تصاعد "الحراك الانتخابي" في رأس الخيمة
الخليج
تصاعد الحراك الانتخابي في رأس الخيمة خلال الأيام الماضية، مع بدء العد التنازلي لانطلاق انتخابات المجلس الوطني الاتحادي . وسجل مشهد الانتخابات في الإمارة مفارقات وظواهر عدة، رصدتها “الخليج”، فيما تشهد كواليس الانتخابات حالياً نشاطاً ملحوظاً من قبل المرشحين ومؤيديهم في مجالات مختلفة، اجتماعياً وإعلامياً ومادياً وإعلانياً، في إطار التحضير لخوض السباق نحو قبة المجلس الوطني الاتحادي، وفي ظل انطلاق موعد الحملات الانتخابية والدعائية للمرشحين الأحد المقبل، وفقاً لما حددته اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات في الدولة .
شكل المرشحون في رأس الخيمة فرق عمل خاصة بهم لإدارة حملاتهم الانتخابية ومساندتها، تضم في بعضها أكاديميين ومتخصصين في مجالات مختلفة وأصدقاء، يتولى بعضهم جوانب محددة في تلك الحملات، كالإعلانات والتواصل مع الناخبين وغيرها من المهام .
وشملت تحركات المرشحين خلال الأيام الماضية زيارات إلى بعض الشخصيات العامة المؤثرة، بهدف ضمان دعمها وحشد التأييد من قبل خلفياتها الاجتماعية والقبلية، ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة . ويستعد بعض المرشحين إلى تنظيم زيارات للمناطق المختلفة في الإمارة، بما فيها المناطق البعيدة والنائية، للالتقاء بأبنائها وعرض برامجهم الانتخابية .
مبارك الشامسي، رئيس بلدية رأس الخيمة وعضو لجنة رأس الخيمة، أوضح أن الدائرة ترتبط بعقود مع شركات إعلانات، تدير بموجبها الأخيرة وتستثمر مواقع الإعلانات العامة في مناطق الإمارة، التي تحظى بإقبال كبير من المرشحين، ومنها المنصوبة على أعمدة الإنارة، وهو ما يحتم على المرشح التوجه إلي تلك الشركات لعمل إعلانات في المواقع العامة لبرامجهم الانتخابية، مؤكداً أن “على أي مرشح تقديم طلب إلى لجنة الانتخابات في الإمارة، يحدد فيه ما تتضمنه حلمته الانتخابية، بما يتماشى مع قانون الانتخابات، لتبت اللجنة فيه وتمنحه الموافقة، ولا يحق لأي مرشح رفع شعارات أو تنظيم أي دعاية انتخابية قبل الحصول على إجازة اللجنة المختصة” .
ولفت الشامسي إلى عدم تقديم أي مرشح في رأس الخيمة حتى الآن طلباً لنصب خيمة دعائية لحملته الانتخابية، وفقاً لما جرت عليه العادة في الانتخابات السابقة، حيث يستثمرها المرشحون للالتقاء بالناخبين، وعرض برامجهم الانتخابية، والاستماع لمطالب الناخبين ووجهات نظرهم، وفقاً لبنود قانون الانتخابات . وتوقع تقديم طلبات بهذا الصدد خلال الأيام القليلة المقبلة .
المهندسة عائشة درويش، مديرة إدارة الهندسة والمباني في بلدية رأس الخيمة، قالت: إن الإمارة تحتوي على ألف و214 موقعاً إعلانياً مختلفاً، تنتشر في الطرق والميادين العامة بجميع مناطق الإمارة الحيوية، منها ألف عمود تضم لوحات إعلانية، بعضها يضم 4 أوجه، والبعض الآخر مكون من وجهين، بجانب 200 إعلان أرضي مستطيل الشكل، المعروف ب “موبي”، و10 لوحات إعلانات بين إلكترونية وأخرى عادية منتصبة على بعض البنايات، و4 مواقع إعلانات “يونيبول”، وهي الإعلانات الثابتة المرتفعة عن مستوى الأرض .
وأشارت درويش إلى أن جميع وسائل الإعلانات المتاحة في رأس الخيمة في الطرق والميادين العامة محجوزة بالكامل قبل نهاية شهر رمضان المبارك من قبل المرشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي عن الإمارة .
ونوهت بأن بلدية رأس الخيمة، ممثلة بقسم الإعلانات في إدارة الهندسة والمباني التابعة للدائرة، تلقت ملاحظات من قبل عدد من المرشحين حول عدم توفر مواقع لإعلاناتهم في الطرق والميادين العامة، بسبب حجزها بالكامل، وهو ما دفع الدائرة للتواصل مع شركات الإعلانات المرخصة، التي ترتبط بعقود مع البلدية لاستثمار لوحات ووسائل الإعلانات في المناطق العامة، لإزالة أي عقبات تواجه المرشحين لاستخدام حقهم في الإعلان عن أنفسهم وعن برامجهم الانتخابية، والعمل على توفير مواقع إعلانية ومساحات خاصة بهم لهذا الغرض .
