مواطن يتكفل بعلاج خادمته الإثيوبية من سرطان اللسان: رفض مغادرتها إلى وطنها خشية عدم حصولها على الرعاية اللازمة 2024.

*جريدة الاتحاد

إبراهيم سليم (أبوظبي):

نجح فريق طبي مواطن في مستشفى المفرق باستئصال ورم سرطاني أصاب لسان أفريقية تعمل لدى عائلة مواطنة بأبوظبي، وزرع لسان جديد لها بقيادة الدكتور مقداد الحمادي، الذي أكد أن العملية استغرقت 10 ساعات، وأن كفيلها كان دائم السؤال والاطمئنان على حالة المريضة.

وكان مستشفى المفرق الذي تملكه وتديره شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» استقبل حالة خادمة تعمل لدى أسرة مواطنة، لإصابتها بجرح في اللسان، وبعد أخذ العينة من المريضة شك الحمادي في إصابتها بسرطان وبعد الفحص تبين إصابتها بسرطان في نصف اللسان ويستدعي تدخلاً فورياً، وأصرت الأسرة المواطنة على أن تتكفل برعاية الخادمة .

وفوجئ الأطباء بإصرار المواطن شبيب محمد الهاجري على خضوع خادمته الإثيوبية للعلاج في مستشفى المفرق وإقناعها بالعلاج في الدولة وعدم السفر إلى بلدها، مؤكداً ثقته في تقدم الطب في الإمارات. وقال «لا أضمن أن تلقى خادمتي الرعاية الطبية اللازمة عند سفرها إلى وطنها، وقد أقنعتها بإجراء العملية الجراحية وبعد تحسن حالتها يمكنها السفر إلى أهلها وإذا ما انتهت فترة النقاهة فإن أسرتي يرحبون بها في حالة رغبتها العودة لاستئناف العمل».

وقالت الخادمة هاجوا جار «إنها شعرت بالخوف حين أطلعها الأطباء على وضعها الصحي ورغبت بشدة في العودة لوطنها لتكون بين أفراد أسرتها». وأضافت «لقد غمرتني عائلة شبيب الهاجري بالعطف والرعاية ولم أشعر بالغربة معهم، بل شعرت بأني فرد من أفراد الأسرة، فقد أصروا على بقائي ورعايتي ووفروا لي خادمة ترعاني خلال وجودي في المستشفى ويومياً كان هناك من يزورني منهم، وأنا ممتنة كثيراً لهم».

وقال الدكتور ناصر استشاري جراحة الوجه والفكين في مستشفى المفرق «حالة المريضة كانت تستدعي إزالة الورم فوراً منعاً لانتشار المرض إلى باقي جسدها ووفاتها خلال شهور، وأنا أقدر دور الأسرة النبيل بعدم تركها الذهاب إلى بلدها واحتمال تعريض حياتها للخطر في حالة تأخر العلاج».

من جانب آخر، قام فريق التجميل في مستشفى المفرق بقيادة الدكتور مقداد الحمادي استشاري جراحة تجميل بترميم اللسان باستخدام جزء من عضلة معصم المريضة، وبهذا الخصوص أوضح الدكتور الحمادي أنه «بعد عملية الترميم تستطيع المريضة الآن التحدث بشكل تدريجي وسيتم خضوعها للعلاج الطبيعي لتعلم مهارات النطق والأكل بشكل سليم لتمرين لسانها بالشكل الصحيح، ولا أعتقد أن عملية جراحة الترميم كان سيتم توفيرها لها في حالة ذهابها إلى وطنها».

وأضاف أن المواطن كفيل الخادمة شبيب الهاجري أصر على حصول خادمته على أفضل خدمة طبية وبادر إلى دفع تكاليف العلاج المبدئي عند تأخر موافقة شركة التأمين الصحي على إجراء العملية الجراحية، مؤكداً أنه عمل إنساني سينال ثوابه بإذن الله، داعياً جميع الأسر الاحتذاء به ومعاملة الخدم بالرحمة كما أمرنا ديننا الإسلام.