سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
حديث الذكريات.. روى ذكريات ركوبه على ظهر «البوم» مع الأطفال
* الاتحاد
كان الابن راشد قريبا من جده، وكان ينوب عنه في أعمال كثيرة وباعتباره عميدا للأسرة كان له دور فعال في الإمارة، لما له علاقات واحترام بين الأهالي، وبعد وفاته أصبح راشد والد سالم هو المسؤول عن قبيلة آل علي من بعده.
يتحدث سالم إلينا قائلا إن منزلهم الذي سكنوا فيه كان عبارة عن مدرسة أخرجت أجيالا متعلمة، كما سكن فيه الأعمام والأخوال والجد الكبير، وبعد ذلك حين أصبح قديما انتقلت الأسرة إلى منطقة الظيت، وعندما أصبح راشد في عمر يؤهله لدخول المدرسة تم تسجيله في مدرسة القاسمية، ولا يزال مبنى تلك المدرسة موجودا حتى اليوم.
على ظهر «البوم»
لم يكن يشغل سالم اللعب مع الصبية كثيرا، ولكنه حين يجد الفرصة كان يحب اللعب معهم قرب البحر، خاصة أن لهم بوما كبيرا يسمى النمر، والبوم هو السفينة الخشبية الضخمة في ذلك الوقت، وحين يصل النمر إلى الشاطئ قادما من رحلات التجارة، يذهب سالم مع مجموعة من الأطفال والفتية للركوب على ظهر البوم، ومن رفاقه محمد الكاز وعبدالله الزيدي رحمة الله عليه، ومحمد السودان، وكذك عبدالله بوزيد وفالح جابر، حين يذهب إلى المدرسة يرافق في كثير من الأحيان سالم الحمادي ومحمد بوليلة.
يقول سالم ربما في الطفولة البعض لم يكن لديه الطموح، ولكن في مرحلة ما كان للكثيرين منا أحلامهم وطموحاتهم، حيث فضل بعضهم ترك الدراسة والتعلم لظروف خاصة، واتجهوا للعمل خاصة أن الدولة عند قيامها شجعت على الانخراط في السلك الشرطي والعسكري، وكانت حكومة أبوظبي قد سبقت في استقطاب الشباب وحتى من كانت لديهم خبرات ولو لم تكن لديهم شهادات علمية.
دراسته في مصر
وكان سالم من الطلبة الذين صبروا من أجل أن يكملوا تعليمهم، لكنه في طفولته كان يحب مثل غيره أن يخرج للعب، ولكن ناظر المدرسة الأستاذ عبدالحميد، كان يرسل لهم من يعود بهم إلى المدرسة، ولأن سالم كان وحيد والديه، فقط كان مدللاً، ولكن في ذات الوقت كان الكل يشجعه على الدراسة والحفظ والحصول على أفضل الدرجات.
رافق ذلك الكثير من الخوف عليه من أية مخاطر قد يتعرض لها عند الخروج، والكثير من القلق أيضا ولكن ذلك لم يؤثر في شخصية سالم، بل دفعه للحرص على إبراز قدراته وثقته بنفسه، وبأنه فتى يمكن الاعتماد عليه، ولذلك ما أن أنهى تعليمه حتى فكر في الالتحاق بكلية الشرطة في جمهورية مصر العربية من أجل الحصول على البكالوريوس، وقد سافر الكثيرون بعد الحصول على منحة من وزارة التربية والتعليم، إلا أن الأهل رفضوا خشية عليه، ولكن بعد تدخل بعض الوجهاء والأقارب، تم منح سالم الفرصة من أجل إبراز قدراته، وسافر للدراسة في مصر على نفقة والده، وكان يرسل له كل مايحتاج إليه.
وفي مصر لم يتأثر سالم بمجتمع المدينة، ولم ينجرف خلف الحرية المتاحة في ظل غياب الأهل وعدم الرقابة، فقد كان محصنا بالإيمان بالله ومن ثم بالوازع الديني، وبأنه في مهمة عليه أن ينجزها على أكمل وجه، ولم يعن ذلك أن يغلق الأبواب على نفسه، حيث كان يتطلع إلى الإندماج مع المجتمع الطلابي من أجل العلم، وكان يرافق زميل الدراسة ماجد خليفة المري في معظم الأنشطة الثقافية والرياضية.
حلم المحاماة
بعد عامين حصل على الدبلوم، وعاد إلى الإمارات في العام 1976، فالتحق بالشرطة في رأس الخيمة برتبة ملازم، وتزوج أيضا، وكان عمله في الشرطة ضابط تحقيق مناوب، ويعمل في الفترة من الظهر وحتى فجر اليوم الثاني، ثم يحصل على إجازة ليوم ونصف اليوم، ولذلك وجد أن لديه متسعا من الوقت كي يكمل تعليمه الجامعي، فكان يخرج برفقة سائق خاص يعمل لدي الأسرة، ثلاث مرات في الأسبوع للتوجه إلى مدينة العين للدراسة بجامعة الإمارات، .
يقول سالم أن السائق، ويدعى عبد الحميد، كان يتحمل معه مشقة الطريق الذي كان في غاية الصعوبة والخطر في تلك الفترة، ولكن كان عند السائق ولاء ووفاء للعائلة حيث كان يتحمل الإرهاق لأجلي ، وقد سجل راشد في كلية الشريعة والقانون وتخرج في العام 1987 ولأنه حصل على شهادة رئيسي قانون فرع الشريعة، آثر أن يسافر إلى المملكة العربية السعودية ليلتحق بالمركز العربي لمدة عامين، لتحضير الماجستير في القيادة والقانون، حيث حصل على بعثة من وزارة الداخلية، ولأنه كان دائم التفكير في المحاماة منذ كان ضابط تحقيق، فقد اتجه لفتح مكتب للمحاماة ولكن لم يفعل ذلك إلا بعد أن تقاعد.
وقد عمل في السلك الشرطي لمدة 25 عاما برتبة عقيد، حيث عمل ضابطا للتحقيق، وضباط لشؤون العمليات، وفي العام 1988 كان مديرا لفرع المباحث، وبعد ذلك رئيسا لقسم المراكز، وفي عام 1993 شغل منصب مدير فرع تحقيق الشخصية والبصمة، وكان آخر منصب مدير إدارة مراكز الشرطة، وحين تقاعد قام بفتح مكتب للمحاماة في العام 2024.