خلال لقائه مع جمعية الشحوح للتراث الوطني
عبدالملك بن كايد يشيد بدعم رئيس الدولة ومحمد بن زايد لبرامج إحياء التراث والمجالس الشعبية
الرمس.نت
أشاد معالي الشيخ عبدالملك بن كايد بن محمد القاسمي المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم رأس الخيمة، بالرعاية والدعم اللامحدود الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه حكام الامارات، وبالرؤية الثاقبة الحكيمة لجهود وبرامج إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحرص سموهم على تشيجع جيل اليوم على ممارسة الفنون التراثية والتمسك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة.
المجالس الشعبية
وأشار معالي الشيخ عبدالملك بن كايد بن محمد القاسمي هنا إلى الفكر الثاقب لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وللفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إعادة دور المجالس الأهلية في المناطق، ودورها في دعم التماسك والترابط الاجتماعي داعياً معاليه إلى تعميم هذه الفكرة على مستوى الدولة. وهي مبادرة اجتماعية رائدة، تنم عن رؤية حضارية واجتماعية نابعة من حرص واهتمام كبير على تماسك المجتمع وترابطه. وقال إن هذه الفكرة تلقى إقبالاً كبيراً من قبل أهالي المنطقة، في صورة حية تجسد معنى التلاحم الوطني بين المواطنين، الذين غمرتهم السعادة بهذه المبادرة، والعمل على توطيد أواصر الألفة والترابط واللحمة والتشاور بين الأهالي في مختلف المناطق”.
مؤكداً معاليه أن إقامة مثل هذه المجالس يأتي في إطار حرص قيادتنا الرشيدة على إحياء موروث شعبي وترسيخ العادات والتقاليد، والمآثر النبيلة والعظيمة للآباء والأجداد في التعاون والتكاتف والتضامن والتآلف بين أبناء المنطقة الواحدة، وتبادل الأحاديث حول شؤون الحياة الاجتماعية والعمل على تعزيز روح التسامح والمحبة والأخوة بين سكان المنطقة وتربية الأجيال على المبادئ والأخلاق الحميدة خاصة من قبل أصحاب الخبرة والحكمة وسداد الرأي، والتي عززها في نفوس أبناء الوطن والدنا المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
جاء ذلك خلال استقبال معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي بقصره بسيح الزهراء لسعادة عبدالله راشد بن لقيوس الشحي رئيس مجلس إدارة جمعية الشحوح للتراث الشعبي وأسرة تحرير مجلة الندبة التي تصدرها الجمعية.
وحضر اللقاء الشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس الدائرة الاقتصادية برأس الخيمة، والشيخ مروان بن عبدالملك القاسمي، وسعادة محمد جاسم درويش النعيمي الأمين العام السابق للأمانة العامة لبلديات الدولة وعدد من المسؤولين والأعيان.
إحياء التراث
وأشار معالي الشيخ عبدالملك بن كايد بن محمد القاسمي إلى الإرث الحضاري الكبير في مفاهيم وأسس الحفاظ على التراث الشعبي، التي أرساها ميدانياً بسلوكه وممارساته الشخصية الوطنية المميزة، التي كانت تمثل مدرسة حضارية رائدة للقيم لفقيد الأمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المؤسس الباني، وهو يرسم معالم طريق المستقبل والنمو والتطور والازدهار، ليس للإمارات فحسب؛ بل وللأمة العربية جمعاء، ويمضي عليها ويدعمها اليوم صاحب السمو رئيس الدولة وولي عهده الأمين.
التراث العالمي
وأثنى معالي الشيخ عبدالملك بن كايد بن محمد القاسمي على حرص واهتمام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الاهتمام بالتراث الحضاري العالمي والمحلي، وتوجيهات سموه باستقطاب العاصمة أبوظبي كبرى المتاحف العالمية، منها اللوفر وجونجهايم والمشروع الكبير في متحف الشيخ زايد، ورعاية وحضور سموه احتفالية ومهرجان إحياء تاريخ "قصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي 1793-1966 بمناسبة "مهرجان قصر الحصن"، ومرور أكثر من مئتين وخمسين عاماً على تأسيس هذا الصرح التاريخي المهيب، الذي كان يعطي إيحاء بالمنعة والقوة؛ حفاظاً على تراث القادة الآباء والأجداد، ما يعكس رؤية حضارية ثاقبة في أسس ونهج إحياء التراث المجيد، بالإضافة إلى المعارض والمهرجانات المتخصصة للصيد والصقور ومزاينة الهجن والتمور وغيرها من الفعاليات التراثية الكبرى.
المتاحف الشخصية
وكشف سموه خلال اللقاء توجيه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بشراء الأراضي المحيطة بحصن رأس الخيمة "المتحف"؛ لإنشاء وإنجاز صالات تستضيف المتاحف الشخصية في الإمارة تشجيعاً لهم.
وقال إن هذا التوجيه جاء من صاحب السمو حاكم رأس الخيمة بعد اللقاء العام الذي استضافه معاليه في قصره بسيح الزهراء لهواة المتاحف الشخصية في الإمارة، الذين يزيد عددهم عن الثلاثين شخصاً من المواطنين، كما رحب سموه بجهود تأسيس جمعية نفع عام للمتحفيين؛ كي تساهم في رعاية هذه الهواية وتعميم فائدتها للجميع.
