على بلادهم ، ولم يجرؤ على تجاوز الحدود الدولية لعدم السماح له بذلك .. ترى حرس الحدود المقابل في ((غربستان)) صائمين لأن الهلال قد أذن له فطلع عليهم .. والبعد بينهما عرض الأسلاك الشائكة التي شاكت المسلمين ، ومزقت أمتهم .
والعجب العجاب أن من يعيش في رفح المصرية يكون مفطرا في حين من يعيش في رفح الفلسطينية يكون صائما أو بالعكس ، وما الذي يفصل بينهما غير التقسيم السياسي ؟!!
وفي الختام
إذا ثبت هلال رمضان بالرؤية الشرعية فإنه يجب على المسلين جميعاً الصيام ولا يجوز لنا أن نأخذ بالحساب ولا أن نكتفي برؤيتنا دون رؤية غيرنا، فنحن أمة واحدة. ولكن البعض يقول على كل أهل بلد أن يأخذوا بأمر الحاكم الذي عليهم وهذا الكلام لا دليل عليه، وكيف إذا أخذ هذا الحاكم بالحساب الفلكي أو لم يهتم برؤية غيره من المسلمين، فهذا لا يؤخذ منه لمخالفته أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالواجب أن تتوحد الأمة الإسلامية كما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، فيجب علينا أن نسعى لتوحيد الأمة بالطريقة الشرعية وذلك بأن يكون للمسلمين إمام واحد يأمر المسلمين في كل مكان أن يتحروا الرؤية وعند ثبوتها يأمر فلاناً أن أعلم المسلمين في العالم ببدء رمضان. فهذا هو الواجب ونسأل الله عز وجل أن يعيد علينا مثل هذه الأيام وأمتنا واحدة يقودها رجل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
اشكر لك أخي على هذا المعلومة
تحيـــــــــــــــــــاتي …
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
جدّوا إخوتي بالدعاء والطاعة في هذا الشهر العظيم وأروا الله ما يحبه منكم، علّه يرحمنا ويمكن للمسلمين دينهم ويقرّ أعين العاملين ببزوغ سلطان الإسلام من جديد، وما ذلك على الله بعزيز.