المباني التاريخية تستقطب السياح
سكن العرب جنوب أوروباً وتحديدا جنوب وشرق إسبانيا إبان الحكم العربي والإسلامي لهذه المنطقة، وقد سمّوا المناطق الغربية لهم “بلاد البرتقال” حيث كانت أرضها تنتج البرتقال والموالح، وظلّت تعرف بهذا الاسم لمدة تزيد على 300 عام، ومن هنا جاءت تسميتها “بالبرتغال”.. هذه البلاد التي تفيض سحرا وجمالا بشواطئها وكاتدرائياتها ومبانيها العصرية الحديثة، أضحت اليوم من أفضل مناطق الجذب السياحي في العالم.
تضم العاصمة البرتغالية لشبونة، أو “ليسباوا” باللغة البرتغالية أو “الإشبونة” كما كان يطلق عليها العرب القدامى، العديد من الميادين والكاتدرائيات والمعالم التاريخية والمقاهي والمحال التجارية العريقة، ويسمح وقوعها على سبعة تلال للسائح برؤية مشاهد رائعة من هذه النقاط المرتفعة.
تقع البرتغال على شبه جزيرة “ايبيريا”، جنوب غرب القارة الأوروبية، ولها حدود وحيدة مع إسبانيا من جهة الشرق والشمال، أما من بقية الجهات فهي مطلة على المحيط الأطلسي، ويقسم نهر تييو أو “تيخو” البلاد إلى قسمين، أحدهما يقع في الشمال وهو ذو تضاريس مرتفعة ومناخ بارد ورطب، يتخلّله العديد من السهول، وقسم آخر يقع في الجنوب ذي طبيعة سهلة ومناخ أكثر حرارة وأقل مطراً.
حداثة وعراقة تشكل السياحة في البرتغال أحد عوامل الدعم الأساسية في الاقتصاد البرتغالي، وتزخر العاصمة لشبونة بالعديد من المعالم السياحية الرائعة، فهي مدينة تجمع بين الحداثة والتاريخ والعراقة وذلك نظراً للعصور والثقافات المختلفة التي مرت عليها فخلّفت الكثير من الآثار، والتي تتمثل في العديد من المباني الأثرية العائدة للعصور الوسطى فضلا عن المتاحف والقلاع والقصور، إذ يوجد في وسط لشبونة قلعة “ساو جورجي” التاريخية، والتي ترجع إلى العصر الفينيقي، ويقع قريباً منها الحيّ “الموري” القديم المميّز بالشوارع الضيقة والمنازل البيضاء، ومن المعالم الأخرى الموجودة بلشبونة برج “بيليم”، تعني باللغة العربية بيت لحم، وهي النقطة التي انطلق منها “فاسكو دي غاما” في رحلته التي استمرت سنتين، واكتشف فيها رأس الرجاء الصالح وبالتالي الطريق إلى الهند، الأمر الذي عزز مكانة البرتغال العسكرية والمالية.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ولا ينبغي للسائح إغفال المعلم التاريخي العظيم Torre De Belem والذي شيد عام 1515 لحماية ميناء لشبونة. وقد اعتبرت منظمة “اليونسكو” هذا المعلم، الذي صممه الإخوة أرودا وشيّده الملك مانويل الأول، إرثا تاريخيا مهما في البرتغال.