وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدمالتزام الكثير من المسلمين ، للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضانورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام رمضان قديحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية .
حديث لرسول الله صلى الله عليهوسلم متفق عليه . وفي التعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة . فالصائم يكون فيذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير فيالإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم ، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفيذلك تعذيب نفسي لا طائل منه ، ولا ترضاه الشريعة السمحاء .
وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواهالأربعة . وعن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أنيصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء " رواه الترمذي وأبو داود ، فالصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع ، يدفععنه الجوع ، مثلما هو بحاجة إلى الماء . والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفينوهما دفع الجوع والعطش . وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكريةبسرعة كبيرة ، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك ،ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام .
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطرهعلى تمرات أو ماء ، ثم يعجل صلاة المغرب ، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره . وفي ذلكحكمة نبوية رائعة . فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا ، وخلالفترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء ، ويزول الشعور بالعطشوالجوع . ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالمهم . ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخالمعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم .
فاحرص على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية ، واجعل في طعامإفطارك مقدارا وافرا من السلطة ، فهي غنية بالألياف ، كما تعطيك إحساسا بالامتلاءوالشبع ، فتأكل كمية أقل من باقي الطعام . وتجنب التوابل البهارات والمخللات قدرالإمكان . كما يستحسن تجنب المقالي والمسبكات ، فقد تسبب عسر الهضم وتلبك الأمعاء .
ولا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناءنهار رمضان ، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد .
ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبنالزبادي والعسل والفواكه وغيرها .
حاولتجنب الأغذية الشديدة الملوحة ، وتجنب التوابل والبهارات وخاصة عند السحور لأنهاتزيد الاحساس بالعطش . ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة ، أو الوجبات السريعةالتحضير .
وإذا كنت ممن يصابون بالإمساك ، فأكثر من تناول الأغذية الغنيةبالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار ، وحاول أن تكثر من الفواكهبدلا من الحلويات الرمضانية ، واحرص على صلاة التراويح وأداء النشاط الحركيالمعتاد.
بعض الناس يلجأ إلى النوم بعدالإفطار والحقيقة ، فإن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمولالإنسان وكسله . ولا بأس من الإسترخاء قليلا بعد تناول الطعام . وتظل النصيحةالذهبية لهؤلاء الناس هي ضرورة الاعتدال في تناول طعامهم ، ثم النهوض لصلاة العشاءوالتراويح ، فهي تساعد على هضم الطعام ، وتعيد لهم نشاطهم وحيويتهم .
من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذاليوم الأول الذي يقلع فيه المرء عن التدخين ، فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتصالأوكسيجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام ، وبذلك تستقبل أعضاء الجسم دمامليئا بالأوكسجين ، وتخف الأعباء الملقاة على القلب شيئا فشيئا .
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفقعليه . فماذا يفعل الغضب في رمضان ؟ من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمونالأدرينالين في الجسم بمقدار كبير ، وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام ( أي أثناء هضمالطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص ، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء منالجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك ، وهي بالطبعطاقة ضائعة .
ينبغي على الحامل والمرضعاستشارة الطبيب فإذا سمح لها بالصيام فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعامعند الإفطار ، وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار ،والباقي بعد أربع ساعات . كما تنصح بتأخير وجبة السحور ، والإكثار من اللبن الزبادي، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات .
ينبغي تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة ، وتعتبر السنة العاشرة السنةالنموذجية لصيام الطفل ، ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم على الصيام لأن ذلك قد يدفعالطفل إلى تناول المفطرات سرا ،وتكبر معه هذه الخيانة ، ويراعى التدرج في صيامالطفل عاما بعد عام .
فمن رحمةالله بعبادة أن رخص للمريض الإفطار في شهر رمضان ، فإذا أخبرالطبيب المسلم مريضه أنه إذا صام أدى صيامه
والفطور رخصة للمريض ، كما هي للمسافر ، ولكن لو تحاملالمريض على نفسه وصام أجزاه الصوم ، ولا قضاء عليه ، غير أنه إذا شق عليه الصوممشقة شديدة ، فليس من البر الصوم في المرض ، بل ربما كان المريض أولى من المسافربهذا ، لأن المسافر الذي يشق عليه السفر يجب عليه الفطر خشية المرض ، فالمرض أشدخطرا ، ولهذا قدم في القرآن على السفر .
فالقول الفصل في الصيام المريض أو عدمه هو للطبيب المسلمالمعالج ، فهو أدري بحالة المريض وعلاجه ، وهو الذي يعطي المريض النصيحة المثلىوالإرشادات المناسبة . فإذا سمح لمريضه بالصيام ، حدد خطة العلاج ، وقد يضطر لتعديلطريقة تناول الدواء أو عدد جرعات الدواء .
يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام ، فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعنيجهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر . فإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بهاالقلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
إذا لميكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان . أما إذا كانت لديهمحصيات ، أو قصة تكر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشربالمريض السوائل بكميات كافية . ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيامفي الأيام الشديدة الحرارة ، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة . ويعود تقدير ذلكللطبيب المعالج ، وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائلفي المساء وعند السحور ، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار ، كماينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسراتوغيرها .
إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكرالصيام ، فينبغي على المريض الالتزام بوصايا الطبيب ، والمحافظة على نفس كميةونوعية الغذاء الذي وصفه له .
ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان ، والإكثار من تناول الماء ، والإقلال منالنشاط الجسدي أثناء فترة الصيام ، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب . وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كانذلك الوقت قريبا .
كثيرا ما تتحسن حالةهؤلاء المرضى في شهر رمضان ، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنىعشر أو التهاب في المرئ أو أي سبب عضوي آخر.
فالصيام حركة في النهار سعيا وراء الرزقالحلال . وهو حركة في الليل في صلاة التراويح ، وهو دعوة لجسم سليم ..وقلب تائب لله، طامع في رحمته .
فالصيام عند البعض كسل جسدي ، وانفعال نفسي في النهار ، وتخمة وسهر فياللهو والعبث في ليل رمضان .
أليس حراما أن نضيع هذا الموسم الفياض بالخيرات كلعام ؟
أليس رمضان موسما للطاعة والعبادة ، وموسما للصحة والسعادة ، وفوق هذاوذاك رحمة ومغفرة وعتقا من النار ؟!