قرية محمد بن راشد التراثية شاهد على التراث الجبلي برأس الخيمة
الاتحاد:
تعتبر القرية التراثية التي أنشأها المواطن سعيد عبدالله الظهوري القابعة بين أحضان جبال منطقة شعم شمال إمارة رأس الخيمة العام 1995، والتي تحمل عبق ونكهة الموروث الجبلي لأهل الإمارات، شاهداً حياً على الزمن الماضي الجميل وترسيخاً للقيم والمفاهيم التي تركها الآباء والأجداد في ذاكرة الأجيال الصاعدة.
وفي هذا الإطار، قال سعيد الظهوري إنه على الرغم من التطور الكبير الذي تشهده الدولة في مختلف مناحي الحياة والذي أصبح نموذجاً يحتذى به، إلا أنه في دولة الإمارات، ما زالت الحضارة تعانق التطور وذلك وفق توجيهات قيادتنا الرشيدة التي ما زالت تسير على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي قال عبارته المشهورة «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل». ولفت الظهوري إلى أن «هذا هو ما دعاني إلى الحفاظ على تراث الآباء والأجداد لتعريف الجيل الحاضر به خوفاً عليه من الاندثار».
قرية محمد بن راشد
وقال الظهوري إنه أطلق على القرية التي تجسد حياة أهل الإمارات من سكان المناطق الجبلية في الماضي في العام 2024 اسم قرية محمد بن راشد للتراث تعبيراً عن مشاعر الحب والوفاء والعرفان التي يكنها تجاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وتقديراً لجهود سموه الكبيرة في خدمة و رفعة الوطن والمواطنين مما أدى إلى ارتفاع معدلات التنمية في ربوع الدولة بمعدلات عالية. وأشار إلى أن القرية التي تفتح أبوابها مجاناً لزائريها أصبحت مقصداً للأهالي بمختلف أعمارهم، ولطلاب وطالبات المدارس وللسياح من عشاق البيئة الجبلية ورياضة تسلق الجبال على مدار العام، حيث زارها منذ إنشائها أكثر من 5 آلاف شخص، «قدمت لهم شرحاً كاملاً عن حياة الآباء والأسر التي سكنت المناطق الجبلية في الماضي العريق لدولتنا».
البيت الحجري
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأوضح الظهوري أنه أسس القرية على أرضه المحاذية لجبال شعم بمساحة تزيد على عشرة آلاف متر مربع بجهود شخصية وعمل على تطويرها والارتقاء بها منذ أكثر من عقد من الزمان، لافتاً إلى أنه أضاف إليها الكثير من القطع والنماذج التراثية التي ورثها أباً عن جد، إلى جانب ما قدمه عدد من الأهالي إلى القرية التي يعود عمرها إلى مئات السنين. وأوضح أن القرية تضم المنزل الجبلي القديم المشيد بحجارة جبال رأس الخيمة والمغطى بسعف النخيل، وله باب يحمل اسم «الزفاره» والذي يضم مختلف المستلزمات التي كان يستخدمها الأهالي في الماضي من معدات إضاءة كانت تعتمد عليها الأسر ويطلق عليها اسم «الفنر»، إضافة إلى ما يحتويه من غرف نوم وجلوس ومعدات طهي فخارية ونحاسية، كما المواقد والحطب الذي كان يقطع من الأشجار الجبلية، ومستلزمات تغطية الطعام والمفارش المصنوعة من سعف النخيل و معدات حفظ المياه الخاصة بالشرب والطهي وصنع اللبن، وهي مصنعة محلياً. وأضاف الظهوري أن البيت الجبلي يضم كذلك الحلي والفضيات والملابس التي كانت ترتديها النساء والشابات والصغار، إضافة إلى لبس الرجال والشباب والأطفال، بالإضافة إلى الأسلحة النارية والسيوف والخناجر التي كانت مستخدمة في تلك الفترة، لافتاً إلى أن البيت يضم المجلس، الذي كان يتم فيه استقبال الضيوف، وما كان يتضمنه من جلسات عربية و»دلال» قهوة، إضافة إلى «الدكة» التي كانت تستخدم في الماضي لجلسات السمر والحديث في الصيف بين الرجال والأهالي حيث كانت تبنى مرتفعة عن الأرض لتحميهم من الحشرات والزواحف الخطيرة التي كانت منتشرة في المناطق الجبلية، كما المراجيح ومختلف الألعاب التي كان يلهو بها الأطفال في ذلك الوقت.
زراعة القمح
ولفت الظهوري إلى أنه يقوم منذ 15عاماً بزراعة القمح أو البر (الحب) خلال فصل الشتاء على ثلثي أرض القرية وذلك بهدف الحفاظ على «تراث الآباء والأجداد الذي ما زال يجري في دمي حتى الآن وأعمل على تواصله مع أبنائي السبعة». وأوضح أن المزرعة تضم طريقة الري التقليدية القديمة من بئر كان يعبأ بمياه الأمطار، إضافة إلى وجود الرحى التي كان يطحن فيها القمح بعد حصاده وضربه لفصله عن ساقه، ومخزن الحب (الينز) الذي كان يخزن فيه الآباء محصول القمح على مدار العام، بالإضافة إلى وجود التنور الذي كان يستخدم لإعداد الخبز بعد طحنه بالرحى التي يطحن فيها حب القمح وحصى عجن الدقيق التي تؤكد بمجملها مدى التكافل الاجتماعي الذي كان متواجداً بين الأهالي في تلك الفترة الجميلة. وأضاف الظهوري أنه ما زال يصعد يومياً بسهولة ويسر إلى الجبل المحاذي لقريته التراثية الذي يرتفع فوق سطح الأرض 500 متر، للتمتع بطبيعة الجبل الخلابة ولجمع العسل الصافي من المناحل التي تتربى على سفوح الجبال، لافتاً إلى أن «المناحل في وقتنا قلت مقارنة بالماضي وذلك نتيجة قلة سقوط الأمطار». وطالب الجهات المختصة في الدولة دعم مثل هذه المبادرات الشخصية الداعية للحفاظ على التراث سواء كان جبلياً أو بدوياً أو زراعياً أو ساحلياً لأنه «يمثل حياة أهلنا في السابق ويعيد أبناءنا لذاكرة الماضي المبدع الذي يعد مفخرة يعتز بها الوطن والمواطنون»
مآشآء آلله 5 آلآف .. عيل آنآ مۈ منهم هع
تڛلم آلرآصد ع آلطرررح }~
تم مسح التوقيع من قبل الاداره .. لوجود كود فايرس في التوقيع الفلاشي