يلعب الغذاء المتوازن الذي يتناوله الصائم، خصوصاً في وجبتي الإفطار والسحور دوراً كبيراً في تحمله العطش، وهو الشعور الفسيولوجي الذي ينبهه إلى حاجته إلى الماء الذي يشكل النسبة العظمى من تكوين جسم الإنسان، ففقدانه بكميات كبيرة دون اللجوء إلى تعويضه يؤدي إلى الإصابة بالجفاف الذي يعيق بدوره تنفيذ الجسم وظائفه الحيوية. وينصح خبراء تغذية الصائمين بشرب كميات من المياه خلال ساعات الإفطار، وكذلك تناول الخضراوات والفواكه والأطعمة الغنية بالسوائل لتفادي الشعور بالعطش خلال فترة الصيام.
وقالت اختصاصية التغذية مريم محمد «يلعب الغذاء الذي يتناوله الصائم دوراً كبيراً في تحمله العطش أثناء فترة الصيام التي تمتد إلى ما يقارب الـ14 ساعة، إذ تحتوي بعض أصنافه على كميات عالية من السوائل التي تمكث في المعدة لفترة طويلة، فتقلل الشعور بالعطش والجوع أيضاً، في حين أن بعض أصنافه تعمل على زيادة الإحساس بهذا الشعور».
وأشارت إلى أنه لابد من التعرف إلى أبرز هذه الأصناف لتوخي الحذر من تناولها في وجبتي الفطور والسحور، منها ـ حسب مريم ـ الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من التوابل والبهارات وفي مقدمتها الملح، لأنها تتطلب شرب كميات كبيرة من الماء، والحلويات التي تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص مولدةً الإحساس بالعطش، والأطعمة السريعة التي تمنح الشعور بالشبع لمدة لا تتجاوز ثلاث ساعات إلى أربع فقط حداً أقصى، ومن ثم تولد الإحساس بالجوع والعطش، نظراً لقيامها بعملية حرق سريع للسكر، على خلاف الأطعمة البطيئة الهضم التي تمنح الجسم الشعور بالشبع لمدة تصل إلى 10 ساعات، وكذلك الحال بالنسبة للحلويات التي تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص مولدةً الإحساس بالعطش، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين الذي يعمل على در البول، وبالتالي يفقد الجسم السوائل التي يحتاج إليها.
شعور بالشبع
أما في ما يتعلق بالأصناف التي تحتوي على كميات عالية من السوائل التي تمكث في المعدة لفترة طويلة، مقللةً الشعور بالعطش والجوع، فتتمثل، كما ذكرت اختصاصية التغذية، في الأطعمة البطيئة الهضم التي تمنح الجسم الشعور بالشبع لمدة تصل إلى 10 ساعات، والتي تشمل معظم أنواع الخضراوات والفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من السوائل، هذا إلى جانب شرب ستة أكواب إلى ثمانية من الماء، خلال فترات متقطعة من الليل.
من جانبها، حذرت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد من التهاون في تعويض الجسم ما يفقده من سوائل، لتفادي الإصابة بالجفاف الذي يعيق الجسم عن تأدية وظائفه الحيوية، موضحة أن إصابة الجسم بالجفاف يعني خسارته كميات كبيرة من السوائل، يصبح على إثرها عاجزاً عن تأدية وظائفه الحيوية، إذ لا يملك ما يكفي من الماء والسوائل الأخرى لتنفيذها.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
سوائل
وأفادت راشد بأن أهم أسباب الجفاف في شهر رمضان تتمثل في «عدم أخذ القدر الكافي من السوائل، ومن خلال فقد الجسم كميات كبيرة منها خلال التعرق الشديد، ففي حال ارتفاع درجة الحرارة يحاول الجسم تخفيضها من خلال التعرق، وهذا غالباً ما يحدث مع الأشخاص الذين يمارسون أعمالهم في الفناء أو بيئة حارة، كما أن القيء يكون سبباً لفقدان الجسم السوائل، ومن الصعب شرب السوائل بعد القيء لتعويض ما نقصه الجسم، وفي هذه الحالة لابد من أخذ العلاج عن طريق الوريد. ويؤدي الإسهال كذلك إلى فقد السوائل مع حركة الأمعاء».
وبينت أن المسنين يعدون أكبر فئة من الصائمين المعرضين للإصابة بالجفاف، إذ إن الشعور بالعطش يقل كلما تقدم الإنسان في العمر، ومرضى السكري من الفئات المعرضة للإصابة بالجفاف. وتتمثل أعراض الجفاف في العطش، وانخفاض كمية البول، ويصبح أكثر تركيزاً وذا لون أصفر غامق، يليه جفاف الفم والحلق وتوقف التعرق، وإذا زادت حدة الجفاف ينتج عنه تشنجات عضلية وغثيان وقيء، ويصبح الجلد أقل مرونة.
تعويض
قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد، تعويض السوائل التي يفقدها الجسم أمر بالغ الأهمية، ولكن شرب الماء ليس بالخيار الأمثل بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالجفاف، إذ إن تعويض السوائل المفقودة بالماء فقط من الممكن أن يؤدي إلى اختلال في التوازن الكيميائي داخل الجسم، وقصور في العناصر الضرورية لأداء الوظائف الحيوية داخل الجسم، وأهمها الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والكالسيوم والفوسفات»، منبهة إلى أنه «لابد من استخدام المحاليل الخاصة لمعالجة الجفاف عن طريق الفم، وفي حال المعاناة من القيء والاسهال المتكرر لابد من مراجعة الطبيب لأخذ الإجراء اللازم».