«الجير» تعاني تلوّثاً بــرياً وبحرياً 2024.

«الجير» تعاني تلوّثاً بــرياً وبحرياً

المصدر:

• سليمان الماحي – رأس الخيمة

شواطئ منطقة الجير تعاني تراكم النفايات.

أفاد سكان في منطقة الجير الواقعة على حدود الدولة الشمالية، بأن شواطئ المنطقة تعاني الاهمال وانتشار القاذورات والنفايات، على الرمال وداخل البحر، مطالبين هيئة حماية البيئة والتنمية بتنظيم حملات لتنظيف الشواطئ والبحر من الأوساخ والنفايات التي تتهدد البيئة البحرية، وتصيب الثروة السمكية بأضرار بالغة، لافتين إلى أن هذه النفايات طاردة للسياحة، وتمنع الأهالي من التمتع بمياه البحر.
من جانبه، أكد المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، الدكتور سيف محمد الغيص، أن الهيئة تعتزم تنفيذ حملة لنظافة البحر قريباً، مشيراً إلى أن الحملة ستبدأ مع بدء العطلة المدرسية الصيفية، بمشاركة جهات عدة وبعض الدوائر المحلية، وستركز على انتشال الأوساخ من قاع البحر والخيران، وإزالة الأوساخ الملقاة على الشواطئ.
وأضاف أن الحملة لن تقتصر على منطقة محددة، وإنما ستغطي جميع المناطق البحرية في إمارة رأس الخيمة، مثل الجزيرة الحمرا، والمعيريض، والرمس، وخور خوير، وشعم، والجير.
تفصيلاً، أكد سكان في منطقة الجير لـ«الإمارات اليوم» أن المنطقة تعاني منذ فترة زيادة النفايات على الشواطئ، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف السياحة ويحرم السكان من النزول إلى البحر، موضحين أن النفايات بلغت قاع البحر، الأمر الذي يهدد الأحياء البحرية، لافتين إلى أن معظم الناس لا تتوافر لديهم ثقافة التعامل مع البيئة البحرية، إذ تنطوي تصرفاتهم على أفعال تسبب مشكلات للثروة السمكية، وتضر بمهنة الصيد، كون أعماق البحر تحتضن مخلفات تصيب الثروة السمكية والبيئة البحرية بأضرار بالغة، وفق تعبيرهم.
وقال علي الشحي، وهو من أبناء منطقة الجير، إن البيئة البحرية تشكل جزءاً مهماً من مقومات الحياة، وإحدى سبل كسب العيش في تلك المنطقة الحدودية المهمة، لكن السلوك غير السوي من قبل البعض يؤدي إلى تراكم النفايات على الشاطئ وداخل البحر أيضاً.
وأوضح أن المنطقة تعاني الاهمال الذي بلغ ذروته أخيراً، إذ تراكمت الأوساخ على الشواطئ وفي البحر، على الرغم من أن منطقة الجير تكتسب أهميتها من موقعها الحدودي وجهة سياحية، ويزيدها البحر روعة، فهي تحتاج إلى جهود مكثفة للمحافظة على نظافة البيئة البحرية من الممارسات التي تصيبها بالأضرار، سواء في الأعماق أو على الشواطئ، مطالباً بضرورة معاقبة الأشخاص الذين يتورطون في الممارسات الخاطئة التي تضر البيئة البحرية.
وقال الشحي «كل مرة أتوجه فيها إلى شاطئ البحر في منطقة الجير يتملكني احساس بالحزن حينما أرى قاع البحر تحول الى مكب نفايات ومخلفات معدنية وإطارات مركبات وألياخ وقراقير وأخشاب، وغيرها من جميع أنواع المخلفات».

