سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
قال الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، إن طائرة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لم تطلب ترخيصا بالهبوط في مصر، وإنما طلبت إذنا بالمرور عبر بلاده، نافيا بذلك ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن توقف طائرة بن علي، بمطار شرم الشيخ، أثناء مرورها من تونس إلى المملكة العربية السعودية عبر الأجواء المصرية.
وقال مبارك في رده على سؤال لمجلة «الشرطة» المصرية، إن هذا الأمر غير صحيح، وإن ما حدث هو أنه – أي مبارك – تم إبلاغه بأن طائرة بن علي دخلت الأجواء المصرية، وطلبت إذنا بعبور الأجواء المصرية لكنها لم تطلب ترخيصا بالهبوط في مصر.
وأجرت مجلة «الشرطة» المصرية حوارا مع مبارك بمناسبة احتفال الشرطة بعيدها السنوي اليوم (الثلاثاء)، وبثت وكالة الأنباء المصرية الرسمية الحوار أمس.
وسألت المجلة الرئيس المصري: هل صحيح ما تردد عن توقف طائرة الرئيس السابق بن علي بمطار شرم الشيخ، ورَفْض مصر لجوءه إليها؟»، فنفى مبارك ذلك، وقال: «حقيقة الأمر أنني أبلغت فور دخول الطائرة المجال الجوي المصري، وتم إبلاغي بأن الطائرة طلبت الإذن بعبور الأجواء المصرية دون أن تطلب ترخيصا بالهبوط في أي من مطاراتنا. واستمرت متابعة سلطات الطيران المدني لعبور الطائرة إلى حين هبوطها بمطار (جدة)».
وعن التطورات الجارية في تونس، أوضح الرئيس المصري أن بلاده أعلنت منذ البداية أنها تحترم إرادة الشعب التونسي.
وقال: «أعلنا منذ اليوم الأول أن مصر تحترم إرادة الشعب التونسي وخياراته. الشعب المصري يحمل مشاعر الود والاعتزاز لشعب تونس الشقيق، وكل ما نتمناه هو أن تعبر تونس هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها في أسرع وقت، وأن تستعيد الهدوء والاستقرار تحقيقا لتطلع شعبها للديمقراطية والتنمية والتقدم».
وجدد مبارك تأكيده على حاجة العالم العربي للانفتاح على العالم، مذكرا بما سبق وأعلنه في كلمته أمام القمة العربية الاقتصادية التي اختتمت أعمالها في منتجع شرم الشيخ المصري الأسبوع الماضي.
وأوضح في حواره: «كما قلت في كلمتي أمام القمة العربية الاقتصادية في شرم الشيخ، فإن العالم العربي في حاجة للمضي في القرن الحادي والعشرين بمجتمعات عربية منفتحة على العالم تعي روح العصر وقيمه ومبادئه وتحترم إرادة الشعوب وتطلعها للحرية والعدل وحقها في الحياة الكريمة».
وتابع مبارك موضحا أن «هناك تفاوتا في الوقت الراهن بين مجتمعاتنا العربية من حيث مدى ونطاق ما تتيحه من حرية الرأي والتعبير والصحافة وغيرها من الحريات ومدى ما حققته من خطوات على طريق الديمقراطية والإصلاح والتطوير والتحديث».
وأضاف أنه «من المهم أن يكون ذلك محل الاعتبار في أي تقييم موضوعي لأوضاعنا العربية، وأن يعي خصوصية مجتمعاتنا العربية وأوضاعها وظروفها والفوارق فيما بينها كي تمضي هذه المجتمعات في الإصلاح وتوسيع قاعدة تجاربها الديمقراطية بخطى ثابتة وتحاذر في ذات الوقت من الانتكاس وعثرات الطريق».
وأكد مبارك أن أمن مصر القومي يمثل أولوية قصوى، مشيرا إلى وجود «سعي محموم» لاختراق الجبهة الداخلية المصرية ومحاولات مستمرة للإرهاب لزعزعة الاستقرار، إضافة إلى «الأزمات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط»، و«محاولات ضرب الاستقرار في العراق واليمن، والغيوم التي تتجمع في سماء لبنان والتطورات في السودان»، إلى جانب التصاعد في المواجهة بين الغرب وإيران «بما تمثله (هذه المواجهة) من مخاطر على أمن الخليج والبحر الأحمر وكلاهما جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي».