الاتحاد – عبير عبدالحليم – أبوظبي
أكد مستهلكون اختفاء أو عدم توافر عروض تعلن عنها بعض منافذ البيع والتعاونيات. وأوضحوا أن منافذ بيع تعلن عن عروض تسويقية تتضمن خصومات عالية تجاوز 50%، إلا أن هذه العروض غير موجودة بالفعل في تلك المنافذ، رغم بحثهم المستمر عنها، مطالبين وزارة الاقتصاد بمراقبة تلك المنافذ.
وفي وقت قال فيه مسؤولو منافذ بيع وجمعيات تعاونية إن اختفاء سلع التخفيضات يتطلب إجراء تحقيقات في الشكاوى، نظراً لأنها تدعم هذه السلع بملايين الدراهم لتوفيرها للمستهلكين في إطار المسؤولية الاجتماعية، أكدت وزارة الاقتصاد أنها تراقب منافذ البيع بصورة دورية، للتحقق من أن العروض حقيقية.
نفاد العروض
وتفصيلاً، قال المستهلك محمد مصطفى، إن العرض الأسبوعي الذي طرحه منفذ بيع كبير في أبوظبي، الأسبوع الماضي، تضمن مأكولات خاصة بالأطفال بخصومات تبلغ 33%، مؤكداً أنه بحث عنها في منفذ البيع الساعة الـ11 صباحاً ولم يجدها. وأضاف أن موظفاً في منفذ البيع أخبره بأن هذه العروض غير موجودة، مبدياً استغرابه من نفاد العروض كاملة في الفترة الصباحية. وأشار إلى أن منفذ البيع نفسه أعلن عن طرح أصناف من الفواكه المعلبة المحلاة، والإضافات الخاصة بالأطعمة مثل «المايونيز» بخصم يبلغ 41%، إذ انخفض سعرها من 12 درهماً إلى سبعة دراهم، إلا أنه لم يجد العرض، وأفاده الموظف بنفاد العرض. وطالب مصطفى وزارة الاقتصاد برقابة صارمة للتحقق من هذه العروض، وفي ما إذا كانت السلع موجودة أصلاً أم مجرد إعلان، لا سيما أن منافذ البيع تعلن باستمرار عن دعم التخفيضات في مراكزها بملايين الدراهم.
شكاوى مستهلكين
وقال المستهلك مروان شوقي إن منفذ بيع طرح منذ أيام، عرضاً يتضمن خصماً على صنف دجاج مجمد بنسبة تبلغ 30%، إلا أنه لم يجده، في ما نصحه موظف البيع بعدم البحث في الفروع الأخرى لمنفذ البيع لأنه غير موجود.
واعتبر أن بعض منافذ البيع والجمعيات التعاونية تعلن عن عروض مغرية لزيادة مبيعاتها، إذ إنها طريقة لجذب المستهلك إلى منفذ البيع، ثم يضطر لشراء سلع أخرى بديلة، لافتاً إلى أن معظم المستهلكين يتبضعون أسبوعياً أو شهرياً.
أما المستهلك عمر البيومي، فقال إنه كان مهتماً بعرض أسبوعي لمنافذ بيع طرح مجموعة شامبو وكريم جسم للأطفال، بخصم يبلغ 54%، إذ انخفض سعر المجموعة من 130 درهماً إلى 60 درهماً، مؤكداً أنه بحث عن العرض في فروع منفذ البيع الأربعة ولم يجده، في وقت قال له موظف البيع إن الكمية نفدت نتيجة الإقبال الكبير على العرض.
وأضاف أنه لم يقتنع برد الموظف، لأنه بحث عن العرض بعد افتتاح منفذ البيع بساعة واحدة، ما يجعل من الصعوبة نفاده بهذه السرعة.
وقالت المستهلكة سهى السيد، إنها بحثت في منفذ بيع عن بعض المعجنات التي يكثر استخدامها في شهر رمضان، وطرحت بخصومات تبلغ 30%، إلا أنها لم تجدها في ثلاجات العرض.
وأوضحت أن البائع ماطل كثيراً في مساعدتها، وعند إصرارها، اكتشفت إخفاء المنتج في الثلاجات بشكل يصعب على أي مستهلك عادي رؤيته.
تحقيق عاجل
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لجمعية أبوظبي التعاونية، إبراهيم البحر، إن «اختفاء أو (عدم توافر) سلع التخفيضات من منافذ بيع وجمعيات تعاونية يستدعي إجراء تحقيق عاجل، للتعرف إلى أسباب اختفاء بعض العروض بعد فترة قليلة من طرحها».
وأضاف أن مديري فروع المنافذ والجمعيات التعاونية هم المسؤولون المباشرون عن توفير جميع سلع العروض التي تقوم بدور حاسم في رفع وتنشيط المبيعات، لافتاً إلى أن بعض الفروع الصغيرة قد تكون خالية من بعض العروض، نظراً لصغر مساحتها، وصعوبة توفير جميع العروض فيها.
وأشار إلى احتمال أن يحصل موظفون صغار على هذه العرض لبيعها خارج منافذ البيع بأسعار مرتفعة، موضحاً أن «التعاونيات» ومنافذ البيع تدفع ملايين الدراهم لدعم بعض السلع لمصلحة المستهلكين، ولابد أن تذهب إليهم مباشرة.
وطالب البحر المستهلكين بعدم التنازل عن حقوقهم، والإصرار على الحصول عليها، وتقديم شكاوى لمديري الفروع أو لمسؤولي الإدارة في أي جمعية تعاونية أو منفذ بيع.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
كميات محدودة
في السياق نفسه، قال مسؤولان آخران في منفذين إن بعض العروض تكون بكميات محدودة، وبالتالي فإن توزيعها على فروع عدة يقلل من توافرها الدائم نتيجة إقبال المستهلكين.
وأوضح المسؤولان اللذان فضلا عدم نشر اسميهما، أن بعض منافذ البيع تعرض كميات محدودة كل يوم، لتكفي العروض فترات قد تصل أسبوعاً أو أسبوعين، ما يؤدي إلى نفادها سريعاً.
ولم يستبعد المسؤولان تورط موظفين صغار في تجميع هذه العروض لبيعها بعد ذلك، أو وجود إهمال وتقصير من جانب المسؤولين في جلب الكميات المطلوبة من مخازن منافذ البيع الى صالات العرض في الأوقات المحددة لذلك، متفقين على ضرورة إجراء تحقيقات في الموضوع.
«الاقتصاد» تراقب
من جانبه، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن «الوزارة تراقب بشكل مستمر منافذ البيع والجمعيات التعاونية للتحقق من وجود سلع التخفيضات».
وطالب المستهلكين بتفعيل مبادرة «المستهلك المراقب»، والتواصل مع الوزارة للإبلاغ عن أيه تضليل يتعرض له المستهلكون لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل حاسم.
وأكد النعيمي أن دراسات الوزارة أثبتت ارتفاع مبيعات منافذ البيع والجمعيات التعاونية التي تطرح سلعاً مخفضة بنسبة تزيد على 20%.