وأوضحت مديرة إدارة الهندسة والمباني في البلدية أن الدائرة تبحث حالياً الحلول المتاحة للتغلب على عقبة عدم توفر مواقع إعلانية كافية للمرشحين، وتحاول توفير إعلانات بديلة، وتدرسها من حيث الأحجام، مع الحرص على التقيد بالمعايير التنظيمية والشروط القانونية المتبعة، منها عدم إعاقة حركة السير، وعدم حجب الرؤية عن السائقين، مؤكدة أن القانون الخاص بالرقابة على الإعلانات العامة المطبق في رأس الخيمة حظر في وقت سابق اللوحات الإعلانية الخشبية المتحركة “المؤقتة”، التي كانت متفشية في مراحل سابقة، للإعلان عن بعض المناسبات الاجتماعية والفنية والاقتصاية والفعاليات العامة، لتأثيرها في حركة المرور وحجبها الرؤية عن السائقين ومساسها بالمشهد الحضاري العام لمناطق الإمارة .
بدورها، دخلت مواقع المنتديات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، التي يطغى العنصر الشبابي على مرتاديها وأعضائها، على خط الحملات الانتخابية في رأس الخيمة بقوة ملحوظة وبصورة غير مسبوقة .
وحسب مراقبين، ساعد الانتشار الكبير والإقبال الضخم على تلك المنتديات خلال الأعوام الماضية على تعزيز لجوء المرشحين للترويج لأنفسهم وعرض برامجهم الانتخابية من خلالها، إضافة إلى غلبة شريحة الشباب على أعضاء القوائم الانتخابية، ممن يحق لهم الترشح والتصويت في الانتخابات المقبلة، الأمر الذي دفع المرشحين إلى استغلال تلك النافذة الإلكترونية لمخاطبة العنصر الشبابي تحديداً من الناخبين .
وقال أحمد ناصر الطنيجي، صاحب ومؤسس مدونة الرمس على الشبكة العنكبوتية: “إننا فوجئنا بحجم الإقبال من قبل المرشحين على حجز مساحات إلعانية في المنتدى الإلكتروني، بصورة لم نتوقعها، وهو يشكل توجهاً جديداً من قبل المرشحين في الإمارات في آليات مخاطبة الناخبين، ويقدر حجم المساحة المحجوزة في المنتديات حالياً ب 90% من إجمالي المساحة المتاحة لهذا الغرض، مشدداً على التزام المواقع الإلكترونية بتحديد موعد الرابع من الشهر الحالي لانطلاق الحملات الانتخابية والدعائية .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
واعتبر المرشحون في رأس الخيمة أن الصحف اليومية والمواقع الإعلانية في الطرق العامة تبقى الخيار الرئيس والأكثر نجاعة، رغم بروز وسائل إعلانية جديدة على المنتديات ومواقع الإنترنت .
ويقدر سعر الإعلان على أحد المنتديات الإلكترونية، التي تستقطب شريحة واسعة من متصفحي الإنترنت في الإمارات عامة ورأس الخيمة خاصة ب 11 ألف درهم في الحد الأدنى، ويتصاعد السعر، وفقاً للمساحة ومعايير أخرى .
ورأى عدد من المرشحين في رأس الخيمة أن رفع أسعار الإعلانات في الطرق والميادين العامة أسهم في تعزيز توجه المرشحين نحو المواقع الإلكترونية، بجانب فعاليتها وتأثيرها الواسع، لا سيما بين الشباب، الذين يشكلون الأغلبية بين المرشحين والناخبين، فضلاً على حجز المواقع الحيوية والاستراتيجية لوسائل الإعلانات في الطرق العامة من قبل بعض المرشحين في وقت سابق .
واعتبر هؤلاء المرشحون أن أهم المواقع الإعلانية في الشوارع هي تلك الواقعة في محيط الإشارات، حيث يمكن للسائقين والركاب قراءة مضمونها بصورة أفضل خلال فترة التوقف .
واختارت شريحة من المرشحين في رأس الخيمة، وفقاً لمتابعين لمشهد الانتخابات في الإمارة، التنويع في وسائل الإعلان عن برامجهم الانتخابية، التي يجري التحضير لها ووضع اللمسات الأخيرة عليها حالياً، بين الإعلان في الصحف والطرق والميادين العامة والإنترنت .
وعلى غرار المرشحين في الإمارات الأخرى، شكلت مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت خياراً رئيساً للمرشحين في رأس الخيمة، ويعكف عدد منهم على إنشاء صفحات خاصة بحملاتهم الانتخابية على “الفيس بوك” و”التويتر”، لاستقطاب دعم متصفحي الشبكة . وأفادت مصادر مطلعة أن بعض المرشحين رصدوا ميزانيات ضخمة لتمويل حملاتهم الانتخابية، دون أن يتسنى تحديدها بالأرقام، وبادر بعضهم إلى حجز مواقع إعلانية على الأعمدة وسواها من جانبي الطرق والجسور على امتداد مسافات واسعة نسبياً، بينما يعمل آخرون على توفير الدعم المادي، لتمويل حملاتهم الانتخابية .
ربي يوفقهم
شاكـرة نقلك للتقرير المميز،
كـن بخير،
َ و إِغْسِلْنِيْ بِـ ثَلْجُ الْعَفُوُّ وَ آلْبَسَّنِيّ مِنْ سِتْرِكَ ’’ غَطْآ ’’