زارهم قنصل الهند الأديب يروى تفاصيل الحادث ، وأسرة الضحايا يسألون: أين اختفى المتسبب بالحادث؟ 2024.

أين اختفى المتسبب بالحادثة ولماذا وصلت الجثامين هكذا..!!
عبدالله الأديب يروي (للرمس.نت) تفاصيل الحادث المؤلم في الهند

الراصد – سيف الحسيني – أحمد ناصر
تصوير: منذر المزكي

قبل أن نبدأ في سرد حديث السيد عبدالله الأديب لوقائع الحادث المؤلم ، نشير إلى أن أسرتي الضحايا اكتشفوا أن المتسبب بالحادث الذي كان يقود الشاحنة غير معروف الهوية بعد أن لاذ بالفرار ، ولم تتمكن السلطات الهندية من إلقاء القبض عليه.

كما أن أسر الأطفال المتوفين رفعوا سؤالاً هاماً عن الكيفية التي تم فيها التعامل مع جثث أطفالهم بهذه الحالة ، حيث تم نزع كثير من أعضائهم بعد شق صدرهم من الرقبة وللأسفل ، ومن ثم إعادة خياطتها في صورة غير سليمة ، ما أسهم في تحلل الجثث بصورة كبيرة وذلك ما رأوه خلال تغسيلهم للأطفال!!

عبدالله أحمد الأديب الذي فُجع بالحادث المروع لعائلته وعائلة الحسيني ، لم ولن ينسى تلك اللحظات المؤلمة التي لازمته بعد إبلاغه بحادثة تعرض السيارة التي يستقلها أفراد أسرته وأسرة السيد عادل عبدالله الحسيني لحادث مرورع أسفرت عن وفاة 5 بينهم 3 أطفال وإصابة 5 آخرين..

بدأ الأديب حديثه قائلاً:
قررت الأسرة السفر لقضاء أيام في مدينة سياحية تبعد عن المنطقة التي نقطن فيها وهي "ناسك" أكثر من 1000 كلم، ولكنني لم أكن معهم في السفر.
أبلغتني زوجتي في صباح يوم الحادث بأنهم راجعون إلى المدينة التي نقطنها ، وقد خرجوا في عصر ذلك اليوم ، وحل الظلام ولكنهم واصلوا السفر وسط الطرقات المظلمة دون توقف..

صمت لبرهة ثم أكمل قائلا.. كانت الساعة تشير إلى الساعة الخامسة فجراً ، عندما جاءني اتصال هاتفي أفزعني من نومي وإذ بي أسمع من الطرف الآخر خبراً لم أتمالك نفسي من هوله..

نعم إنه حادث فضيع.. الأشلاء متطايرة والمصابون ينزفون دماً في منطقة خارجية لا أعلم كم تبعد!!

لا معلومات أكيدة.. ملخص الحادث أن سيارة العائلة كانت متوقفة على كتف الطريق عندما داهمتهم شاحنة لتصطدم بهم وتتسبب بالحادث الأليم..

لم تمض سوى دقائق على إغلاق الهاتف.. كانت بالنسبة لي ساعات طوال ، قررت حينها استخدام سيارة والانتقال إلى موقع الحادث الذي يبعد قرابة 700 كلم من مدينة "ناسك" ، خرجت بعدها بساعة بعدما حملت أهم متعلقاتي ومستلزمات الرحلة.. الطرقات ليست سهلة والمسافة طويلة جداً ، لم أبلغ موقع الحادث إلا الساعة 8 مساءً ، فوصلت إلى المستشفى الذي نقل فيه المصابون..

عندما وصلت زرت ثلاجة حفظ الموتى لألقي نظرة على طفلي محمد وأحمد والطفلة شما الحسيني ، لم أتمالك هول الموقف مما وقع لهم في الحادث.. اتجهت بعدها إلى غرف العلاج لأشاهد طفلتي الآخريات "آمنة" و "شما" في غرف العلاج ومعهم زوجتي ، في حين كانت زوجة السيد عادل الحسيني وهي شقيقة زوجتي أيضاً في غرفة العناية نظراً لإصابتها البالغة.

قررت حينها أن أنقل جميع المصابين إلى مستشفيات مدينة "ناسك" لتقلي العلاج ، في حين ستبقى زوجة عادل الحسيني في المستشفى لأن حالتها لا تسمح بالانتقال..

