بسم الله الرحمن الرحيم
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
أولا : اسمها ونسبها وشيء من سيرتها .
عَائِشَةُ بنتُ أبي بكر الصِّدِّيق ، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق أُم المؤمنين ، زوج النبي وأشهر نسائه ، وأُمها أُم رُومان
تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل الهجرة بسنتين ، وهي بكر ، و قيل : بثلاث سنين . وكان عمرها لما تَزَوَّجَها رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم ستَّ سنين ، وقيل : سبع سنين . وبنى بها وهي بنتُ تسع سنين بالمدينة . وكان جبريلُ قد عَرَض على رسول الله صلى الله عليه وسلّم صُورتها في سَرَقَةِ حرير في المنام ، وكناها رسول الله صلى الله عليه وسلّم أُمَّ عبد الله ، بابن أُختها عبد الله بنالزبير .
ومات النبي صلى الله عليه وسلم ولها نحوثمانية عشر عاما ، وقد حفظت عنه شيئا كثيرا وعاشت بعده قريبا من خمسين سنة ، فأكثرالناس الأخذ عنها ، ونقلوا عنها من الأحكام و الآداب شيئا كثيرا حتى قيل : إن ربعالأحكام الشرعية منقول عنها رضي الله عنها .
وكان موتها في خلافةمعاوية سنة ثمان وخمسين وقيل في التي بعدها ، ولم تلد للنبي صلى الله عليه وسلم ،شيئا على الصواب .
[ مختصر من كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ]
[ و مختصر من فتح الباري ].
ثانيا : من فضائلها
· عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ – رضى الله عنه – يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ» .
أخرجه البخاري .
· قال صلى الله عليه وسلم لأم سلمة : « يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِى فِى عَائِشَةَ ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَىَّ الْوَحْىُ وَأَنَا فِى لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا » .
أخرجه البخاري .
· أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً سوها .
· عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ , فَأَتَيْتُهُ : فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ , قَالَ : " عَائِشَةُ " فَقُلْتُ : مِنْ الرِّجَالِ , فَقَالَ : " أَبُوهَا " قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ قَالَ : ثُمَّ عُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ فَعَدَّ رِجَالًا .
أخرجه البخاري .
ثالثا : براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , بما رماها به أهل النفاق والشقاق .
لقد رمى المنافقون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها , بالفاحشة !!! وحاشها أن تفعل ذلك رضي الله عنها .
فبتليت بلاء ً عظيما , حتى أنزل الله آيات بينات واضحات
في براءتها من فوق سبع سماوات .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
فقال عز وجل : " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) [ سورة النور ] .
[ ومن أراد معرفة القصة بالتفصيل مع تفسير هذه الآيات فليراجع تفسير ابن كثير ] .
فمن رمى عائشة بالإفك بعد ذلك , فقد وقع بالكفر والعياذ بالله , بإجماع أهل العلم , لأنه مكذب للقرآن , ولأنه آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه . ومن آذى رسول اللهفقدآذى الله تعالى ومن آذى الله ورسوله فقد استحق لعنة الله في الدنيا والآخرة والدليلقوله تعالى في سورة الأحزاب : " إنّ الّذِينيُؤْذُون اللّه ورسُولهُ لعنهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا والْآخِرةِ وأعدّ لهُمْعذابًا مُهِينًا " .
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله المستعان .
وأختم بهذه الأبيات :
أماه عذراً إذا ما الشعر قام على *** سوق الكساد ينادي من يواسيني
مالي أراه إذا ما جئت أكتبه *** ناح القصيدُ ونوح الشعر يشجيني
حاولت أكتب بيتاً في محبتكم *** يا قمة الطهر يا من حبكم ديني
فأطرق الشعر نحوي رأسه خجلاً *** وأسبل الدمع من عينيه في حينِ
وقال عذرا فإنّي مسني خورٌ *** شحّ القصيدُ وقام البيتُ يرثيني