نساء رأس الخيمة يطالبن بنوادٍ تقيهن الاختلاط 2024.

نساء رأس الخيمة يطالبن بنوادٍ تقيهن الاختلاط

تلاحقنا الأمراض بمنازلنا ولا نجد “مكانا” نتريض به، جملة تجدها على لسان معظم “النساء اللواتي خرجن من منازلهن للتريض درءا لأمراض العصر، وبحثاً عن “صحة” مثالية واغتنام أمثل للوقت، إلا ان ما يشوب ذلك المقصد أو تلك الظاهرة الصحية أنه لا يجد النساء مكاناً مخصصاً لهن لممارسة الرياضة، ويبقين عرضة “لشتى المضايقات” كما ان المرأة خاصة في المناطق النائية تحتاج الى نوادٍ نسائية تقدم خدماتها المختلفة لمن تريد منهن ان تحافظ على صحتها ووقتها، سواء بالمشي أو الانضمام الى ورشة تدريبية أو أخرى ثقافية .

قالت “ربة أسرة”، وهي تمشي خطواتها السريعة مع قريباتها الثلاث، إننا من حوالي اربعة أشهر ونحن نتريض في هذا المكان نلف حول المصلى عدة دورات متتالية، ونتمتع بالهواء الطلق والمكان الفسيح، إلا اننا نرى العجب، ولا نزال طالما لم نغير مكان “التريض”، فيومياً نرى أشكالاً متعددة من تحرشات ومضايقات الشباب، ومن الصعب علينا أن نغير المكان، إذ لا يوجد غيره حالياً عدا شارع الكورنيش الجديد الذي يزدحم عادة بالرجال والعائلات كذلك .

وتضيف “حصة”: في أحد المرات تفاجئنا بحركات أحد الشباب، وهو يرجع سيارته بقوة علينا مما أفزعنا وتركنا في حالة هستيرية، أضحك علينا الشباب الآخرين، وهو ما كان يقصده الشاب من تلك الحركة الا اني ابلغت الشرطة فأوضحوا لي ان عليّ تقديم بلاغ في مركز المدينة، وذهبت وقدمت بلاغاً إلى ان قبض على الشاب “الذي لم يكمل بعد عامه الثامن عشر” وأخذ جزاءه .

وتتابع: المتريض بجانب المصلى خلف مسجد الشيخ زايد، يرى يوميا مشاهد مخلة بالآداب وسلوكيات لا تليق بعاداتنا وقيمنا التي تربيا عليها، إلا انها للأسف تبدر من الجنسين “شباب وبنات” اذ تلجأ الكثير من الفتيات لتمضية الفراغ بالتمشي في تلك الأماكن مع قاصديها للتريض الا انهن يشجعن الشباب على اللحاق بهن من خلال الملابس اللاتي يلبسنها والماكياج وغيرها من المظاهر، وحين لا يرى الشباب تلك النماذج يظن ان الجميع على شاكلتهن، فتبدأ المعاكسات والحركات والمضايقات علينا .

وتضيف: كنت مع قريباتي أثناء صلاة العشاء نتريض في المكان نفسه إلى ان استوقفنا موقف لا يمكن وصفه، لا اعتقد انني رأيته من قبل، في مكان “طلق” فسيح وخلف اكبر مسجد في الإمارة، كما اني لم أتوقع ان تصل تلك الحركات “إلى ممارسات خادشة للحياء وعلى مرأى من الجميع، لذا أتمنى ان تتوفر في المكان على وجه السرعة دوريات شرطة لإقرار النظام والأمن بصورة دورية مستمرة لكي لا تنتشر تلك المظاهر المسيئة لمجتمعنا، ولعدم السماح للمخربين والشباب الطائش ان يخرب “سمعة” المكان للممارسة سلوكه غير السوي .

وقالت مريم “أمارس الرياضة يوميا حول مصلى العيد برأس الخيمة مرتين، وأشاهد الكثير من السلوكيات الشاذة على مجتمعنا يوميا الا انني لا أعيرها انتباها طالما ان هدفي هو ممارسة الرياضة .

وقالت ثلاث مواطنات اخريات كن يتريضن حول مصلى العيد على كورنيش القواسم ان “النساء” كن أول من مشين في هذا المكان واكتشفنه كمكان للمشي وما لبث ان شاركهن الرجال في الممشى رغم توفر عدة خيارات لهم في أماكن عدة للتريض الا أنهم يصرون على مزاحمة النساء في مكانهن المفضل والوحيد .