استأجرت سيارة إسعاف لنقل المصابين ، حملتهم جميعاً في سيارة واحدة.. لن أنسى صوت أنينهم من الألم وهم ملقون على جوانب سيارة الإسعاف .. الأطفال على يميني والزوجة على يساري وليس عندي من سبيل سوى قطع الـ 700 كلم مرة أخرى للوصول إلى ناسك.

وصلت أيضاً بعد 10 ساعات للمدينة ، وكنت قد قررت إدخالهم إحدى مستشفيات مدينة بومباي التي تبعد 3 ساعات عن مدينة ناسك ، لكن الأطباء وسفارة الإمارات أشاروا إلى أنه من الأفضل بقاؤهم في ناسك مراعاة لحالتهم.

أدخلتهم المستشفى للعلاج وعدت فوراً لأرتب عملية نقل المتوفين من المكان الذي وقع فيه الحادث ، وقد استغرقت العملية وقتاً طويلاً ، وكل الإمكانيات كانت شبة معدومة لنقل الجثث من مكان الحادث ، حيث لم يكن هناك من وسيلة لحفظ الجثث سوى وضع كميات كبيرة من الثلج حفظاً لها من التحلل..

لم يقصر القائمون في سفارة الإمارات بالهند في تسهيل إجراءات تلقي العلاج لأسرتي وكذلك نقل الجثث إلى الدولة في أسرع وقت.

طيلة أيام الحادث لم أذق طعم النوم بعد الحادثة.. عندما كنت أغفو من الإرهاق لا ألبث إلا أن أصحو مفزوعاً لأن خيال الجثث والحادث المؤلم لا يفارقني!!

حملتنا الطائرة ووصلنا إلى الدولة ، وكل تفكيري في كيفية متابعة حالة طفلتي "آمنة" و "شما" وزوجتي والطفلة "شيخة الحسيني" ووالدتها لأنهم بحاجة ماسة للرعاية الخاصة بعد الحادث..

يصمت للحظة ثم يواصل.. زوجتي لا تعلم عن وفاة "أحمد" و "محمد" وكذلك زوجة عادل الحسيني ، فقد أخفينا عنهم الخبر حتى اليوم ، وعندما تتصل بي الأهل أخبرهم بأني قريب منهم وسأعود قريباً ، لذا فقد قررت أن أحضر أول يومين في العزاء ثم أعود مجدداً لمتابعة حالتهم ومعي السيد عبدالله الحسيني.

هذا وقد غادر كل السيد عبدالله الأديب والسيد عبدالله الحسيني البلاد الساعة 11 من مساء يوم الخميس متجهين إلى الهند لمتابعة المصابين من أسرهم هناك.

القنصل الهندي العام يزور مجلس عزاء الأديب والحسيني

من ناحية أخرى زار القنصل العام الهندي لدى الدولة السيد فينو راجاموني مجلسي عزاء كل من السيد عبد الله الأديب و السيد عبد الله أحمد الحسيني وذلك لتقديم واجب العزاء لذوي الأطفال الإماراتيين الذين لقوا حتفهم جراء حادث أليم وقع في الهند .

القنصل الهندي العام والذي نقل تعازي الرئيس الهندي أبو بكير عبد الكلام قال في معرض حديثه لذوي الضحايا:

إن علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية الهند هي علاقة تاريخية وأزلية وأن المصاب الذي لم بالأطفال الإماراتيين الثلاثة جاء وقعه حزين على قلوب الشعب الهندي .

ومن جانبه تحدث السيد راشد الحسيني احد أقارب المتوفين مع القنصل العام وقال له : نحن نشكر لك هذه الزيارة والتي ستترك في قلوبنا الأثر الجميل وفي نفس الوقت نتساءل ونستغرب عن وضعية الجثث التي استقبلناها وسبب تفريغ جوفها , في إشارة إلى رغبة أهل المتوفين فتح باب التحقيق حول الإجراءات الطبية الأولية التي جرت على جثث الأطفال الثلاث !!

ومن جانبه تقدم السيد عبد الله الأديب والسيد عبد الله الحسيني بتعازيهم القلبية لوفاة سائق المركبة وجدة الأطفال الثلاثة علما بأنهم يحملون الجنسية الهندية , مؤكدين أن المصاب واحد , وأن هذه الزيارة هي ليست بغريبة على شعب مثل الهند الشقيق .

حضر الزيارة وفد من الجمعية الهندية برأس الخيمة وعدد من أهل المتوفين ولفيف من الأصدقاء