حصل على أربع ترقيات خلال 8 سنوات.. والحوافز في القطاع مشجعة
مواطن.. دخل الفندق زائراً وخرج موظفاً
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
*جريدة البيان
هاشم الأنصاري: فخور ولا أشعر بالإحراج طالما أمثل بلادي
دبي ــ علي الظاهري:
المواطن هاشم الأنصاري، يعد نموذجاً استثنائياً للشباب المواطن بصفته يعمل في أحد الفنادق في مدينة دبي، بعد أن تخرج في أكاديمية الإمارات للضيافة، إذ قادته المصادفة إلى مجال الضيافة والعمل في قطاع الفنادق، عندما رافق أحد أصدقائه كانت لديه مقابلة في أحد الفنادق، وقد جلس الأنصاري في قاعة الانتظار ريثما ينتهي صديقه، ثم جاء إليه مدير إدارة التوطين، واقترح عليه الدراسة في قطاع الضيافة بموجب منحة سيحصل عليها من الفندق، تردد في البداية بسبب الفكرة الخاطئة تجاه قطاع الفنادق، لكنه أدرك أن الفرص لا تأتي دوماً.
* * *
قسم الاستقبال
درس الأنصاري التخصص، وزار خلال الدراسة فنادق عديدة، ثم تخرج بعد ثلاث سنوات بدرجة بكالوريوس، ليعمل بعدها بفخر في الفندق الذي أعطاه المنحة ضمن مهام متعددة دون إحراج كونه يمثل بلاده.
وقد شعر براحة أكبر أخيراً، عندما لاحظ ازدياد الكوادر الوطنية في قطاع الفنادق عموماً وفي الفندق الذي يعمل فيه بصفة خاصة، كونه يضم مجموعة من الكوادر الوطنية في أقسام مختلفة.
تحديات عدة واجهت الأنصاري في بداية عمله، أبرزها صعوبة التعامل مع بعض الجنسيات بسبب عدم معرفتهم للغة العربية واللغة الإنجليزية، إذ يضطر حيناً إلى استخدام لغة الإشارة. إضافة إلى خوف بعض الزبائن من التعامل مع المواطـــن كونه يرتدي اللباس الوطني، لكن الابتسامة هي المفتاح الذي يكسر حاجز خوف الزبائن لاكتساب ودهم.
في ما يتعلق بنزلاء الفندق، لاحظ الأنصاري شعورهم بالراحة والفرح معاً إزاء تعاملهم مع أحد أبناء الدولة، نظراً لمعرفته الأعمق ببلده، ويطرحون عليه الأسئلة فور معرفتهم أنه إماراتي، وسأله مراراً بعض النزلاء الخليجيين عن سبب عمله في الفـــندق، فيجيبهم بسؤال آخر إن كانوا يرغبون بمواطن يخدمهم أو موظف آخر من جنــسية مختلفة، فيجيبون فوراً بتفضيلهم المواطن على من سواه.
* * *
امتيازات جيدة
امتيازات العمل تبدو جيدة كما وصفها الأنصاري، من حيث الحوافز المالية وخلافها من المميزات، علاوة على حرية ارتداء الزي الوطني في جميع أقسام الفندق، ويحصل الموظف المواطن على إجازة أسبوعية بمقدار يومين، ناهيك عن الترقيات، إذ حصل الأنصاري خلال مشواره المهني على أربع ترقيات، وكان يعمل في البداية موظف استقبال ثم مسؤول استقبال، وحصل على وظيفة مسؤول «شفت» حتى استلم أخيراً مهامه الجديدة ضمن وظيفة مسؤول العلاقات العامة وعلاقات الضيوف.
لا يوجد فرق بين العمل في المطار أو في الفندق، لأن الاثنين وجهان لعملة واحدة على حد تعبير الأنصاري، فالمطار يعتبر الوجهة الأولى للمسافر أو الزائر، بينما الفندق هو الوجهة الثانية للسائح، المكانان هما محطة مهمة للسائح. كما أن آلية العمل تبدو متشابهة، ويجب على المجتمع إدراك هذه الحقيقة كي نلمس حضوراً أقوى من قبل المواطنين في قطاع الضيافة، وقد أصبحت دراسة علوم الفندقة من التخصصات المطلوبة في سوق العمل.
* * *
نظرة سلبية
تبدو قضية النظرية السلبية في المجتمع حيال العمل في الفنادق جاثمة رغم التوعية المستمرة، فالبعض لا يزال يعتقد أن العمل في الفندق يشمل تنظيف الغرف وطهي الطعام وتغسيل الصحون، لكن الحقيقة مختلفة، وحرص الأنصاري خلال زيارات ميدانية نظمتها الأكاديمية إلى مدارس الدولة، على تصحيح الفكرة للطلبة، فضلاً عن توضيح الصورة أمام الطلبة في الجامعات والكليات ضمن معارض التوظيف، وكثيراً ما كان يتلقى سؤالاً عن سبب عمله في الفندق، فيرد عليهم أن أهل الإمارات هم أولى باستقبال الضيوف من الآخرين، فالضيف عند زيارته بيتك لا تستقبله الخادمة وإنما صاحب البيت هو الذي يفتح الباب ويرحب بزواره.