الوسم: الرئيس

جمعة، وأي جمعة تلك التي جمعت الصديق (الأغلى) بالرفيق الأعلى، وفرقت بين عبدالله جمعة وبين من يجتمعون في الأرض على محبته، الأرض التي أعطاها من روحه الزكية حباً تترجمه مآثره حيث انتخبته الحياة، والناس الذين وهبهم جل ما يهب الفارس العربي الأصيل لأهله وعشيرته وكل ما يمنحه الرجل النبيل لمن يقتسم معهم هذه الحياة ويتبادل وإياهم حصة الإنسان ليعيش بها ويرتقي بسلم أطوارها منشداً الكمال، والكمال لله..

لم يرغب نبأ وفاة أبو فيصل بأن يكون فيصلاً، فقد ظللت متمسكاً بتشكيكي بالنبأ الذي تلقيته يوم الجمعة الموافق 1445014 بوفاة الصديق العزيز عبد الله جمعة، إنه في حقيقة الأمر تمسكٌ بالشك حين لا نرغب باليقين، ولكن اليقين كان مقطوعاً بقطع صلة صديقي العزيز (أبو فيصل) بهذه الحياة التي سنقطع جميعاً صلتنا الحسية بها فكل نفس ذائقة الموت، (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت) صدق الله العظيم.

إنها إرادة الله جل وعلا الذي لا مرد لقضائه وقدره..

لم تنقطع صلتي بالراحل الصديق عبد الله جمعة منذ عرفته قبل نحو عقدين من الزمن فأنا على اتصال دائم معه ومع أولاده البررة، عندما كنت في الإمارات وخارجها طوال السنوات الماضية، ولا تكتمل زيارتي للإمارات حتى وإن كانت قصيرة إلا بزيارته ورؤيته في استراحته بالخور الذي يلتقي فيها كل محبيه الذين يأتون من كل مكان، إماراتيون وعرب وأجانب.

أبو فيصل هو تاج تلك اللقاءات الأخوية التي يحتضنها قلبه الكبير الذي تكشف عن خارطته الإنسانية العميقة ابتسامة برونق خاص تعلو وجهه، وتكفي لأن تقول لضيوفه ورواده بأنه يحبهم بحق.

ولكن أبا فيصل لا يحتسب تلك الابتسامة إلا عنواناً للحب، فيعمد إلى ترجمة حبه للناس فصلاً وفيصلاً وهو يتنقل بين ضيوفه وأحبابه وأصدقائه في خيمته الكبيرة بكراسيها التي تطل على البحر وسط الأشجار والزهور التي زرعها منذ بداية تأسيس (الاستراحة)؛ التي رافقته بها منذ أن بدأها بخيمة صغيرة كانت تهتز من الرياح ولكنها كانت تكبر وتكبر إلى أن باتت استراحة واسعة لا تؤثر فيها الرياح ولا الشمس والرطوبة، فقد اكتملت ببعض المباني حولها وباتت تزدان بالمسبح والأشجار والنخيل والزهور والطيور وأنواع كثيرة من الحيوانات.

عرفت أبو فيصل قبل عشرين سنة وعرفت به تفاصيل رجل كان يكبر بمحبة الناس، وكذلك كبر أولاده في السن واعتلوا المناصب التي تليق بهم كما اعتلاها والدهم صاحب القلب الكبير الذي لا يألو جهداً في خدمة الناس، و يتابع عن كثب آخر التطورات في عالمنا عبر القنوات الفضائية وبالرياضة وبأصدقائه الذين لا ينقطعون عن مجلسه كل يوم ويلتقون على مائدته العامرة وهم يفترشون الأرض على الطريقة العربية وبالألفة العائلية والأخوية في استراحته العامرة بالمحبة والحياة، فكل شيء جميل فيها بوجود الأخ والصديق والأب والإنسان الذي يلتفون حوله أولاده وأحفاده وأصدقاؤه من كل مكان من هذا العالم، والتي لا أدري كيف سيصبح حالها بعد غيابه الصادم؟ وعزاؤنا أن أبناءهُ يختطون طريقه ومنهجه، ومن شابه أباه فما ظلم، فبهم الخير لتبقى سيرة أبيهم العطرة ماثلة بانتمائهم لها إيماناً وسلوكاً وعطاءًا.

غادرنا أبو فيصل، ولم تغادرنا روحه المحلقة بجوانحها الرحيمة ومآثره التي طبعت خلودها أرضاً وإنساناً.

وقبل ذلك وبعده فقد ترك الراحل الكبير رجالاً كباراً وأسرة متماسكة بما حباهم به، تعزز من بصماته على البشر والشجر والحجر في هذه الإمارة الطيبة بأهلها وبحاكمها سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى الاتحادي حاكم رأس الخيمة.

رحمك الله يا أبا فيصل وأسكنك أعلى مراتب الجنة بين أهل الخير من أمثالك..

ونضم إلى الرئيس يودهويونو وسمو الشيخ سعود جيتا إيراوان ويرجاوان رئيس مجلس ادارة المجلس التنسيقي الاستثماري في اندونيسيا (بي كيه بي إم) ومادو كونيرو الرئيس لتنفيذي لمجموعة إم إي سي القابضة وهاري سانكاران العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة آي إل آند اف اس وآلن ألكسندر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة سافيدج كاناك.

وقدمت شركتا إم إي سي للفحم وإم إي سي إنفر، وهما مشروعان مشتركان لهيئة الاستثمار بإمارة رأس الخيمة اقتراحاً لتطوير خط السكك الحديدية البالغ طوله 130 كم لتسهيل نقل المواد الخام والمنتجات المصنعة داخل وخارج مقاطعة كوتاي الشرقية في إقليم كاليمانتان الشرقية باندونيسيا.

ويدعم المجلس التنسيقي الاستثماري في اندونيسيا وكذلك الحكومات المحلية في إقليم كاليمانتان الشرقية هذا المشروع بالكامل. وقال الرئيس الاندونيسي ان هذه الخطوة بناّءة ولها جوانب ايجابية عديدة في تطوير الاقتصاد في إقليم كاليمانتان الشرقية كما أنها تبني أساسا ترتكز عليه الاستثمارات المستقبلية من الشرق الأوسط. وتبلغ قيمة استثمارات إم إي سي في تطوير مشاريع صناعية في اندونيسيا نحو 5 مليارات دولار.

من جانبه قال سمو الشيخ سعود: نشعر بامتنان حقيقي للرئيس يودهويونو وجيتا ويرجاوان رئيس مجلس ادارة المجلس التنسيقي الاستثماري في اندونيسيا على رؤيتهما وقيادتهما ودعمهما لهذا المشروع المهم لتطوير البنية التحتية فهذا النوع من المبادرات الخاصة ـ العامة الشرق أوسطية الاندونيسية مثال مدهش على ما نستطيع انجازه عندما تعني الأساسيات جميع الأطراف المعنية.

وسوف يساعدنا هذا المشروع على الوفاء بالاحتياجات التنموية لمجتمعات كاليمانتان الشرقية مع مساعدتنا في الوقت نفسه في الوفاء بتحديات الطاقة في آسيا ولاسيما في الهند والصين.

وقال جيتا إيراوان ويرجاوان: ستستثمر إم إي سي إنفرا مليار دولار لإنشاء خط السكك الحديدية البالغ طوله 130 كم لربط المناجم في مورا وواهو ببنغالون الساحلية. وبالرغم من بعض المفاهيم المتعلقة بأندونيسيا فقد استطاعت إم إي سي إنفرا شراء الأراضي ومن ثم اخلاؤها ويلعب منجم إم إي سي وخطها الحديدي دورا محوريا في تطوير مجمع من المنشآت الصناعية المتكاملة التي ستشمل محطة طاقة تعمل بالفحم المستخرج من إم إي سي للفحم ومصهر ألمنيوم ومحطة للمخصبات ومحطة بحرية طرفي ذات سعة كبيرة باستثمار يصل إلى 5 مليارات دولار.

وقد صاغت إم إي سي شراكات استراتيجية مع قادة الصناعة لتحقيق رؤية المناجم إلى الأسواق. شراكتنا مع مادو كونيرو ورواد الصناعة هي تأكيد على مستقبل باهر لأندونيسيا. وأضاف قائلاً هذا الاستثمار هو منح ثقة أن أندونيسيا تشاركنا جلّ الاهتمام بهذا النوع من الشراكة الاستراتيجية.

وفي السنوات الخمس القادمة ستوفر استثمارات إم إي سي وحدها 5000 وظيفة جديدة في كاليمانتان الشرقية. والأهم من ذلك أنها ستحول كاليمانتان الشرقية إلى نموذج يحتذى فيما يتعلق بمستقبل اندونيسيا بتوفير منصة قوية للنمو فتساعد اندونيسيا على جذب استثمارات إضافية تقدر بمبلغ 20 مليار دولار بحلول عام 2030 وتخلق أكثر من 100 ألف وظيفة.

دبي ـ «البيان»