لكي نصل الي هذا المعني الواضح يجب علينا ان نعرّف الدين اولا ثم الحياة , لكي نصل الي معني شامل تسمو به حياتنا .. وتنعم به آخرتنا ..
ونعي الحقيقة التي وكلت الينا , وبعدها نستشعر قيمة المزج بين المعنين ,
وأن الانسان هو المخلوق الوحيد القادر علي فهم هذا الاعتقاد والعمل به , وادراك الفهم بان لهذ االكون خالق يحميه ويسخره .
فالدين في مجملة لا يختلف مفهومة ومعناه تبعا لزمن محدد
او قاصر علي فئة معينة من البشر
الدين فكر متعلق بالانسان, ووظيفة لا غني عنها , وضرورة من ضروريات الحياة
واعتقاد راسخ في اذهان البشر الي قيام الساعة
فاذا تتبعنا تاريخنا الانساني من ادراك الانسان لحياتة ونشأته منذ نزول آدم وزوجه والظروف والاحداث التي مرا بها من عالم الي عالم آخر ,
من الجنة ونعيمها بين يدي الله وملائكته في سعادة ورضي ,
وبين الخوف من مواجهة الحياة الجديدة وخوض معاركها في عالم جديد تسوده ظروف قاسية بمعني الكلمة ,
و انه لا مكان لسعادة دائمة فيه . او عيش مخلد آمن ,
فكان لابد لآدم من اختيار الدين وسيلة للحياة ,
ندما وانكسارا وخنوعا لله علي ماضيع من نعيم ولذة القرب منه ,
واملا في العودة لحقيقة الحياة التي لابد ان يعيشها
والتي وهبها الله له تعالي ,
فاما الي نعيم خالد .. او الي عذاب وشقاء سرمدي ,
اذ قال الله تعالي
? وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ .. ? الآية 172 سورة الأعراف
اذ قطعنا عهدا مع الله ونحن ندور في فلك الذر وفي نطف آدم , وقبل ان نوجد في تلك الحياة اننا سنحيا ونولد في حياة لم تخلق عبثا وان لنا رب خالقنا يستوجب عبادته وارضائة للفوز بما وعد للمتقين
ولا يجوز ان نغفل عن هذا لاننا في طريقنا الي مواجهة البعث الحساب ,
هذا هو الدين , الايمان بالله ربا وخالقا ..
والايمان بان هناك خلقا آخر وهو الملائكة وان وظيفتهم عبادة الله وخدمته وتسخيرهم للطائعين من عبادة والمقربون
والرسالات التي يرسلها الله للناس علي ايدي رسلا اصطفاهم من بينهم بكتب موثقة لكي لا يغفلوا او يتجاهلوا الحقيقة التي وعاها ابيهم آدم عليه السلام ,
والايمان بالبعث واليوم الآخر وماسيئول اليه حال الانسان يوم القيامة
والايمان بالقدر خيرة وشره …
فهل هناك تعريف آخر ادق يصل بنا لادراك معني الدين ؟
انا لا اجد هناك معني اخر واكثر يسرا من هذا المعني ..
ولا اختلف مع الكثير في ان ليس كل البشر مؤمنون بتلك الحقيقة , وموقنون بها
ولهذا كانت الجنة والنار مئالا وقياسا فريدا لما ادركه فهم البشرعلي اختلافهم واليقين بان هناك ربا خالقا لهذ الكون
ولهذ اكد الله عز وجل في كتابه العزيز
فليس هناك شيئ في هذا الوجود خلق عبثا, او ان هناك حياة وعمل لا ينال جزاءه
ويكفينا ان نبكي جمال هذة الآية التي تقربنا الي ادراك اكثر شمولا
وفهم معني الحياة
وادراك صورة الايمان
والتي لا تختلف عن فهم وادراك الدين
فالمعنيان يتمازجان و يرتبطان ارتباطا وثيقا
ليشكلان نموذجان مختلفان كل الاختلاف عند ادق وآخر مراحلة
نموذج الضلال والكفر والحياة التي لا تدرك معناها
و
نموذج الايمان واليقين بالله وفهم المعني الحقيقي للحياة
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
أنـا السَّلفـيُّ يامَـنْ تسألينــــا *** أسيرُ علـى طريـق السابقينـا
وأحمي شوكة الإسـلام دومًـــــا *** كما تحمي القسـاورةُ العرينـا
أصفِّي الدِّينَ من بدع ونفســـي *** أربِّيـهـــا بـــــربـِّي مستعيـنــا
وإنَّ المنهـجَ السَّلفـيَّ يمشـي *** بكـلِّ سكينـة يمشـي الهوينـا
فتصفيــــةٌٌ وتربيــــةٌ شـعـــــاري *** أردده بـــــلا مـلــــل سـنيــــنـا
…
اسائلكم ونفسي احبتي ان ندرك هذا المعني جيدا
وان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
وان آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تقبلوا خالص تقديري واحترامي