أسطوانات غاز الشركات والمحال الخاصة قنابل في المنازل
ارشيفية
- المواطنون: أنابيب متهالكة وقابلة للانفجار في أي لحظة
- أصحاب المحال: المستهلكون مسؤولون عن تآكل الأسطوانات
- الدفاع المدني: الرقابة على مدار الساعة وشروط صارمة للتراخيص
الاتحاد : شروق عوض
تشعر سارة عبدالله بالقلق في كل مرة يصل فيها عامل نقل أسطوانة الغاز إلى منزلها لتبديلها، وهي دائمة الاتصال بمحل تسويق تلك الأسطوانات، وتستغرق كل مكالمة 10 دقائق لتأكيد ضرورة إرسال أسطوانة جديدة من أجل سلامة أطفالها، لكن أقدم أسطوانة وجدت لديه من حيث علامات القدم الواضحة عليها، وعوضاً عن تسلّمأسطوانة صفراء اللون، فإنها تتسلم واحدة نحاسية اللون صدئة عفى عليها الزمن.وسارة امرأة عاملة تترك فلذات كبدها عند خادمة لا تمتلك حسن وسرعة التصرف في حال حدوث مكروه، ولهذا تصر في كل مرة تحتاج فيها إلى أسطوانة غاز جديدة إلى التركيز على جلب الأحدث منها، حرصاً على سلامة وأمن أطفالها، لكن المحل مصمم على نقل أقدم أسطوانة لديه، ما يعرض سلامة أسرتها للخطر.بعض محال بيع أسطوانات الغاز يتحكم بالأسر وينقل إليها أسطوانات متآكلة تمثل خطراً داهماً على الأفراد والممتلكات.يقول محمد النعيمي: «أسطوانات غاز الشركات الخاصة قنابل موقوتة في منازلنا، لعدم اكتراث تلك الشركات بصيانتها ومحاولة تحقيق أعلى نسب من الأرباح تجنيها من دون دفع أي مبالغ للصيانة».وأشار إلى أنه يتعامل مع شركة «أدنوك» الوحيدة التي تركز على خدمة الجمهور بتقديم أفضل الأسطوانات، وأضافت صمام أمان إلكترونياً لحماية الأفراد من الحرائق، وبمجرد علمه بخدمة شركة «أدنوك» سارع بتسجيل اسمه لديها لمده بأسطوانات غاز لأن الشركة لا تضع نصب عينيها تحقيق الأرباح، وإنما حماية المواطن أولاً وأخيراً، وخير دليل على ذلك رخص أسعارها.
أسطوانات حديثة
وطالب بقية الشركات بالسير على نهج «أدنوك» من حيث اهتمامها بمنح الجمهور أحدث الأسطوانات بلونها الأزرق، كما لو أنها خرجت من المصنع للتو، إضافة إلى أنّ أسعارها في متناول الجميع، حيث يدفع 20 درهماً للأنبوبة الصغيرة.
وقالت تماضر قاسم إنّ محال بيع الأسطوانات وبعد تعميم بعض الإمارات خدمة مد الغاز عبر أنابيب في العمارات والأبراج والمساكن، باتت تتعمد تلبية طلبات السكان بسرعة قصوى والتوصيل للجمهور من دون تركيز على صيانة الأسطوانات، حيث تصل الأسطوانة إلى المنزل بلون يعجز المرء عن تمييزه لشدة قدمها، واندثار لونها مع مرور الزمن.
وقالت: «لا أستطيع وصف حال أسطوانة الغاز التي يوصلها العامل، ما يدفع ربة المنزل إلى اتباع وسائل بدائية بالتأكد من سلامة الأسطوانة، وهو ما يصعب أن يطبقه الناس في ظل تطور الحياة وتسارع وتيرتها، فربة المنزل تكون على مدار الساعة متأهبة لمتابعة شؤون منزلها وأطفالها الذين يستنزفون طاقتها ولا يعقل أن تنشغل بتنظيف ومراقبة أسطوانة وصلت إلى منزلها من شركة يفترض أن يكون هذا الأمر إحدى خدماتها».
منظر سيئ
وأبدى كاظم الخوالدة امتعاضاً شديداً من استهتار محال بيع أسطوانات الغاز، وقال: «لا أستطيع وصف الأسطوانة التي يوصلها العامل إلى منزلي، فمنظرها سيئ، الأمر الذي يدفعنا إلى تلاوة الأدعية لحماية العائلة».
وعن سبب عدم إرجاع الأسطوانة التي يشك بأمرها، قال: «ناشدت مرة عامل التوصيل بإرجاعها ولبى طلبي فعلاً، ولكن عبر منحي أسطوانة شبيهة بالسابقة، كما عمدت إلى تبديل المحال، ولكن على ما يبدو أنّ جميعها تقدم ذات الخدمة ببيع أسطوانات متهالكة، وهو ما دفعني إلى مناشدة الجهات المسؤولة عن تلك المحال والدفاع المدني تحديداً إلى المراقبة».
