الخليج – كلباء – وليد الشيخ:
حزمة من المشاريع تشهدها مدينة كلباء من شأنها تحقيق نقلة نوعية في مختلف النواحي . . المشاريع المنبثقة جميعها عن لجنة متابعة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة والمقدرة قيمتها الإجمالية تقريبياً بنحو 500 مليون درهم، بعضها قد كسر حاجز التصاميم لينتقل إلى أرض الواقع، والبعض الآخر في طور لمساته الأخيرة .
وتتنوع المشاريع التي تشرف على تنفيذها اللجنة، بين الإسكان والطرق والتطوير البحري، علاوة على مشاريع سدود تخص عدة مناطق متفرقة من كلباء، منها منطقتا الغيل ووادي الحلو، ضمن دراسة كاملة تجريها وزارة الأشغال العامة عن واقع ومتطلبات الساحل الشرقي، من المقرر عرضها على اللجنة في غضون أيام قليلة .
المشاريع المشار اليها بحسب المصادر الرسمية، من شأنها تغيير ملامح المدينة، ومستقبلها حيث تحمل أبعاداً تنموية وسياحية واقتصادية، كما يحمل العديد منها بعداً وقائياً يتعلق بمجابهة الكوارث الطبيعية كالفيضانات والسيول .
قبل فترة ليست ببعيدة كانت منطقة الساف شبه مهجورة، لوعورة طبيعتها ومشقة الوصول لها نظراً لعدم تعبيد الطرق الرابطة بينها وبين مختلف أرجاء المدينة . . الآن اختلف الوضع فباتت المنطقة بمثابة ظهير سكني جديد بالمدينة، عزز من انتشار الفيلات وإقبال المواطنين على المنطقة، وصول الطريق الدائري لها والذي سهّل الحركة المرورية من وإلى المنطقة . فعملت الأجهزة المحلية على تعبيد واستصلاح الأراضي، وزادت كثافة الإقبال على تشييد المساكن بها حتى أصبحت اليوم "واحة الفيلات" بكلباء .
آخر هذه المساكن، دفعة جديدةً ضمن مبادرات رئيس الدولة، تضم 168 مسكناً بتكلفة تقارب 140 مليون درهم، ويتم طرحها للمناقصة في تاريخ 25 من الشهر الجاري، وسيتم انشاؤها في المنطقة من قبل وزارة الأشغال العامة .
كشف ذلك مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه، أن البيوت الجديدة مخصصة بالكامل لفئتي الأرامل والشباب، وتتنوع المساكن بين مسكن الطابق الواحد، وهو مخصص للفئة الأولى، فيما تكون مساكن الطابقين مخصصة للشباب، مشيراً إلى الانتهاء من تشييد مجمع سكني بمنطقة الساف أيضاً، يضم 52 مسكناً، وبتكلفة تقدر ب 42 مليون درهما .
في هذا السياق، قال هلال النقبي رئيس المجلس البلدي بمدينة كلباء ان الإقبال على منطقة الساف أصبح كبيراً بفضل التغيير الذي لحق بها حتى باتت منطقة عصرية من الطراز الرفيع، علاوة على الرغبة في التوزيع السكاني واستغلال المساحات المتوافرة بعيداً عن التكدس في بؤرة وسط المدينة .
وتوجه رئيس المجلس البلدي بكلباء بخالص شكره وتقديره لصاحب السمو رئيس الدولة على مكارمه السخية التي يغمر بها أبناءه المواطنين، مشيراً الى أنه إضافة الى مكرمة المساكن الأخيرة لسموه، هناك مشروعا كاسر الأمواج وتطوير الكورنيش، والطريق الدائري، ويأتيان ضمن مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة أيضاً .
واعتبر هلال النقبي أن المشاريع التي تشهدها كلباء أو التي بصدد التنفيذ، مشاريع تنموية من الطراز الأول، فالمساكن هي العمود الفقري للعيش الكريم في أي مجتمع، والطرق هي شرايين الحياة، كما أن كاسر الأمواج وما يحققه من أمن وسلام للسكّان، يضيف لمسة جمالية على المدينة .
عن مشروع الطريق الدائري بكلباء البالغ طوله 15 كيلو متراً، والذي انتهت مرحلته الأولى الرابطة بين منطقة الحيل بالفجيرة ومنطقة الساف بكلباء بتكلفة قاربت ال70 مليون درهماً، علمت "الخليج" عن عرض مرحلته الثانية الرابطة بين مطار الفجيرة ومنطقة الغيل بكلباء بتكلفة مماثلة، على الاستشاريين حالياً، على أن تبدأ عملية وضع المخططات خلال أسابيع قليلة .
وقال النقبي إن الطريق بمرحلته الأولى سهّل الوصول الى مناطق كان من الصعب الوصول اليها سابقاً، أو لنقل كان يحدث بمشقة ما كان يقلص فرص تنمية تلك المناطق، ومنها منطقة الساف التي تشهد طفرة عمرانية كبيرة، ويوفر الطريق عنصر الربط بين العديد من المناطق داخل كلباء، كما يربط المدينة نفسها بمدن أخرى وطرق رئيسية، ما سهل حركة السير والمرور بين مدن الساحل الشرقي كافة .