وتقول إحداهن ان الإمارة تفتقر إلى النوادي النسائية سواء كانت رياضية أو ثقافية كما ان جمعية نهضة المرأة وهي الجمعية الوحيدة تقريبا تهتم بالنساء لم تأخذ على عاتقها البحث عن أماكن للنساء، ومن الممكن اذا تبنت الجمعية مطالبنا ان تستغل مساحة المصلى الكبير بحيث تفتح فقط لممارسة النساء الرياضة بعيدا عن الاختلاط، ويستغل كذلك نادي الفتيات ويفتح كنادي للسيدات يضم جميع الأنشطة نظراً لكبر مساحته .

رزاز عبدالله “من منطقة شعم، برأس الخيمة، أكدت ان النساء في المناطق النائية غالبا ما يقضين وقت الفراغ أمام التلفاز خلف الجدران الاسمنتية إذ تفتقر مناطقنا النائية للنوادي والمراكز الثقافية النسائية، وطالبنا عدة مرات بافتتاح النوادي أو إنشاء مراكز خاصة للنساء تضم مكتبة ونادي قراءة وصالة رياضية، لكن الى الآن لم يجد جديد في هذا الأمر .

وتقول حليمة الرئيسي “ربة منزل”: اعتقد ان إنشاء ناد للسيدات في رأس الخيمة بات من الاحتياجات الملحة التي ينادي بها ربات المنازل والموظفات، إذ تملك الكثيرات الملل والضيق وأصبحت المشكلات تفتعل على اثر تلك الحالة الرتيبة، والحاجة لنادٍ تقصده النساء وتنظم فيه عدة مناشط أضحى مطلباً أساسياً لكل امرأة في الإمارة .

وتضيف: “من فترة زمنية طويلة وددت ان اطرح السؤال وارفع الطلب الى جهة مسؤولة و لا اعلم أيه جهة هي المسؤولة عن إنشاء تلك المراكز هل الجهات المحلية ام الاتحادية وأي وزارة هل الشؤون الاجتماعية ام الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وظل سؤالي معلقا حيث لا اجابة أو تعليقاً .

وأوضحت زينة خميس المهري عضوة مجلس الأمهات في منطقة رأس الخيمة التعليمية ان النوادي الصحية والرياضية في الامارة جميعها تجارية لا يهمها الا العائد المادي دون النظر الى الفائدة التي تحصل عليها كل امرأة شاركت في برامجهن موضحة ان كثير من الجهات التجارية تستغل حاجة المرأة الى أماكن خاصة لها برفع الأسعار من دون رقابة أو متابعة من الجهات المسؤولة .

فوزية علي مبارك عضو مجلس الأمهات في منطقة رأس الخيمة التعليمية أشارت إلى ان بناتها في أيام العطل المدرسية يلحن عليها للذهاب إلى نادي الفتيات في الشارقة، حيث توجد الأنشطة وصالات التزلج الخاصة بهن .

العميد عبدالله خميس الحديدي مدير إدارة البحث الجنائي في شرطة رأس الخيمة، أكد ان دوريات الشرطة متواجدة حول مصلى العيد على كورنيش رأس الخيمة، بين فترة وأخرى، ونتخذ قرارات إدارية وقضائية حيال الشكاوى التي تأتينا من المتريضين في المكان، موضحا ان المكان “عام” ويساعد بعض مرتاديه على التستر بين المتريضين والمتواجدين في المكان ليمارسوا سلوكهم غير السوي .

وأضاف ان الشرطة تتخذ إجراءات إدارية للمخلين بالآداب في حال ضبطتهم في المكان الا ان الكثير من الظواهر والسلوك غير السوي لا تستطيع الشرطة التدخل فيه نظرا لتعلقه بالحريات الشخصية، ومعظم الشكاوى تتعلق بسلوك مرفوض يتم التعامل فيه بشكل إداري ولا يصل إلى حد “الجريمة” .

وأكد الحديدي ان على المتريضين والمتواجدين في المكان التعاون مع الشرطة والإبلاغ عن أي مضايقات او تحرشات من خلال الاتصال بغرفة العمليات على رقم 999 التي من شأنها ان تتلقى مختلف البلاغات وتوجهها للجهات المختصة بالشرطة فيما تنتقل الدورية إلى الموقع وتستمع للمشكلة من المبلغين وبعدها توصل الشكوى إلى مركز الشرطة المختص .

أما عن تخصيص المكان ممشى للنساء، أو فتح المصلى لممارستهن الرياضة، فليس ذلك من اختصاص الشرطة

جريدة الخليج