وقال محمد علي، مالك غاز الغرب في الشارقة، إنّ مسألة تأمين أسطوانات جديدة للزبائن صعبة جداً لارتفاع تكلفتها، ولا يستطيع محل بيعها وتكبد الخسائر، لأنّ هامش الربح منخفض، إذ لا يحصل على فائدة من وراء نقل أسطوانة واحدة للزبون مهما كان حجمها سوى 12 درهماً، وهو مبلغ زهيد جداً، فالربح من توصيلها للمنازل منخفض ولا يستفيد منه مالك المحل، حيث يقوم بتوزيعه على إيجار المحل ورواتب عمال التوصيل ووقود سيارات النقل التي تم تقليصها مؤخراً إلى سيارة واحدة نتيجة انخفاض طلبات الزبائن على شراء أسطوانات الغاز ولجوئهم إلى استخدام غاز إمارة الشارقة الطبيعي عبر أنابيب مدت إلى بيوتهم، وتحديداً تلك المباني والأبراج والمساكن الحديثة.
مسؤولية الزبون
وأكد أن عطب الأسطوانات وقدمها يقع على عاتق الزبائن الذين يهملون صيانتها ونظافتها، ما يدفع أصحاب محال بيعها إلى التذمر والشكوى لأنهم لا يملكون القدرة على إلزام شركات التعبئة بضرورة تزويدهم بأسطوانات جديدة لارتفاع أسعارها.
وعن قيمة أسطوانات الغاز، قال: «تبلغ قيمة الأسطوانة الكبيرة 270 درهماً، والمتوسطة 135 درهماً، والصغيرة 75 درهماً».
فيروز خان، مالك محل الأصيل لتوزيع الغاز في دبي، أكد أنّ فرق الدفاع المدني تقوم بالتفتيش على أسطوانات الغاز بشكل دوري ومفاجئ، وهو أمر يصعب التشكيك فيه، وإهمال الأسطوانات يقع على عاتق الزبائن غير المبالين بإعادتها إلى محال البيع بصورة لائقة ونظيفة.
طرق الوقاية
أما الدفاع المدني في دبي، فقد ناشد سكان الإمارة عبر «الاتحاد» باتباع طرق عدة للوقاية من حوادث الغاز في منازلهم، أهمها فحص الأسطوانة وتمديدات الغاز المتمثلة بالأنابيب والخراطيم والصمّام، والتأكد من سلامتها وتجنب تعرضها للحرارة والعوامل الجوية التي تتسبب في إتلافها واستبدال التالف منها فوراً. وأكد اللواء خبير راشد ثاني المطروشي، مدير عام الدفاع المدني بدبي، قيام الدفاع المدني بالتفتيش المفاجئ والدوري على محال بيع الغاز، ومستودعات التخزين، وسيارات نقل الغاز، والتأكد من صلاحيتها، مشيراً إلى أنّ هناك اتفاقية بين الدفاع المدني، و(RTA)، تعقد بموجبها اجتماعات دورية بين الطرفين، خاصة العمل المشترك لأغراض الفحص والنقل والتدريب والتفتيش الخاص بسيارات نقل المواد الخطرة. وأكد ترخيص سيارات نقل المواد الخطرة، ومنها سيارات نقل وتوزيع أسطوانات الغاز، ما لم تكن مرخصة من الدفاع المدني، ويكون سائقها ومساعده قد حصلا على دورة تأهيلية في قيادة مركبات توزيع الغاز ومنحا بطاقة تصريح بذلك، وتكون المركبة قد حصلت على تصريح من أحد مركزي فحص مركبات نقل المواد الخطرة في دبي.
وأكد تولي شركات مرخصة من الدفاع المدني والجهات المختصة الأخرى عمليات إنتاج وتسويق وتوزيع أسطوانات الغاز وفق أعلى معايير السلامة، في مراحل التصنيع والتعبئة والنقل والتوزيع كافة. وأشار إلى أنه يُستخدم حالياً منظم لأسطوانات الغاز ذو كفاءة عالية من حيث سهولة الفك والتركيب، وله خاصية قطع الغاز في حال حدوث تسرب خارجي من أنبوب أسطوانة الغاز.