ومعرباً معاليه عن فخره واعتزازه المشاركة مع إخوانه المواطنين، بالمشاركة في عرض مقتنياته التراثية من التحف التاريخية النادرة، التي بدأ منذ خمسين سنة متواصلة في جمعها ليعرضها في هذه الصالات لتعم فائدة الاقتناء للجميع ولينشر ثقافة الاهتمام باللقى الأثرية والمقتنيات القديمة لتاريخ الآباء والأجداد، حتى يتاح للمهتمين والعلماء والسواح وأبناء المنطقة وطلبة وطالبات المدارس، الاطلاع المباشر عليها لصعوبة التزام أصحاب المتاحف الشخصية بالزيارات المفتوحة للجمهور، وأن يكون لهيئة الآثار والسياحة الاتحادية إسهام في ذلك.
كما دعا معاليه وسائل الاعلام إلى الدقة في نشر المعلومات التاريخية الاستفادة من خبراء اليونيسكو في الشارقة في تأكيد صحة المعلومات عن اللقى الأثرية أو التاريخية؛ حتى لا يُنسب التاريخ لأي قطعة دونما دليل أو توثيق صحيح، مشيداً بدعم صاحب السمو الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لهذه المبادرة.
وهنا دعا معاليه إلى تحريك سواكن المتاحف في الإمارات وتحويلها إلى قاعات فاعلة وناطقة بالتراث والتاريخ، تاريخ الآباء والأجداد، والقيام بتنظيم مواسم وأسابيع وأيام. وهنا يدعو معاليه إلى تشكيل لجنة مشتركة من كافة المتاحف والمهتمين ووسائل الإعلام والتربية والتعليم والجامعات ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع؛ لإنجاز خارطة طريق تعيد الفائدة من هذه المتاحف، وتغرس في نفوس المواطنين وأبناءهم حب زيارة المتاحف واستقراء التاريخ المجيد للآباء والأجداد.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
يوم الجبال
وبمناسبة إطلاق جمعية الشحوح للتراث الوطني، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مبادرة إحياء اليوم الدولي للجبال، الذي يوافق الحادي عشر من ديسمبر من كل عام، أثنى معالي الشيخ عبدالملك بن كايد بن محمد القاسمي على جهود التنمية الحضرية الذي تبذلها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لسكان الجبال والمناطق الجبلية التي تحولت إلى مدن نموذجية، وحرص الجمعية على إبراز فنون وثقافة أبناء الجبال، وعموم التراث الوطني من خلال فعالياتها ونشاطاتها الدائمة.
وأشار إلى الاهتمام الأول بالمناطق الجبلية التي أولاها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المؤسس الباني، حين شمل برعايته التنموية المناطق الجبلية وبقية مناطق الدولة عموماً، وشمل المناطق بكافة متطلبات التنمية والمعاصرة للخدمات الحديثة من مؤسسات صحية وتعليمية واجتماعية وتنموية. وأشار إلى اهتمام المغفور له الشيخ زايد وتشجيعه للفنون الجبلية التي شملها ضمن الفرق الأميرية، وكان يشارك في عروضها ويستمتع بأدائها، وكان من المعجبين بفنون الرواح والندبة كثيراً، والتي يمتاز بأدائها سكان الجبال.
وأضاف معاليه: بل حرص المغفور له الشيخ زايد على زيارة أبناء الوطن في مناطق سكناهم بالمناطق الجبلية وتفقده، ووجّه بتنميتها العاجلة وتوفير كافة مقومات الحياة السعيدة، ومنها بناء آلاف المساكن الشعبية والمدارس والمراكز الصحية والمساجد ومراكز التنمية الاجتماعية والأسواق وغيرها.
وأضاف الشيخ عبد الملك بن كايد القاسمي أن أهالينا أبناء الجبال لهم دور تاريخي بطولي في صد هجمات المستعمرين، نعتز ونفتخر به وبهم جميعاً، ولهم صفات الكرم والرجولة والصلابة والقوة التي أسهمت البيئة الجبلية في تعزيزها في بنيتهم وشخصيتهم، مؤكداً سموه أن الجبال بتضاريسها الشامخة كان من الأهمية في توفير الأمن والأمان للمنطقة، وتاريخ المنطقة وسكانها من القبائل العربية دافعوا وذادوا عنها عبر آلاف السنين.
وأكّد سموه أن للمناطق الجبلية إثراء اقتصادي كبير للمنطقة، سواء في مجال الصناعات أو السياحة، وبتوجيهات من صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، تم إنجاز طريق يوصل بجبل "جيس"، وهو من أعالي القمم الجبلية في الدولة برأس الخيمة، ويتميز سفحه بانخفاض درجات الحرارة عن المناطق الساحلية، ما جعله من المعالم السياحية الحديثة التي تصل درجات الحرارة إلى دون الصفر في الشتاء.
جمعية فاعلة
وأثنى معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي، بالنهج الحضاري الذي تمضي عليه أنشطة وبرامج جمعية الشحوح للتراث الوطني في الاهتمام ببرامج إحياء التراث الشعبي والحفاظ عليه من الاندثار، بمشاركة قيادات وطنية عشقت القائد روحاً ونهجاً، توّجت بلقاء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي شدّ على أياديها ودعمها، والذي رحب بالمبادرة ووصفها بالوفاء الشعبي الكبير للتراث الوطني.
وأضاف سموه أن الجمعية فاعلة في مجتمعها وقد بلورت أشياء كثيرة قبل أن تندثر، وأظهرت لوناً فريداً من الفنون التراثية الإماراتية الجبلية دون أن يندثر، وهو اللون الجبلي، وفي اهتمامات الجمعية الأخيرة استطاعت توثيق تراث الآباء والآجداد في الفنون الجبلية واستفادت من المخزون الثقافي لكبار السن.