وعن المنافع الاقتصادية والاجتماعية للطريق الجديد بمرحلتيه، قال انه يسهم في زيادة الإقبال على الأراضي السكنية على امتداد 15 كيلو متراً داخل أراضي مدينة كلباء، بعد أن كانت تلك الأراضي في وقت قريب بعيدة عن المواطنين، كما يعزز التواصل المجتمعي بين القبائل المختلفة التي كان من الصعب الوصول إلى مناطقها قبل تعبيد تلك الطرق .
يقترن الطريق بشبكة موزاية لتصريف مياه الأمطار، ويراعي أعلى درجات الأمان على الطريق الجبلي . ويتكون الطريق من مسربين في كل اتجاه تفصلهما جزيرة وسطى محاطة بسياج ثنائي، إضافة إلى السياج المعدني الموازي لجانبي الطريق، ويربط الطريق شارع الشارقة كلباء، مروراً بوادي الحلو، كما سيقام جسر عند نهاية شارع الشارقة كلباء مع هذا الشارع لخدمة الحركة المرورية إلى سلطنة عمان، عبر منفذ خطم ملاحة الملاحي . ومن المتوقع أن يستخدم الطريق يومياً أكثر من 3000 سيارة من تلك المناطق، إضافة إلى الشاحنات التابعة للمصانع والشركات، حيث تكثر المصانع والورش على امتداد الطريق .
عن مشروع كاسر الأمواج المزمع إنشاؤه قبالة شواطئ مدينة كلباء بمبادرة من صاحب السمو رئيس الدولة، وتمتد مرحلته الأولى من آخر حدود إمارة الفجيرة الى ميناء الصيادين بكلباء، على أن تصل المرحلة الثانية حتى ميناء خور كلباء .
تمتد الأعمال الإنشائية للمشروع بمرحلتيه الاثنتين الى نحو 8 كيلو مترات، ويضم نحو 7 كواسر بحرية يصل طول الواحد الى 50 متراً، وتشمل المرحلة الثانية قبالة منطقة الخور كاسراً كبيراً يصل طوله لنحو 700 متر .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وبحسب مصادر رسمية يحمل مشروع الكاسر في طياته أبعاداً تنموية ستغيّر من شكل مدينة كلباء، فعلاوة على كونه حائط صد في وجه الفيضانات والأعاصير التي تضرب كلباء كل عام، فإن مخطط المشروع يشير الى تغيير جوهري وشكلي سيلحق بمدخل المدينة وعلى امتداد شارع الكورنيش .
وينجم عن المشروع الضخم، استحداث شارع جديد موازٍ لطريق الشيخ سلطان القاسمي، ويفصلهما حديقة الكورنيش . بمعنى أن الطريق المزمع، سيتم تنفيذه بعد استقطاع مساحة من الساحل البحري للمدينة وردمها كي يتم إنشاء الشارع، والذي بموجبه يتغير شكل طريق الكورنيش تماماً ليصبح "بيت ومتحف الشيخ سعيد القاسمي" من أكبر الميادين في كلباء عوضاً عن كونه في زاوية قبالة البحر الآن .
التغيير الموازي لمشروع كاسر الأمواج، بحسب ما وصلتنا من معلومات، يضيف متسعاً كبيراً لمدخل المدينة الذي كان الى حد كبير يتسم بالتواضع من حيث مساحة الشارع، كما يضفي لمسة جمالية كبيرة على امتداد الكورنيش، ويوفر مادة خصبة ومساحة كبيرة للجهات المحلية للتوسع في المتنزهات والحدائق بمنطقتي الكورنيش وسهيلة، ليكون كورنيش كلباء من أجمل الشواطئ البحرية في الدولة، حيث يتم دراسة استخدام نوع معين من الرمال البيضاء الكامنة في عمق البحر على حدود خورفكان البحرية، لرفد كورنيش كلباء بها .
علمت "الخليج" أن وزارة الأشغال العامة تعكف على إعداد دراسات تمهيداً لرفعها للجنة متابعة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة ، وتتعلق بعدد من الشوارع الداخلية بكلباء، علاوة على دراسة متكاملة تخص سبل تعزيز الوقاية لمنطقة الساحل الشرقي من الفيضانات والسيول، وتُعنى الدراسة التي سوف تطرح خلال أيام على اللجنة بإنشاء عدد من السدود والحواجز الصناعية والقنوات المائية وبحيرات التجميع بمناطق متفرقة من مدن الفجيرة وكلباء وخورفكان .
وفق المعلومات التي حصلت عليها "الخليج"، فإن فريق عمل ميداني شرع في عقد عدة اجتماعات مع الجهات المحلية في المدن السالفة للوقوف على احتياجاتها، وزيارة المناطق المتضررة من السيول والامطار الغزيرة، علاوة على المناطق المتوقع تضررها مستقبلاً .