سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
شرطة دبي حذرت من التجاوب معهم
“مستغيثو الإنترنت” نصابون يسعون للابتزاز المالي
*جريدة الخليج
دبي – نادية سلطان:
اختراق البريد الإلكتروني أصبح من الجرائم المعتادة التي يستغلها لصوص الإنترنت في ابتزاز أصحابها، أو النصب بأسمائهم وطلب المال من أصدقائهم المسجلين في قائمة الأصدقاء، الأمر ليس جديداً، ولكنه أصبح متكرراً، بل متطوراً باستخدام معلومات أو صور داخل البريد الإلكتروني لإضفاء المصداقية على عمليات الاحتيال التي يقوم بها هؤلاء اللصوص.
إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي سجلت مؤخراً عدداً من البلاغات لأشخاص تعرض بريدهم الإلكتروني لعمليات اختراق سواء من المتواجدين داخل الدولة، أو الأغلبية لمن تواجدوا خارج الدولة، وقاموا باستخدام بريدهم من مقاهي إنترنت أو غيرها، واستغلها اللصوص المخترقون في الدخول إلى قائمة الأصدقاء في البريد وانتحال صفة صاحبه وطلب أموال باعتبار أنهم فقدوا أموالهم في تلك الدولة المزعومة.
وحذر اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي من الاستجابة لمثل هذه الطلبات المالية، قبل التأكد من صاحب الإيميل ذاته، مع ضرورة تغيير "الباس ورد" (كلمة السر الخاصة بالبريد) من وقت لآخر حتى يتعذر على اللصوص الاستيلاء على البريد الإلكتروني، خاصة إذا تم الفتح من أجهزة غير تلك التي يمتلكها صاحب البريد.
وقال اللواء المنصوري إن هذا الاختراق تتبعه مباشرة عمليات ابتزاز مالي من قبل اللصوص، مشيراً إلى إحدى الوقائع التي تعرضت لها زائرة عربية، أبلغت بأنها تلقت رسالة من فنان مشهور من بلادها يطلب فيها مساعدة مالية لأنه فقد كل متعلقاته في رحلة في الخارج، وطلب منها مبلغ ألف دولار. وأشارت إلى أن المحتال حرص على إرسال صور شخصية للفنان وهو يتجول ويتسوق، فاقتنعت المرأة بأن الفنان هو الذي يراسلها فعلاً، وأرسلت إليه المبلغ على المكان الذي حدده، وادعى أن صديقه سوف يتسلمه، وبعد فترة طلب منها مبلغاً آخر، فاشتبهت في الأمر ولجأت إلى شرطة دبي، وحين تم فحص المباحث الإلكترونية للصور اكتشفت أنها عادية جداً ومتداولة على الإنترنت وليست ذات خصوصية، لكن المحتال استخدمها لحبك حيلته.
حالة أخرى لإعلامية سرق بريدها الإلكتروني، حيث فوجئ كل المسجلين لديها في قائمة الاتصال سواء من زملائها أو المسؤولين الذين تتعامل معهم مباشرة برسالة على بريدهم تفيد بأن تلك الإعلامية في لندن، وفقدت كل متعلقاتها وتطلب مساعدة مادية لتتمكن من العودة إلى الدولة، وفوجئت بسيل من الاتصالات من الأصدقاء للاطمئنان إليها وفوجئوا بأنها لا تعلم عن الأمر شيئاً، وأنها موجودة في الدولة، ولم تتمكن بعدها من استعادة البريد الإلكتروني الذي استولى عليه اللصوص.
* * *
جريمة عابرة للحدود
وأكد اللواء خليل المنصوري أن الجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، وتتخذ أشكالاً متعددة إلا أن الهدف الأساسي في النهاية هو الابتزاز المالي، وبالتالي لابد من أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع التقنية الحديثة، وعدم الاحتفاظ بصور شخصية خاصة في البريد وغيرها، لافتاً إلى أن من الأساليب التي رصدت أخيراً، القرصنة على البريد الإلكتروني لأشخاص سافروا إلى الخارج وفتحوا بريدهم من مقاهي إنترنت أو أجهزة كمبيوتر عامة، فتم التلصص عليهم أو نسخ كلمة السر بطريقة ما، ثم يدخل المحتال إلى البريد ويقوم بتغيير كلمة السر.
وأضاف أنه يقوم بعد ذلك بإرسال رسائل إلى الأصدقاء الموجودين على قائمة البريد، أو المتصلين عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالبريد نفسه، ويختار الأشخاص الذين يشعر بأنهم على صلة جيدة بصاحب البريد، ويطلب منهم تحويل المال إليه في الخارج بدعوى أنه تعرض لمشكلة وفقد أمواله.
وأشار إلى أن هذه الحالات تكررت في الفترات الأخيرة، وقام أشخاص بتحويل مبالغ مالية لإنقاذ أصدقائهم، ثم اكتشفوا لاحقاً أنهم تعرضوا لعملية احتيال، وأن صاحب البريد لا يعرف عنها شيئاً.
وفي السياق نفسه، قال المقدم سالم بن سالمين نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي، إن المحتالين يحرصون على انتحال صفة المشاهير لسهولة الحصول على صورهم والتلاعب بها، لكن هذا الأسلوب الاحتيالي تعرض له آخرون من الأشخاص العاديين، ويحدث كثيراً مثله، مثل عمليات النصب بادعاء ربح جائزة أو خلافه، لافتاً إلى أن قراصنة الإنترنت يقومون بالتجسس على مستخدميه في حال كانت أنظمة حماية الأجهزة الإلكترونية، أو الشبكات ضعيفة، أو عندما يترك البريد مفتوحاً ولم يسجل خروج بعد التصفح وخاصة في مقاهي الإنترنت أو غيرها.