رحلة عزاء داخل الدولة تعادل رحلة لايطاليا مدتها أربعة أيام
قرر بو محمد الذهاب إلى أبوظبي ويرافقه ابنه البكر محمد (عمره 26 عاما) وأراد أن يبقى في العزاء منذ الصباح حتى وقت المساء لأن المتوفى كان صديقا عزيزا عليه وكان يعمل معه في الوقت ذاته ويريد مواساة أبناء المتوفى الصغار . أشار محمد على والده أن يبيتا الليلة في أبوظبي وفي الصباح يذهبان إلى العزاء وهنا بدأت الرحلة.
يروي محمد قصة ذهابه مع والده لتأدية العزاء، يقول كنا في وقت المسيَان حين قمت بتعبئة سيارتي الجي ام سي من محطة بترول أدنوك على بوابة رأس الخيمة بعد أن مررت على شارع الشعبية برأس الخيمة و اصطادني رادار متحرك والمخالفة قيمتها 400 درهم وكنت أسوق حوالي 110 كم/الساعة، وبعدها قدت في شارع الإمارات الجميل التي شيدته وزارة الأشغال وتشكر على ذلك بالطبع و كلنا نسى منحنى الموت في الشارع القديم ونسى المطبات التي تظهر في الطريق بين الفينة والأخرى، و أردت من خلال رحلة العزاء أن أفرج على قلب والدي الذي لم يزر مدينة دبي منذ سنتين وذلك لعدم قدرته على سواقة السيارة لضعف بصره، و وصلنا إلى مدينة دبي الجميلة الرائعة في بنيانها و تصميم شوارعها وجسورها والتنظيم الجميل فيها، وصلنا على الجسر المقابل لدبي مول وكنت أسوق حوالي 95كم/الساعة وأعجب بسرعتي رادارا آخر فكانت الحصيلة صورة أخرى أضيفت الى البومي اليوم وتكلفتها 600 درهم فقلت في نفسي يهون من اجل عيون الوالد، وذهبنا إلى المول واستأنس ابي بنافورة دبي مول الرائعة وأكلنا وجبة العشاء وبعد ذلك على طريقنا نحو أبوظبي اتصلت بكذا فندق اسأل عن الاسعار فكان ارخص الفنادق 1200 درهم، وقمت بحجزها للاستراحة بها ولكي نضمن المبيت في الفندق قبل ان ترتفع اكثر خصوصا في فصل الشتاء كما أجابني موظف الحجوزات في اغلب الفنادق ان هذا هو موسم الحصاد لديهم.
ويسترسل محمد حديثه ويقول تهت قليلا قبل أن أصل إلى الفندق ، وكانت الساعة قرابة الثانية والنصف صباحا وكانت سهرة جميلة في رحلة تملأها أسى المخالفات و لكن يهون من اجل الأجر و في الصباح بعد تأدية صلاة الفجر وبعد الفطور اللذيذ في الفندق ذهب محمد ووالده إلى منزل المتوفى وقاما بواجب العزاء و كان الحزن واضحا على وجه بو محمد كما يروي لنا ابنه ، وفي طريق العودة في مدينة ابوظبي وصادني رادارا آخر ولكن هذه المرة كانت سرعتي 90كم/الساعة والتكلفة 600 درهم أيضا وكان آخر رادار في هذه الرحلة.
يقول محمد كلفتني رحلة العزاء هذه حوالي 3600 درهم مقسمة على (1600درهم مخالفات + 1200درهم فندق+600درهم بترول السيارة+200 درهم غذاء). يقول ذلك وهو متعجب كيف كلفته تأدية واجب العزاء وفي داخل الدولة هذا المبلغ الكبير، وهي تعادل رحلة سفر قام بها محمد في الصيف الماضي وكانت مدتها 4 أيام بين روما و ميلانو وبولونيا في ايطاليا.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
يضيف محمد إلى قصة رحلة العزاء أنه كان بالإمكان أن يتجنب كل ذلك ولكنه يطمع في الحصول على خصم من الفنادق و الرادارات خصوصا لان هدف رحلته كان نبيلا. ولكن إن شاء الله الأجر عند الله مضاعف لذهابهم للعزاء! وفي كل خطوة لهم الأجر و صور الرادار شهود على ذهابه، كما قرر زيارة اصدقاءه في أوروبا اذا توفى شخص ما او اذا اراد زيارة شخص ما في أية مناسبة كون الرحلة تعادل تجواله داخل الدولة.
بقلم/ ابراهيم علي ابراهيم البلوشي