تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » «ناسا» تكتشف مياهاً جوفية في صحراء الكويت

«ناسا» تكتشف مياهاً جوفية في صحراء الكويت 2024.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

البحث يسهم في رسم خرائط المياه الجوفية. أرشيفية
نجح فريق بحثي من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في رصد عمق المياة الجوفية في الصحراء شمال الكويت، من خلال تقنية «الرادار المحمول جواً»، مستخدماً نموذجاً مصغراً لقمر اصطناعي يستخدم الموجات الرادارية منخفضة التردد (40 ميغا هيرتز)، تحمله طائرة مروحية، وصولاً لرسم خرائط للمياه الجوفية في الصحراء. يسهم البحث العلمي في رسم خرائط دقيقة للمياه الجوفية في أعماق الصحراء بصورة أفضل، بجانب فهم تطوّر الموارد المائية في المناطق الصحراوية، وتقييم تأثير التغيرات المناخية عليها.

وقال عالم الفضاء، الدكتور عصام حجي، من معمل محركات الدفع الصاروخي في وكالة«ناسا» رئيس الفريق البحثي، إن «نجاح تجربتنا البحثية الأولى في صحراء الكويت، التي استمرت أسبوعين، يمهد لفهم تطورالمياه الجوفية في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه «تم استخدام التكنولوجيا المتطورة للموجات الرادارية التي اسخدمت لاستكشاف المياه تحت سطح كوكب المريخ، وصولا لرصد عمق المياة الجوفية في صحاري كوكب الأرض». وأوضح أن «الصحاري تغطي 20٪ من مساحة اليابسة على سطح كوكب الأرض، ويشمل ذلك الأماكن المأهولة بالسكان في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا وغرب ووسط آسيا وجنوب غرب الولايات المتحدة الأميركية»، مضيفا أن «هذا الجهد سيساعد على فهم تطور المياه الجوفية في باطن الأرض وتوزيعات كمياتها بدقة، خصوصاً أنها مازالت غير واضحة حتى الآن بالقدر الكافي».

وأشار إلى أن «العديد من الشواهد على التغير المناخي في المناطق الصحراوية تكمن تحت سطح الأرض، وينعكس في مياهها الجوفية»، وقال: «إذا استطعنا رسم خرائط للمياه الجوفية باستخدام تلك التكنولوجيا، نستطيع أن نحدد الظروف المناخية التي كانت سائدة منذ آلاف السنين عندما كانت معظم الأراضي الصحراوية مشبعة بالماء».

ولفت إلى أن «معظم الملاحظات والشواهد والاهتمامات العلمية وتحليل البيانات الناجمة عن التأثير الحراري تركز على مناطق الغابات والقطب المتجمد، لأنها تعطي دلائل مباشرة تمكن من قياس التغييرات البيئية التي تحدث على نطاق واسع، وفي المقابل، فإن المناطق الصحراوية التي تشكل قسماً لا بأس به من سطح الأرض مازالت لم تحظ بدراسة كافية، ومع ذلك فإن ندرة المياه وملوحتها وتغيرات سقوط الأمطار والفيضانات والاستغلال الواسع للمياه الجوفية والتصحر، كلها علامات تدل على أن التغير المناخي والأنشطة البشرية تؤثر في تلك المناطق القاحلة بشكل متسارع».

بينما أوضح مدير قسم مصادر المياه في معهد الكويت للأبحاث عضو الفريق الكويتي المشارك في إجراء البحث، محمد الراشد، أن «البحث تم تمويله مناصفة بين معهد (كالتك) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، ومعهد الكويت للأبحاث، فيما قدمت قوات الشرطة الجوية الكويتية المساعدات الفنية اللازمة».

وقال إن «الفريق البحثي استخدم طائرة مروحية لحمل جهاز التصوير بالرادار في طلعات منخفضة على ارتفاع 300 متر فوق منطقتين للمياه الجوفية المعروفة في الكويت»، مشيراً إلى أن «الرادار حدد المياه في عمق يراوح بين 20 و65 متراً والأماكن التي تتدفق منها». وأضاف أن «البحث يعد خطوة أولى للوصول إلى رسم خرائط للمياه الجوفية على مجال واسع، إضافة إلى تحسين قدرتنا على تحديد كمية المياه الجوفية، والمساعدة على حفر الآبار بدقة أكبر»، لافتاً إلى أن «الرادار المستخدم في البحث يستجيب لحساسية التغيير في الخواص الكهربائية للصخور القريبة من سطح الأرض والرسوبيات والتربة المشبعة بالمياه، إذ تعكس إشارات الرادار المنخفضة التردد، فضلاً عن أن موجات الرادار المنعكسة كشفت عن سُمك الطبقات الترسبية المكونة من خليط الحصى والرمال والطمي، التي تغطي معظم صحراء شمال الكويت، وتقع فوق تكوينات المياه الجوفية».

المصدر: الكويت ــ وام التاريخ: 26 سبتمبر 2024

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.