تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ندوة مفاتيح الوسطية "الفتاوى غير المنضبطة" قادت إلى "الخريف العربي"

ندوة مفاتيح الوسطية "الفتاوى غير المنضبطة" قادت إلى "الخريف العربي" 2024.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ندوة مشتركة ضمن جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم:
"الفتاوى غير المنضبطة" قادت إلى "الخريف العربي"

خليجية

أكدت ندوة مشتركة تحت عنوان (مفاتيح الوسطية)، ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي تتواصل حاليا، أن الفتاوى الحماسية غير المنضبطة قادت إلى "الخريف العربي"، حسب وصف المشاركين في الندوة، التي احتضنها مسجد الشيخ زايد في رأس الخيمة، بعد صلاة المغرب من يوم الجمعة الماضية.

قدم الندوة كل من الشيخ أحمد محمد الشحي، مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث، والشيخ د. محمد غيث، الواعظ بدائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة، والشيخ د. صالح عبد الكريم، عميد كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية بجامعة الجميرا في دبي، وجاءت في إطار لقاء مفتوح حضره جمع غفير من الأهالي، قدر بنحو 400 شخص، من الرجال والنساء، وسط تفاعل لافت بين المحاضرين الثلاثة والجمهور، في ظل أهمية القضية المطروحة، وارتباطها الوثيق بالقضايا المعاصرة.

وأكد المحاضرون المشاركون في الندوة، التي أدارها وقدم المحاضرين فيها، يحيى علي الجسمي، إمام بدائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة، أن الوسطية هي الدين، الذي كان عليه الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، رضي الله عنهم.

تفصيلا، أكد الشيخ أحمد الشحي، في مداخلته خلال الندوة، الدور الكبير للمثقفين والإعلام، مقروء ومسموع ومرئي، في تعزيز الوسطية والاعتدال في المجتمع، ومما يعين على الوسطية الابتعاد عن الحدة وضبط الكلمات واجتناب ردود الأفعال غير المنضبطة، في حين ينبغي مراعاة أهل التخصص في الحقول المختلفة، للخروج بأنجع الحلول ولمواجهة الغلو والتطرف.

وقال الشيخ الشحي: إن حسن التعامل مع العلماء وتوقيرهم واحترامهم هو أحد مجالات الوسطية في الإسلام، دون غلو وبعيدا عن الجفاء معهم، مشددا على لزوم العمل تحت مظلة ولي الأمر في الخطاب الديني، الأمر، الذي يدل عليه الحديث النبوي الشريف: (لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال)، وعلى الدعاة وطلبة العلم، بدورهم، العمل أيضا تحت ظل ولي الأمر، وهو مفهوم يجب العمل على ترسيخه، في حين أن من صور الوسطية طاعة أولي الأمر بالمعروف وملازمة بيعتهم وعدم الخروج عليهم.

ونوه مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم بتحذير النبي، عليه الصلاة والسلام، من الجرأة في تكفير الناس، في قوله (من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله)، وهو ما شددت عليه الشريعة الإسلامية السمحة في نصوص قرآنية وأحاديث نبوية متعددة، معتبرا أن التسرع في التكفير والتبديع بلا قيد ولا ضوابط تتنافى مع الوسطية وتقود إلى الشرور وتفتح باب الصراعات، بينما يتحتم على المسلم التزام القول الجميل واجتناب كل ما يخل بأدب الكلام، من السباب والشتائم وسواها، والانضباط في الألفاظ وانتقائها واختيار أعذب الكلمات في مخاطبة الآخرين.

وبين الشحي أن ضوابط الوسطية تشمل لزوم فهم العلماء الربانيين المعتدلين، ومن أشهرهم الأئمة الأربعة، لافتا إلى قول الإمام أحمد، رحمه الله: "إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام"، ومن السلبيات الجرأة في الدين واختراع أقوال غير مسبوقة تخالف صحيح الدين ووسطيته، بينما يستدل كثيرون بالكتاب والسنة على أفهام مختلفة، في حين أن المخرج من ذلك هو لزوم فهم الصحابة، رضي الله عنهم، مؤكدا ضرورة الرجوع إلى الكتاب والسنة في مواطن النزاع لدفع الخلاف والشقاق، والتزام وحدة المصدر، وهو الكتاب والسنة، اللذان فيهما الخير والصلاح والنجاة، في التلقي وفي فهم الوسطية، ما يحفظ المسلمين من التفرق والاختلاف

من جهته، أكد الشيخ د. صالح عبد الكريم أهمية دور العلماء وطلبة العلم في بيان الوسطية للناس، لاسيما خلال الأحداث الجسيمة والفتن، فيما حذر النبي، صلى الله عليه وسلم، من ظلم المعاهدين والاعتداء على المستأمنين أشد التحذير، لافتا إلى الخلط بين التسامح مع غير المسلمين وبين مفهوم الولاء والبراء، في حين أن من مقاصد الوسطية تحقيق التسامح مع المسلمين ومع غيرهم، وهو مبدأ عظيم ومهم جداً يجب التقيد به.

أضاف د. صالح عبد الكريم أن من مقاصد الوسطية التوازن في باب الحقوق المختلفة، من حقوق الله، سبحانه وتعالى، وحقوق عباده، والتوازن بين الدين والدنيا، وبين متطلبات الجسد والروح، وعدم إيقاع الناس في القنوط، وترسيخ الأمن والاستقرار وحفظ الدماء المعصومة، ومن سمات الوسطية الرحمة ورفع الحرج والتيسير على العباد، إذ أن الشريعة الإسلامية سهلة ويسيرة في أصل التكليفات، والجمع بين الترغيب والترهيب، مشيرا إلى أن من مقاصد الوسطية وسماتها العدل في جميع الظروف ومع جميع الناس، والاستقامة في أبواب الاعتقاد والعبادات.

وأشار د. محمد غيث إلى تحصين الأبناء من التيارات الدخلية بواسطة التربية الوسطية القويمة، مؤكدا أن الوسطية باب عظيم في الدين وسمة الإسلام الحق وعلامة الخيرية للأمة ، لافتا إلى حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا)، ومن سمات الوسطية الجمع بين الترغيب والترهيب، وعدم إيقاع الناس في القنوط، ومن مقاصدها تحقيق الأمن والاستقرار وحفظ الدماء المعصومة.

وقال د. غيث: مما ينافي الوسطية التحزب والتفرق وعدم لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، فيما عالج النبي، عليه السلام، ذلك في نصوص كثيرة، وحث الناس على التوسط والاعتدال، وكان يحب التخفيف والتيسير على الناس، والمؤمن لا بد أن يكون وسطيا في العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك وفي كل شيء، في ظل أن الإسلام جاء بالتيسير وترك التنفير والغلو والتشدد وطلب الوسط، ومن أسباب الخلط في مفهوم الوسطية اتخاذ الجهال غير العلماء رؤوسا يستفتون في الدين.

"هاشتاق" حول الوسطية ومجريات الندوة

أنشأت اللجنة العليا المنظمة لجائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، في دورتها الحالية، "هاشتاق" خاص على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، تحت عنوان (ندوة مفاتيح الوسطية)، تناول مفهوم الوسطية في الإسلام وموضوع الندوة ومحاورها وما دار فيها من آراء ووجهات نظر المحاضرين المشاركين في تقديمها، وذلك أولا بأول، خلال وقائع الندوة وبالتزامن مع تنظيمها، ما حظي برواج بين المغردين وزوار الموقع، حيث قدر العدد الإجمالي للمغردين في إطار "الهاشتاق" ب 110 مغردين.

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.