ويرى سالم المنصوري، أن أهم أسباب تلوث الحياة البحرية والأضرار البيئية في منطقة الجير هي العمالة الآسيوية التي تمارس مهنة الصيد، وحمّلها مسؤولية الأوساخ الموجودة في أعماق البحر، وأيضاً الملقاة على الشاطئ.
وتابع: «حينما توجهت ذات مرة في نزهة إلى الشاطئ بصحبة أسرتي رأيت عاملاً كان ضمن مجموعة من عمال الصيد على متن طرّاد في طريقه إلى خارج ميناء الصيد، فتحيّن فرصة الابتعاد عن الشاطئ ورمى كيساً أسود مملوءاً بالمخلفات في قاع البحر، فحاولت اللحاق به أو تصويره، لكن لم أتمكن من التعرف إليه، لأن الطراد ابتعد الى أعماق البحر بسرعة كبيرة.
وأكد المنصوري أن جهود حماية البيئة البحرية ينبغي ألا تقتصر على تنظيم الحملات لتنظيف الشواطئ فحسب، وإنما يجب أن تكون متبوعة بحملات توعية بلغات عدة، لمنع الأشخاص من القيام بممارسات تضر بالبيئة البحرية، مطالباً بضرورة تكثيف المراقبة على الشواطئ، ومن الأفضل في هذا الخصوص توكيل شخص بأعمال المراقبة، وضبط الأشخاص الذين يقومون بتصرفات تؤدي إلى الاضرار بالبحر، وإبلاغ الجهات المختصة، لتقديمهم للمساءلة القانونية.
وأفاد سعيد إبراهيم، بأن البحر في منطقة الجير لا تقتصر أهميته على أنه مصدر للثروة السمكية فحسب، وإنما يُعد منتجعاً سياحياً جاذباً، يأتيه الناس من كل إمارات الدولة للاستمتاع بجمال الطبيعة البحرية، لافتاً إلى أن هذه النفايات تفقد المنطقة قيمتها السياحية، كما أنها تؤدي إلى تدمير البيئة البحرية، وتفقد الصيادين مصدر دخلهم، بسبب الكم الهائل من المخلفات الملقاة في البحر، مطالباً بتنظيم حملة نظافة تخصص للبيئة البحرية، يشارك فيها الأهالي والأندية والمدارس، وتستمر على مدار العام، حرصاً على نظافة المنطقة.
بدوره، أفاد المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة، الدكتور سيف محمد الغيص، بأن الهيئة تحرص على نظافة المنطقة، لافتاً إلى أنها بصدد تنفيذ خطة نظافة طموحة خلال العطلة المدرسية الصيفية، بمشاركة جمعية الإمارات للغوص، ونادي رأس الخيمة للرياضات البحرية، الى جانب جهات أخرى، مثل الشرطة وحرس السواحل وبعض الدوائر المحلية المهتمة بالشأن البيئي.
وقال إن الهدف من تلك الحملة هو السعي إلى خلق بيئة بحرية خالية من المشكلات التي تضر بالبيئة، لافتاً إلى أن الخطة ستكون شاملة، وستركز على الغوص في أعماق البحر والخيران، إلى جانب الوجود على الشواطئ بكثافة، لجمع المخلفات التي تشكل مصدراً للإضرار بالبيئة البحرية.
وأضاف أن الحملة لا تقتصر على منطقة محددة، وإنما ستغطي جميع المناطق البحرية في شواطئ إمارة رأس الخيمة، وستكون هناك حملات توعية ولوحات ارشادية بلغات عدة على الشواطئ، لتوعية الأفراد بعدم إلقاء المخلفات على الشواطئ أو داخل البحر، حرصاً على جمال المنطقة، وحفاظاً على الثروة السمكية.
وحذّر الغيص من الأخطار الناجمة عن مظاهر التلوث التي تلحق بالبحر، مشيراً إلى أنها تؤدي إلى تدمير البيئة البحرية التي تضم العديد من الكائنات، وتكون سبباً في فقدانها مكوناتها الطبيعية، إضافة إلى تشويه المنظر العام للمنطقة.