الأمن والسلامة
وبشأن التصرف عند اكتشاف تسرب للغاز، يقول المطروشي: «إذا شمّ أحد الأفراد الموجودين بالمنزل رائحة غاز، فعليه ألا يحاول التعامل مع مفاتيح الكهرباء بالتشغيل أو الإيقاف، وألا يقوم بتشغيل مراوح الشفط، أو إشعال أعواد الثقاب، لتجنب حدوث انفجار، وإنما يتوجب عليه:
إخلاء المنطقة من جميع الأشخاص، وإحكام غلق صمام الغاز، وإطفاء مصادر الاشتعال القريبة، وتهوية المكان بفتح النوافذ والأبواب، وتحديد مصدر التسرب وإصلاحه من قبل المختصين.
الطرق السليمة للتخزين
يجب عدم تخزين أسطوانة الغاز داخل المطبخ.
يجب وضع الأسطوانة داخل خزانة محكمة الغلق، وجيدة التهوية، بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، وبعيدة عن المواد القابلة للاشتعال أو الاحتراق.
عدم رمي أو دحرجة الأسطوانة.
إرشادات يتوجب اتباعها:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
لتجنب تسرب الغاز عند الطهي، يجب التحكم بقوة اللهب في حدود المعقول حتى لا ينسكب ما يُطهى على الموقد ويتسبب ذلك في تسرب الغاز.
عند تشغيل الموقد أو الفرن يشعل أولاً عود الثقاب ومن ثم يفتح الموقد.
زود مطبخك بجهاز كاشف لتسرب الغاز.
يجب إبعاد الأسطوانة عن متناول الأطفال.
يجب استخدام موصلات الغاز الجيدة، وإحكام ربطها بالأسطوانة والموقد لمنع حدوث أي تسرب.
آلية المراقبة
وحول آلية تنفيذ مراقبة تلك المحال بشكل دوري، قال أكد اللواء خبير راشد ثاني المطروشي، مدير عام الدفاع المدني بدبي،: «هناك ثلاث طرق يسلكها الدفاع المدني في المراقبة، إحداها تفتيش محال ومستودعات ووسائل نقل الغاز دورياً لأغراض تجديد الترخيص، إضافة للتفتيش المفاجئ، والثانية تتمثل بوجود فريق مشترك يضم الدفاع المدني والشرطة و«RTA» يقوم بالتفتيش المفاجئ على سيارات نقل المواد الخطرة مرتين في الأسبوع، أما الثالثة فتطبق على جميع سيارات نقل المواد الخطرة مزودة بنظام تتبع وهو شرط إلزامي لترخيص تلك المركبات، حيث تجري مراقبتها من غرفة عمليات الدفاع المدني أينما كانت في الدولة، ولأغراض السلامة العامة لا يسمح لها بالوقوف في المناطق السكنية أكثر من عشر دقائق في المرة الواحدة لأغراض التنزيل والتحميل، ويحاسب المخالف وفق قرار مجلس الوزراء رقم 24 لسنة 2024، الذي تضمن 21 نوعاً من المخالفات الخاصة بتخزين ونقل وتوزيع أسطوانات الغاز».
وأوضح أنّ من طرق الوقاية من حوادث الغاز أيضاً، التأكد من أنّ خرطوم التوصيل المطاطي خال من التشققات وذو نوعية جيدة، وأنّ طوله مناسب لتجنب تكَوِّن التواءات حادة تؤدي إلى تشققه، والتأكد من عدم وجود تسرب باستخدام رغوة الصابون، فإذا ظهرت فقاعات دلّ ذلك على وجود تسرب ما، وتجنب الكشف عن التسرب بوساطة أعواد الثقاب أو الولاّعات، إضافة إلى وجوب فحص المواقد والأفران والتأكد من نظافتها وعدم انسداد منافذ الغاز، والتأكد من تحويل مفاتيح مواقد الغاز من وضع التشغيل إلى وضع الإيقاف بعد الانتهاء من الاستخدام، وغلق مصدر الغاز عندما لا تكون تلك المواقد قيد الاستعمال، أو عند الذهاب للنوم أو عند مغادرة المكان.
وحول دور الدفاع المدني في تجنيب الأهالي مخاطر اندلاع الحرائق المتسببة فيها أسطوانات الغاز، بيّن المطروشي بالتأكيد على أنّ «الدفاع المدني» يعمل مع شركائه في القطاعين الحكومي والخاص لتطبيق أعلى معايير السلامة، وأفضل الممارسات في تداول أسطوانات الغاز بمراحلها كافة المتمثلة في التصنيع والتخزين والنقل والتوزيع والاستخدام.
وأكد أنّ حرائق الغازات القابلة للاشتعال تعتبر من حرائق النوع الثالث (C)، وتشمل الغازات البترولية المسالة كالبروبان والبيوتان، وتستخدم الرغاوى والمساحيق الكيماوية الجافة لمواجهة حرائقها في حالة السيولة عند تسربها على الأرض، وتستخدم أيضاً رشاشات المياه لأغراض تبريد عبوات الغاز.