الرؤية
حذر المستشار التربوي ومدير التدريب في مركز أكمي كونز رمزي الأهدل من خطورة العنف الأسري الذي ينجم عن عدم التوافق وغياب لغة الحوار، ما يؤدي إلى إصابة الأفراد المعنفين بالأمراض النفسية الخطرة، لافتاً إلى أن هذه المشكلة تهدد بهدم الكيان الأسري.
وأكد المستشار التربوي أن استخدام العنف مع النساء يمثل ذروة الضعف والعجز عن التواصل والعدوانية واللاإنسانية التي يمكن أن يقوم بها البشر، لأنها ضد كرامة الإنسان، وما يجب أن يتصف به من عفة، سواء في التصرف أو التعامل.
واعتبر الأهدل العنف أحد إفرازات الحياة المعاصرة التي تعج بالمشاكل والصعوبات والإحباطات النفسية والاجتماعية، ما يؤدي إلى القلق والتوتر ومن ثم إلى العنف.
ولفت إلى أن الكثير من النساء يتعرضن للعنف أثناء فترة الحمل نتيجة تقلب مزاجهن خلال تلك الفترة، وحينها يشعر الزوج بأن أسلوب معاملة الزوجة قد اختلف، ولا يعرف أن هذا ظرف طارئ.
ولفت الأهدل إلى أن هناك أزواجاً يفهمون مسألة القوامة خطأ، فهي في حقيقة الأمر تعني حماية الأسرة وتحمل المسؤوليات.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ولتلافي الآثار السلبية التي قد يمر بها المتزوجون حديثاً، أكد المستشار التربوي أن المركز يقدم دورات تدريبية لتثقيف الزوجين، لا سيما عن التغيرات التي تواجهها المرأة أثناء فترة الحمل، إذ نبين لهم أن هذه الفترة لها وضعها الخاص، وتجب معاملة الزوجة فيها معاملة حسنة حفاظاً على الجنين.
وتابع الأهدل «العنف الأسري يظل مستتراً خوفاً من وقوع الطلاق والفضائح وتشتت الأسرة».
ومن جهته أكد المستشار التربوي والخبير في القيادة والتنمية البشرية في أبوظبي نزار القحطاني أن العنف الأسري يشكِّل خطورة كبيرة على حياة الفرد والمجتمع، فهو من جهة يصيب الخلية الأولى في المجتمع بالخلل، ما يعوقها عن أداء وظائفها الاجتماعية والتربوية الأساسية في أحسن الأحوال وأفضل الظروف، ومن جهة ثانية يساعد على إعادة إنتاج أنماط السلوك والعلاقات غير السوية بين أفراد الأسرة، وهذا يستوجب الاهتمام العلمي بهذه المشكلة، لتحليل ووصف أسبابها وآلياتها.
وعزا القحطاني ظاهرة العنف الأسري أثناء فترة الحمل إلى معرفة بعض الأزواج لنوع الجنين، وإظهار الإشاعات خلاف ما يريده الزوج، إضافة إلى الأسباب الاقتصادية نتيجة مرور الزوج بضائقة مالية مثلاً، واختلال المفاهيم التربوية، فهناك من يرى أن التربية تكون بالعصا والكلمة القاسية، وهناك من يرى إلغاءهما تماماً، وهناك من يرى الجمع بينهما، وهو يؤدي إلى تصدع الحياة الأسرية، ويسمح للعنف الأسري بأن يجد مسوغاً لوجوده في بيئة ليست قادرة على التوحد في المنهج التربوي.